فنانون راحلون من بلادي بقلم:حسين أحمد سليم
تاريخ النشر : 2006-09-27
فنانون راحلون

من بلادي


حسين أحمد سليم

نجيب بخعازي

هاجر الى روسيا .

برز البخعازي في تصوير الوجوه الزيتية والأيقونات ورجال الأكليروس . وعاد الى وطنه لبنان مكبا على تطوير فنه الليتورجي في بعض الكنائس والأديرة . لكن الفنان الذي هو أحد المشاهير في تاريخ الفن اللبناني النهضوي , لم يترك وراءه سوى مرويات بسيطة عن حياته وفنه . في حين أن القليل القليل من هذا الفن يدل على أنه كان من المتمرسين في صنعة الوجوه البشرية وابتكارها . الى جانب امتهانه فن الأيقونة وسر اعدادها , وخصوصا وأن الكنائس الأرثوذوكسية المنتشرة في روسيا القيصرية قد سلحته بهذا الامتهان ودربته على أن يعرف الصنعة والاعداد لها جيدا في ماء الذهب , أو في الزيت على أقل تعديل .

مكاروف فاضل

( 1910 – 1945 )

ولد مكاروف فاضل قبيل الحرب العالمية الأولى في بلدة حامات شمالي لبنان . بدأ علومه في مدرسة الضيعة وفي طرابلس . توجه الى العاصمة بيروت فيما بعد ليلتقي قيصر الجميل . بعد مرور أعوام قليلة سافر الى ايطاليا ودرس الفن في كلية الفنون الجميلة في روما عند " سيفييرو " .

بعد عودته الى لبنان تولى منصب مساعد أستاذ في معهد " الألبا " باشراف قيصر الجميل , لكنه ما لبث أن خاب ظنه لقلة تقدير الفنان في المحيط اللبناني فاعتكف في قريته الى أن قضى نحبه بالمرض والفقر والعوز .

العزلة التي عاش فيها مكاروف فاضل , وعدم ايمانه بتقدير المجتمع له , عاملان أثرا في حياته وفي عطائه , ولم يتركا للباحثين عن شخصيته وايمانه بالاتجاهات الفنية سوى الشيء اليسير . لكن ما تركه في عالم التصوير يدل على قدرة هذا " الماهد " في المدرسة اللبنانية الانطباعية المتأثرة بالفن الكنسي وبالذات في مدرسة روما . وتبدو كتله التصويرية أمنية للأصول ولمفهوم الأسلاف الكبار في جعل الصورة المرسومة أمامنا تضاهي التصوير الفوتوغرافي . الطبيعة التي ميزت المدرسة اللبنانية الأولى في الفن ميزت مكاروف فاضل.فهذا المشكل,قليل السنوات في عمره,غاب باكرا وريشته الحساسة أخذت من الطبيعة شاعريتها.

عرف عنه أنه رسام الأصيل والغروب,يراقب تعاقب الفصول...وشغف أيضا بالانسان وبوجوه الصبايا.لقد اهتم بالتوازن,وكان تلميذا نجيبا لعصر النهضة.

الفنان مكاروف فاضل,قليل السنوات في عمره,عاب باكرا وأعطى باكرا,وريشته الحساسة الريحية أخذت من الطبيعة شاعريتها,أوديتها وسهولها,توفي في العام 1945 للميلاد.

نعمة الله المعادي

كان الأخ نعمة الله المعادي , أول فنان أرسل الى الخارج ( بلجيكا ) لتعلم النحت والرسم , ورجع لينحت تماثيل القديسين ونصفيات رجال الدين .

حصل الفن الأصولي في مراسم بلجيكا , وشق الطريق لحركة فنية جديرة بالبقاء تخرج بالفن اللبناني من دائرة الهواة الفطريين الى آفاق الأساتذة الأصوليين .

كان المعادي رساما ومثالا . اتصفت آثاره بالكلاسيكية المغرقة في الشكلية . ويشهد على فنه تمثال القديس لويس ( منصوب فوق كنيسة الآباء الكبوشيين في باب أدريس ببيروت ) ولوحة من نوع " الفريسك " رسمها على جدار منزل الكاتب مارون عبود في " عين كفاع " تمثل الحياة اللبنانية في كل مناحيها : صنع الخبز على التنور , دق الكبة , لعب الورق , قطاف العنب , فرط الكشك الخ ... فالمعادي غني بتسجيل التقاليد اللبنانية .

رئيف شدودي

مصور يطبق قوانين الفن الأصولي . فنان واقعي انصرف في حياته القصيرة , الى تصوير الأشخاص أكثر ما انصرف ... امتازت آثاره بالقوة في الرسم , والفن واللون , والوضوح في المعالم والسمات .

من شاهد لوحات رئيف شدودي , وهي قليلة , يجد أن في ما رسمه ولونه عمقا وحيوية ومهارة وجرأة وعلى الأخص في طريقة مزجه الألوان .

ولقد حصر فنه في الوجوه البشرية , مع محاولات في الميتولوجيا , فوصل الى الكثير مما توصل اليه الفن الأوروبي , دون أن يركب البحر أو يزور المعارض الا أنه عرف كيف يستفيد من داود القرم وحبيب سرور وخليل الصليبي .

علي جمال

ضابط , معروف بالبيروتي , دفعه حبه الشديد " بتصوير البحر وأمواجه ومراكبه " الى الالتحاق بمدرسة اسطنبول البحرية , للتخرج ضابطا يعيش بين زرقتين : زرقة البحر ةزرقة السماء .

وفي آخر حياته عمل أستاذا للتصوير في مدرسة الفنون في اسطنبول . ومن آثاره صور مائية " هي غاية في القوة والنضج , تمثل الأشخاص أبدع تمثيل .

ومن أبرز صفاته : الدقة في الرسم , والفن في اللون والاحساس , والقوة في التعبير .



داود القرم

( 1852 – 1930 )

ولد داود القرم في غوسطا . لكن عائلته انتقلت الى غزير . في العاشرة من عمره اكتشف الآباء اليسوعيون موهبته فطلبوا منه أن يعلم الرسم في مدرستهم الجديدة , فقبل بشرط أن يعلموه اللغات الأجنبية ومنها الفرنسية واللاتينية .

عند بلوغه الثامنة عشرة ( 1870 ) سافر الى روما ليتعلم الرسم في معهد الفنون الجميلة تحت اشراف " روبرتو بومبياني " الرسام الرسمي للبلاط . وفي أثناء اقامته في ايطاليا عكف القرم على زيارة المتاحف وصالات العرض بحماسة بالغة جعله يتعرف الى أعمال الفنانين أمثال " رفائيل " , " مايكل أنجلو " و " تيتان " وغيرهم فانعكست روحيتهم على أعماله الفنية وكان أحد أهم الأعمال التي قام به القرم في روما رسم صورة " البابا بيوس التاسع " ليصبح بعدها أحد الرسامين الرسميين لليلاط البلجيكي في عهد " ليوبول الثاني " .

بعد عودته الى لبنان طلبت منه شخصيات رفيعة المستوى في لبنان وسوريا ومصر أن يعكف على رسمها فأتت لوحة الخديوي عباس الثاني , والي مصر , عام 1894 من أجمل ما رسم . كان داود قرم رساما دينيا فمعظم كنائس لبنان وسوريا ومصر وفلسطين تعتبر متاحف ضمت رسوما له شهيرة .

عرضت أعماله في المعرض العالمي في فرساي عام 1889 وباريس عام 1901 ونال عدة أوسمة لبنانية وأجنبية . تتلمذ عليه حبيب سرور وخليل الصليبي .

حبيب سرور

( 1860 – 1938 )

انتقلت عائلة حبيب سرور الى روما وهو في سن العاشرة من عمره فدرس في معهد الفنون الجميلة . وبعد اقامة طويلة في مصر عاد الى لبنان ليدرس الفن في مدرسة الامبراطورية العثمانية في منطقة الباشورة , وفي مشغله الخاص الموجود في أقبية منزل ألفرد سرسق في مدينة بيروت ( متحف سرسق اليوم ) .

نجح سرور كرسام للأشخاص فكانت تتدفق عليه الطلبات من رجالات مهمة لبنانية وعربية , دينية كانت أو اجتماعية أو سياسية في الأمبراطورية العثمانية . عام 1934 أقامت جريدة " سوريا " معرضا مهما في فندق سان جورج فكان سرور أحد أبرز المشاركين .

تتلمذ عليه صليبا الدويهي وغيره من الفنانين الماهدين وشارك في رسم وجوه دينية مكملا ما بدأه أسلافه , وبالذات داود القرم , في الفن الماروني . هو وريث الطقس اللاتيني في اضفاء جو من القداسة والطهارة على اللوحة المارونية المعلقة في الكنائس .

خليل الصليبي

( 1870 – 1929 )

ولد خليل الصليبي في بطلون . بدأ الرسم في سن مبكرة جدا مستعملا آنذاك رؤوس عيدان الكبريت ثم ريشة الحبر والفحم الحجري .

سنة 1886 دخل الكلية السورية البروتستنتية ( الجامعة الأميركية في بيروت اليوم ) . غادر الصليبي لبنان متوجها الى " ادنبورغ " لاكمال ثقافته الفنية عام 1890 ليلتقي " جون سنغر " الذي اقترح عليه الذهاب الى أميركا . وهكذا كان .

في أميركا التقى فتاة أحلامه في فيلادلفيا وتزوجا . بعد فترة من زواجه عاد الصليبي وعقيلته الى انكلترا للعيش فيها فسكنا مدينة " ادنبورغ " باديء الأمر ثم انتقلا الى لندن . لوحته " فينوس دوميلو " حازت على الميدالية الذهبية في معرض " ادنبورغ " عام 1889 , ولأنه كان يبحث دائما عن آفاق جديدة سافر الصليبي وزوجته الى باريس ليتتلمذ على يد " بوفيس دو شافان " . خلال اقامته في باريس عرض أعماله في قاعة الاستقلاليين وفي durand ruel التقى " بيار أوغست رونوار " .

في باريس كان الفنان الأكثر تماشيا مع العادات الانكليزية . أمضى خليل الصليبي عشر سنوات في الغرب ليعود بعدها الى وطنه لبنان فمارس مهنة التعليم عام 1900 في الجامعة الأميركية وعمل على رسم صور أصدقائه ورجال الأكليروس . ولكن زوجته " كاري " كانت الأوفر حظا , ففي العام 1922 وفي معرض باريس خلفت صورة كاري " أنجيليك " موجة عارمة من الاثارة لما تضمنته هذه اللوحة من شفافية في العمل وجمال في الألوان والفوضى التي عقبت سرقة هذه اللوحة الخلابة . ولكن سرعان ما أعيدت . وكان الصليبي قد أسس مشغله الخاص به قبل عامين من هذه الحادثة . ودرس تلامذة من بينهم قيصر الجميل .

غاب الصليبي في الثامنة والخمسين من عمره . ليقتل وزوجته أثر خلاف على حقوق المياه النابعة من أرض الفنان . ولأنه أحد رواد النهضة الفنية فقد كرمه تلامذته أمثال عمر أنسي وقيصر الجميل بتسميته " عميد النهضة الفنية اللبنانية " .

فيليب موراني

( 1875 – 1973 )

نزيل باريس ... الكلاسيكي الرسم ... الشرقي الخيال والحساسية والروح . بدأ حياته الفنية في سن مبكرة جدا وسافر الى روما وهو في السابعة عشرة من عمره ليعمل مع " برتوني " عام 1901 سافر الى باريس ودرس الفن على يد " جان بول لورنس " شارك في العديد من المعارض وأغلبها في باريس حيث نال عدة جوائز وحاز على أوسمة رفيعة من وطنه . ساعد فيليب موراني في تصميم وانتاج الطوابع البريدية اللبنانية , كذلك وضع أحرف طباعة عربية بشكل أنسب لاستعمالها في الغرب . رسم موراني في الصحف الفرنسية أمثال " أيللوستراسيون " وصمم القاعة الفينيقية الشهيرة في معرض باريس عام 1901

( 1882 – 1962 )

ولد الحويك عام 1883 في حلتا ( قضاء البترون , لبنان ) ودرس في عينطورة والحكمة وسافر الى روما ملتحقا بأكاديمية الفنون الجميلة .

عام 1909 جاء باريس فالتقى جبران خليل جبران الذي نصحه بأن يعدل عن ترجمة " الكوميديا الألهية " لدانتي ويتفرغ للنحت : " لأن الشرق بحاجة الى نحات مثلك يا يوسف " .

تأثر برودان وبردويل . آمن بثورة الحجر وبـ " عورا " محترفه الذي يعلو عن سطح البحر 750 مترا . وككل نحات مبدع , لاقى صعوبات دفعته الى اعتزال الناس والعالم قبل الرحيل الأخير .

موسى أيوب

فنان ترعرع في بلاد الانكليز ودرس الفن فيها , وغدا واحدا من كبار الفنانين في العاصمة البريطانية . غدا مصور ملوك انكلترا وأمرائها . وطريقته الفنية تقوم على الجمع بين الواقع المادي وبين السمو الروحي بأسلوب رقيق شاعري يتميز بمتانة الرسم الأصولي , والاحساس باللون الى أقصى حد مستطاع .

مصطفى فروخ

ولد في بيروت في العام 1903 , وتابع دروسه في مدارسها وجامعتها . التحق بمرسم الفنان حبيب سرور ثم مضى الى روما والتحق بكلية الفنون الجميلة فيها وتخرج منها سنة 1928 وانتقل بعدها الى باريس وبقي فيها 4 سنوات يدرس الفن ويمارسه . اطلع على جميع التيارات والأساليب الفنية الحديثة والقديمة وتردد على متاحف باريس وصالاتها . عاد سنة 1932 الى بيروت وقد امتدح النقاد العالميين أعماله وأسلوبه . خلف الكثير من الأعمال الفنية وترك ملحمة من الجهاد في سبيل الفن ورائعة فنية صور فيها فارسا عربيا يندفع على صهوة جواد كالصاعقة .

ولد في بكفيا في العام 1892 والتحق بمرسم خليل الصليبي ثم ذهب الى باريس الى أكاديمية جوليان الشهيرة وعاصر الفنان مونيه أبرز الانطباعيين , ووجد قيصر في هذه المدرسة الانطباعية ضالته المنشودة , وافتتح لدى عودته الى لبنان مرسما فاخرا يليق به واشتهر بتصوير اللوحات الشخصية والوجهية عدا عن اللوحات التي تصور المناظر الطبيعية وأصبح مرسمه ملتقى الطبقة الراقية وسيدات الطبقة المخملية اللواتي سعين ليرسم لهن لوحة وجهية واستهوته الأحداث التاريخية فرسم معركة عنجر فأتت آية في الجمال . وكان يخيل لنا وكأنه يشارك فيها .

عمر الأنسي

ولد في بيروت في العام 1902 ودخل الى مرسم الفنان خليل الصليبي ثم توجه الى باريس . وعرف الانطباعية وتأثر بها . ذهب الى الأردن ومكث فيها خمس سنوات يعلم الفن لأمراء وأميرات العائلة المالكة فتألق نجمه وذاع صيته . تعلم أيضا من الأردن وباديته عادات أهلها وتقاليدهم العربية الأصيلة وشاركهم الأفراح والأتراح وزار آثار الأردن وأخذ عنها بعض الصور ودون المعلومات لاستعماله , فيما بعد , في أعماله الفنية . اشتهر عمر الأنسي باستعمال الألوان المائية في لوحاته . ولم يجاريه في هذا المجال فنان لبناني آخر .

صليبا الدويهي

ولد في اهدن في العام 1912 . والتحق سنة 1932 بكلية الفنون في باريس وبقي فيها أربع سنوات يدرس الفن ويزور المتحف والمعارض . اتجه نحو الفن التجريدي . عاد الى لبنان في أواخر سنة 1936 وكلف بتزيين كنيسة الديمان البطريركية وقام بهذا العمل على أحسن ما يرام فنال اعجاب النقاد والذواقة . وكانت مواضيع رسومه مشاهد طبيعية وأحداث تاريخية . بأرضه معتز بتقاليده رسم لوحات مواضيعها مأخوذة مما حوله من مشاهد وشخصيات وأحداث اهدنية من لوحاته : الصبايا في نزهاتهن وثيابهن بألوانها الزاهية , المقاهي المنتشرة حول نبع مار سركيس في اهدن , المعارك التي جرت بين يوسف بك كرم ورجاله من جهة والجيش التركي من جهة أخرى . عاوده الحنين الى السفر فذهب الى الولايات المتحدة لكنه لم يتخلى عن نزعته الشرقية اللبنانية في الفن .

رشيد وهبي

ولد في بيروت في العام 1914 ودرس في معاهدها حتى نال الشهادة الثانوية , التحق بمحترف الفنان حبيب سرور بين السنتين ( 1932 و 1936 ) . تلقى دراسته الفنية العالية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة , وتخرج منها في سنة 1945 , كما درس التمثيل الى جانب الرسم والتصوير , لمدة سنتين في المعهد العالي لفن التمثيل العربي بالقاهرة ( المعهد العالي للفنون المسرحية حاليا ) في قسم النقد والبحوث الفنية . وزار معظم البلاد العربية للدراسة والاطلاع . ذاع صيته كرسام وجوه , يظهر ببراعة التعابير من فرح أو حزن أو وداعة أو شراسة .

أقام وشارك في العديد من المعارض الفنية في لبنان وفي الخارج . وكان أول معرض شارك فيه سنة 1931 , وشارك في معظم معارض المجلس الثقافي للبنان الجنوبي . وهو أحد مؤسسي جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت سنة 1957 , وأمين سرها بين العام 1957 و 1962 , ورئيسها في العام 1962

درس الفن زهاء أربعين عاما في المعاهد والجامعات : ( الجامعة اللبنانية , جامعة بيروت العربية , الجامعة الأميركية ) .

حائز على وسام المعارف من الدرجة الأولى في سنة 1956 , وعلى جائزة الدولة التقديرية في التصوير سنة 1971 , وعلى جائزة سعيد عقل في أيار سنة 1972 , وكرمته الحركة الثقافية في انطلياس في 8 آذار سنة 1986 , ودار الندوة في بيروت في 21 أيار سنة 1990 , ومركز معروف سعد في صيدا سنة 1992

حائز على وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط في سنة 1986 , وقد أطلقت بلدية بيروت اسمه على أحد شوارع العاصمة في العام 1990

مثلت أحدى لوحاته هدية رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي الى رئيس جمهورية فرنسا فرنسوا ميتران في العام 1991

يحي ياغي

ولد يحي ياغي في مدينة بيروت في العام 1943 حيث كان يعمل والده في الشرطة , وهو رابع أفراد الأسرة المؤلفة من سبعة أبناء .

عاد مع أفراد أسرته إلى مدينة بعلبك , وهو طفل صغير , بعد انتهاء خدمة والده من الوظيفة , واستقر فيها نهائيا .

تلقى علومه الابتدائية والمتوسطة في مدارس مدينة الشمس بعلبك . استهواه الرسم منذ صغره , فأقام محترفا صغيرا في منزله , حيث كان يقضي معظم أوقاته في إشباع هوايته الفنية .

كان طموحه الفني كبيرا , مما دفع به للإبحار في العالم الفني للرسم , فتعرف إلى الفنان الكبير رفيق شرف وأقام صداقة مميزة معه .

دخل يحي ياغي معهد CUVDER للفنون في بيروت وقضى فيه عامين كاملين 1963 و1964 نال على أثرهما شهادة في الفنون بمعادلة إجازة .

أقام أول معرض فني له في مدينة بيروت 1964 , وأول معرض في مدينة بعلبك 1964 أيضا , وتوالت معارضه فيما بعد ... حتى بلغت سبعة عشر معرضا ما بين بيروت وبعلبك والقاهرة وألمانيا الغربية والنمسا التي كرمته بميدالية .

هذا , وقد تحدثت عنه الصحافة كثيرا وأبرزت أعماله الفنية , وأشادت بأعماله الخالدة وأثنت على فنه المميز الرائع .

تزوج من السيدة غفران ياغي في نهاية 1969 وله منها ولدان : زاهر وجوليانا .

علم الرسم والفنون في جميع مدارس بعلبك من خاصة ورسمية , وكذلك مارس التربية الفنية في مدارس بيروت , وخاصة الثانوية الأهلية في برج البراجنة في أواخر الستينات .

أعد دراسة فنية تعتبر فريدة من نوعها , لتعليم الأطفال الحروف والأرقام عن طريق الرسم . وكان على اتصال بمركز البحوث والتوجيه لتبني هذه الطريقة .

أقام آخر معرض له في بعلبك خلال تموز 1981 ومع نهاية المعرض بدأ المرض يتسلل إليه , ورغم الداء ظل مثابرا على عمله وقد أنجز عدة أعمال كان قد بدأ بها قبل المعرض .

داهمته المنية في 9 أيار 1982 بعد أن قضى فترة في مستشفى الجامعة الأميركية , مخلفا ثروة فنية متنوعة .

كان الفنان يحي ياغي وديعا لطيفا يحب كل الناس , على كثير من التواضع والطبيعية والبعد عن الكبرياء والتعالي والتكلف .

حمادة زكي زعيتر

حمادة زكي زعيتر,فارس الحلم الفني والموقف الانساني,باكرا يترجل عن جواده,ليرحل إلى هناك,حيث عالم الروح أبقى... تاركا أدواته الفنية,هاجرا حجارته الصغيرة,متخليا عن ملوناته الندية,مودعا سجادات الفسيفساء...

حجر الزاوية في تجربة الفنان الراحل حمادة زعيتر,المعرض الواقعي التصويري الأول الذي سجل من خلاله انطباعاته عن شارع بلس في قلب العاصمة بيروت,بأبنيته وأشجاره وناسه ومحلاته التجارية,مستمدا موضوع مائياته من الواقع مباشرة وبأسلوب أراد من خلاله توثيق معالم هذا الشارع العريق في لحظة مجنونة من لحظات الحرب الأهلية...

ولد الفنان حمادة زكي زعيتر في العام 1950 في بلدة الكنيسة البقاعية.حائز على دبلوم دراسات عليا في الرسم والتصوير من الجامعة اللبنانية , رأس محترف قسم الرسم والتصوير في معهد الفنون الجميلة في دير القمر,اضافة إلي اشرافه على قسم الدراسات العليا في الرسم والتصوير في الجامعة اللبنانية.

هذا وكان عضوا في عدد من المؤسسات والجمعيات:جماعة المحترف الأخضر,المجموعة الفنية,عضو الهيئة الادارية في جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت..

ساهم ورئس أعمال ترميم الفسيفساء في قصر بيت الدين مدة 14 عاما متواصلة من الجهد,قام خلالها بترميم أجنحة القصر المختلفة,اضافة آلي مساهماته المتعددة في ترميم آثار دير القمر,والتي تضم قصر الأمير فخر الدين المعني الثاني ومسجد اأمير فخر الدين الأول ومجموعة من الآثار المسيحية,وترميم آثار متحف البرج المملوكي في قلعة بعلبك ومتحف صور في المدينة الأثرية القديمة,وأقام عدة معارض فردية وشارك في عدد من المعارض في لبنان والخارج , تجاوزت 30 معرضا فنيا.

مع بدء الحفريات الأثرية في وسط بيروت,أشرف حمادة زكي زعيتر على نقل الفسيفساء العائدة آلي حقبات مختلفة والتي كان يتم العثور عليها في الوسط التجاري,تمهيدا لترميمها.

كما شارك,إلى جانب عدد من الفنانين اللبنانيين,في التحضير لاطلاق سمبوزيوم عاليه للنحت,وساهم في تنظيم دوراته المتعددة.

هذا وقد شارك الفنان حمادة زكي زعيتر أكثر من مرة في المعارض التي كانت تقام في صالة المتحف الحربي في دمشق بمناسبة حرب تشرين,بالتنسيق مع مديرية التوجيه... وقد كان ذلك من ضمن مجموعة من جمعية الفنانين التشكيليين اللبنانيين للرسم والنحت,وبعض الفنانين المنفردين,الذين شاركوا الفنانين السوريين الأشقاء فرحتهم السنوية. وشارك في جميع المعارض التشكيلية التي أقامها المجلس الثقافي للبنان الجنوبي من العام 1984 حتى العام 1991 , وشارك في لقاء التشكيليين العرب الأول , وفي معارض لجنة حقوق المرأة , وفي العديد من المعرض في الخارج . وأقام معرضا منفردا في سنة 1984 وشارك في معرض التشكيليين الشباب في النروج والدانمارك في العام 1991

وحمادة زكي زعيتر فنان مرهف وحساس,يملك حسا بامكانه التقاط أدق الاضاءات ليمنحنا الصياغة المتكاملة للموضوع,لذلك كنا نطرب بموضوعاته التي ينجزها كسلسلة ذات اكنمال واحد موحد... صور الطبيعة,بشغف من يعنيه العطاء,منطلقا من داخله المشبع بالانفعالات والمشاعر الرقيقة.

توفي الفنان حمادة زكي زعيتر في 22 / 11 / 2000 وغادرنا وهو في عز عطائه بعد أن توقف قلبه المتعب ولاذ بالصمت...ليقضي ضحية من ضحايا الفن التشكيلي في لبنان.