رؤية مرجع ديني تحدث ضجة في حوزة قم !بقلم:صباح الموسوي
تاريخ النشر : 2006-09-17
يسود مدينة اصفهان , اليهودية الأساس وعاصمة الدولة الصفوية تاريخيا , حالة من الهرج والمرج بين التأكيد والتكذيب للخبر الذي وزعته قبل أيام المؤسسات الثقافية والإعلامية التابعة لأحد كبار المراجع الشيعة في قم , الملا محمد تقي بهجت , والذي يؤكد ولادة قاتل الإمام الغائب المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر عند الشيعة الأثني عشرية , وذلك اعتمادا على الرؤيا التي رآها المرجع المذكور .

و يقول الخبر العاصف الذي مازال صداه مدوياً في اغلب المدن الإيرانية وفي مدينة اصفهان تحديداً , ان آية الله محمد تقي بهجت و أثناء قيامه بصبغ الوضوء غشته غيبوبة قصيرة وبعد عودته الى الوعي سأل من قبل تلامذته وأتباعه الذين كانوا عنده عن سبب هذه الغيبوبة فاخبرهم انه شاهد في التو قاتل المهدي المنتظر وهو يولد في مدينة اصفهان !.

هذا النوع من الروايات والأخبار التي تحضا بمصداقية كبيرة لدى أتباع التشيع الصفوية كانت قد شهدت انتشارا كبيرا في ايران مؤخرا . الأمر الذي دفع بوزارة الاستخبارات الإيرانية برفع تقارير الى مسؤولي النظام وعدد من مراجع حوزة قم تحذر فيها من خطورة هذه الظاهرة على أمن البلاد .

وقد حذر التقرير الأمني من ظاهرت تكاثر أعداد المنتحلين لشخصية المهدي او المدعين رؤيته والاجتماع به . مشيرا الى ان هناك عددا من السجناء في بعض السجون البلاد يدعون أنهم على صلة بالإمام المهدي . وأعرب التقرير عن خشيتها من ان توجه هذه الخرافات لطمة لعقائد المجتمع او ربما تستغل سياسيا من قبل من اسماهم بالأعداء .

التقرير المطول الذي أوصت به وزارة الاستخبارات ركز جل تحذيره على الطرق الصوفية التي أخذت تنتشر بشكل لم يسبق له مثيل في ايران وذلك على الرغم من القيود الذي تفرضها السلطات الحكومية على نشاطات هذه الفرق.

وعقب نشر التقرير المذكور أصدر ,آية الله فاضل ألنكراني " وهو احد المراجع الستة الكبار في حوزة قم , فتوى دينية يحرم فيها المشاركة في جلسات الذكر التي تقيمها الفرق الصوفية او الدخول الى تكاياهم الخاصة . واصفا عقائد الصوفية بالبطالة وذلك لكون الصوفية قد أحدثت بدعة باسم , الطريقة " فرقت بينها وبين الشريعة حسب نص فتوى ألنكراني .

وقد رأي بعض المراقبين ان فتوى ألنكراني هذه تأتي من خوفه على " نظرية ولاية الفقية" وذلك بعد ان اخذ جمع كبير من الشباب الإيراني يتوجه نحو الفرق الصوفية التي بدورها ترفض نظرية ولاية الفقيه وتدعو لإلغائها.

لقد شجع تقرير وزارة الاستخبارات الإيرانية المذكور صحيفة الشرق وهي واحدة من الصحف الإيرانية الواسعة الانتشار على التطرق لظاهرة تكاثر الخرافات التي تشهدها مدينة قم تحديدا, هذه المدينة التي بدأت تضاهي قدسيتها عند الصفويين قدسية الكعبة المكرمة. وهذا ما لفتت الانتباه إليه الصحيفة ,( التي تم إغلاقها مؤخرا عقب ذلك التقرير بدعوى أنه لا يوجد فيها مدير مسؤول وهذا مخالف لقانون الصحافة) حيث وجهت نقدا لاذعا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني متهمة إياها بالتشجيع على تفشي ظاهرة الخرافات الدينة التي تشهدها ايران مستشهدة بنقل التلفزيون لاحتفالات ليلة ويوم النصف من شعبان التي جرت في " مسجد جمكران " في مدينة قم والتي حضرها ما يقارب الثلاثة ملايين شخص من مختلف المدن الإيرانية .

وقد انتقدت الشرق الزوار الذين يترددون على " مسجد جمكران " الذين اخذوا يعزفون عن زيارة قبر السيدة معصومة بنت الإمام موسى الكاظم التي توجد حسب رأي الصحيفة توصيات من ألائمة المعصومين تؤكد على وجوب زيارة هذه السيدة . متسائلة , كيف يمكن الإغراق في فضائل مسجد تأسس بناء على رؤية فلاح اسمه « حسن بن مثلة الجمكراني » قال ان المهدي أمره ببناء هذا المسجد الذي لم يرد له ذكر او فضيلة في روايات ألائمة المعصومين ؟ .

علما ان الكثير من الروايات الموضوعة في فضل " مسجد جمكران" سبق ان ذكرت في فضل مسجد السهلة في الكوفة الذي كان قد بني في القرن الأول و يقال أن بني ظفر هم بناة المسجد الحقيقيون ، و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة ، ولهذا عرف المسجد أولاً بمسجد بني ظفر، ثم تحول اسمه إلى مسجد السهلة و هي التسمية المتداولة حالياً .ويوجد في مسجد السهلة مقام يسمى بمقام , الإمام المهدي المنتظر , تقول الروايات ان من صلى فيه أربعين ثلاثاء متتالية تمكن من رؤية المهدي !.

هذه الرواية صارت تحكي بحق " مسجد جمكران" حتى ان الميرزا جواد التبريزي احد مراجع حوزة قم المعروف بطائفيته الشديدة قد سار العام الماضي مشياً على الأقدام لزيارة هذا المسجد. وهو محاولا بذلك تقليد الشاه عباس الصفوي ( القرن العاشر الهجري ) الذي كان قد دعا الإيرانيين الى عدم الذهاب الى مكة المكرمة وحج بيت الله الحرام . قائلا " لماذا تذهبون الى مكة العرب وعندكم مكة تعادل زيارتها سبعون حجة " . ويقصد بذلك مدينة مشهد في إقليم خراسان والتي يوجد فيها قبر الإمام علي بن موسى المشهور بالرضا ثامن أئمة الأثني عشرية . وقد سار الشاه عباس مشيا على الأقدام من اصفهان الى مشهد في رحلة دامت ثمانية وعشرين يوما ثم بقي هناك مدة ثلاثة اشهر يعمل فيها مع الخدم في التنظيف والخدمة على الزوار و مساندة عمال البناء الذين أمرهم بتوسعة المقام . وطوال مدت حياته لم يجرأ أحدا ان

بتنظيم حملة للحج وكان اغلب الإيرانيون يؤدون فريضة الحج سرا الى ان مات الشاه عباس .

رؤية المرجع الإيراني " الشيخ محمد تقي بهجت" بشأن ولادة قاتل المهدي المنتظر شبهها احد الخبراء بشؤون المرجعية الشيعية برؤية زعيم احد الطوائف اليهودية في كينيا , إسرائيل هوكينز، الذي كان قد وعد أتباعه بوقوع حرب نووية بحلول 12 سبتمبر أيلول الجاري. وقد أخذ أتباع هذه الطائفة التي تحمل اسم " بيت يهوه " تحذير زعيمهم على محمل الجد و بدأوا بناء مخابئ خاصة لحماية أنفسهم. وقال أحد أتباع الطائفة ويدعى يليسور كاموتوم "إن الدمار سيقع لأن البشر لا يتبعون "شرائع يهوه" إلا ان هذه الرؤية لم تتحقق وقد أصيب أتباع الطائفة بالحيرة .

وقبل ستة سنوات صدمت أوغندا المجاورة لكينيا بما انتهت إليه نبوءة حول يوم القيامة. فلم ينته العالم في ديسمبر كانون الأول عام 1999 كما تنبأت الجماعة التي كانت تطلق على نفسها " استعادة الوصايا العشر" ، و بعد ذلك الموعد المقرر بأربعة أشهر تم العثور على جثث المئات من أتباع الطائفة قتلى .

ولم يستبعد الخبير في الشؤون المرجعية الإيرانية ان يلاقي أنصار ومقلدي "آية الله الشيخ بهجت " مصير أتباع جماعة " بيت يهوه " وجماعة " استعادة الوصايا العشرة " الذين انتهوا بانتحار جماعي بعد ثبوت عدم صدق تنبأت مراجعهم العظام.

صباح الموسوي

مركز دراسة النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام

‏14‏/09‏/2006