كلنا شاهدنا الكاوبوى الأمريكى فى أوائل السينما بمسدسه الطاحونة وال 6 طلقات والتى لا تنفذ ذخيرته أبدا بمجرد بدأ المعارك بين رجال الكاوبوى أو رعاة البقر الذين كانوا يأتون الى أقرب مدينة وأقرب حانة فيعيثوا فسادا وتخريبا ورعبا..وانتهت حقبتها فى أمريكا حتى جاء المخرج الايطالى الأصل فدريكو فليينى وأحياها من جديد لفترة معينة وأبدع فى تسويق تلك الأفلام بوضع لمسات من الانسانية والشرف على أبطالها وأصبحت أكثر واقعية وأكثر شدا وجذبا كما وأضاف عليها الموسيقى التصويرية الساحرة فكلنا يتذكر جيدا فيلمه الأخير il buono..il brutto..il cattivo (الطيب،القذر،الخسيس ) وما أن تخلصنا من تلك الأفلام مع تقدم السن بنا حتى عادت من جديد تلك المشاهد فى قطاع غزة تذكرنا بما أصبحت فى مخيلتنا مشاهد باهتة !! .
**كما تعلمون بأن مناطق القطاع الخمسة كلها تخضع لكوتة فى توزيع كمية الكهرباء بشيفت مدته 8 ساعات دوارة على ال 24 ساعة..ومنذ عدة أيام نلاحظ تذبذب وانقطاع التيار بشكل متواصل فى الشفت الواحد بمجموع لا يقل عن 70 دقيقة وليس هذا ما يثير الأعصاب ويدعو للشفقة لأحوالنا حقيقة ولكنه بعد معرفة السبب والذى يتلخص فى قيام الكاوبوى الفلسطينى ومن المناطق التى أنهت حصتها باعادة تشغيل ما يعرف بالسكينة وهى الذراع التى تتحكم فى جريان التيار الكهربائى وانقطاعه؟؟ فيأتى القائمون على شركة الكهرباء فيصطدمون بالكاوبوى (شباب مسلحون بمسدسات أو بنادق ) يفرضون عليهم استمرارية التيار فى مناطقهم هذا يؤدى الى زيادة الجهد وانفصال الأمان المركزى عن المنطقة المستحقة وتلك المستقوية (ان صح التعبير) وقبل مدة وجيزة أردت أن أبادر بالتوضيح لهم بطريقة ودية ذاكرا قصة الكاوبوى (القصة حدثت مصادفة وهى سبب المقالة ) فرد أحدهم قائلا باستهتار واستهزاء على مسدساتهم الطاحونة والست طلقات عارضا مسدسه ال 16 كما يقول!! فسألته كم عمرك فأجاب 20 عاما فأجبته مسدسك جميل من نوع براوننغ عيار 9 مم موديل هاى بورhai power بلجيكى أصلى ومنه الأمريكى والاسرائيلى أيضا وليس كما تقول 16 انه 14 طلقة واحدة فى بيت النار وال13 فى الخزنة...فرسمت عليه الدهشة فقلت له يا ولدى لا تندهش ولا تتسرع ولا تعبث هكذا مع أهلك وجيرانك فعندما كنت فى عمرك لم نكن نتصرف هكذا.... فمرحلة المسدسات والبنادق عايشتها قبل أن تولد ؟؟ فانحرج حرجا شديدا وتقطر عرقا على جبينه فقلت فى نفسى ما زال الخير فيه ويحتفظ بأصله ولكن الوضع العام القاتل بكل المعايير يفرض عادات غريبة ومستهجنة الى حين ؟؟؟..... وأنزله من يده الى خلف ظهره وأنزل قميصه ومضى فندهت عليه هاى كاوبوى...لم يجبنى واستمر ماضيا دون أن يلتفت للخلف.....
** أول أمس تم شبك منطقة رفح الحدودية بكهرباء رفح المصرية فى مرحلة أولى بمقدار 5 ميقا على أن تصل لاحقا الى 17 ميقا وهذا من شأنه تغطية كل مناطق رفح وجزء كبير من خان يونس وهذا من شأنه زيادة مدة الحصة علينا الى الضعف تقريبا فشكرا على الجهود من الاخوة المصريين كحل مرحلى حتى يتم اعادة بناء ما دمرته اسرائيل لمحطة الكهرباء الوحيدة فى القطاع وعودة الى الخبر ال 5 ميقا تغطى 75 % من مناطق رفح ....وفى اليوم التالى تفاجأ الجميع وموزعى شركة الكهرباء بالكاوبوى الفلسطينى وقد وضع عبوة ناسفة مهددا بتدمير البرج والترنس لماذا لأن الكاوبوى ولسوء حظه يسكن فى منطقة ال 25 % المتبقية للمرحلة الثانية!!!وبعد مداولات وجهود كما أعلمونى تم اقناع الكاوبوى ومضوا الى طريقهم......
** لم أفاجىء فى احصائية جمعية حقوق الانسان فى غزة والتى ذكرت بأنه فى عام واحد بعد انسحاب الاحتلال من المستوطنات عندنا وقع 174 قتيلا نتيجة لانفلات الكاوبوى وتصفية حسابات فيما بينهم ؟؟.لم يتسنى للمركز احتساب آخر عمليات الاغتيال والتصفية الجبانة لمسؤول برتبة عميد ومرافقيه الأربعة من المخابرات العامة... فاذا كانت تلك الظاهرة قد انتهت من بلادها الأصلية فلماذا نصر نحن على احيائها وجعلها نمطا لحياتنا وهى أقذر ظاهرة اجتماعية وجدت على الاطلاق علما بأننا لا نملك حتى مزرعة أبقار واحدة فى كل مناطق غزة ؟؟.
الى اللقاء
كاوبوى غزة ..أقذر ظاهرة اجتماعية وجدت بقلم م. زياد صيدم
تاريخ النشر : 2006-09-15