موقع الشاعر الفلسطيني راشد حسين
القدس ...والساعة
كانت الساعة ُ في القدس ِ : قتيلا ً
جريحا ً
ودقيقه
كانتْ الساعة ُ : طفلا ً
سرقَ النابالمُ رجليهِ
ولمّا ظلَّ يمشي
سرقوا حتى طريقه
كانتِ الساعة ُ صفرا ً عربياً
كانتِ الساعةُ ميلادَ الحقيقه ْ
دقّت الساعة ُ .. دقّتْ
دقّتِ الساعةُ ! لكن ...
كانَ ربُ الشعبِ في البارِ يُصلي
لعشيقهْ
ثُمَ يهديها دمَ الناس ِ وروداً
شربتْ عطراً وأصباغـاً ولكن
لم يشرفها ترابٌ في حديقه
كانتِ الساعةُ أصفاراً كباراً
كانتِ الساعة ُ ميلادَ الحقيقهْ
كانتِ الساعةُ .. أن تنبتَ
للأشجارِ
والأحجارِ
والأزهارِ
والماء ِ
أظافر
كانتِ الساعةُ أن يحبَلَ مليونُ رجُلْ
علنا نُرزقُ فكرهْ
علنا نُرزقُ ثورهْ
كانتِ الساعةُ ... كانتْ
كانتِ الساعةُ : عاقرْ
صارَتِ الساعة ُ في القُدس ِ ... عذارى
في ثوان ٍ حَبِلَتْ
في ثوان ٍ وَلَدَتْ
في ثوان ٍ .. صارت الساعة ُ في القدس ِ
نضالاً ودقيقهْ .
دقّت الساعة ُ ... دقّتْ
بكتْ الساعة ُ حُبا ً .. وعذابا وتمنّت
واذا الطفلُ الذي من دون ِ رجلين ِ
على كفيهِ يمشي
وعلى عينيهِ يمشي
حاملا ً حُلُماً وخبزاً وسلاماً – لِمُقاومْ
هامساً أبسَطَ ما صلاّهُ طفلٌ :
" قتلوا رجلَي واغتالوا طريقي
ولهذا ....
لَم يَعُد لي غَيرَ أن أبقى هُنا
حتى ولوقبراً .... يُقاوِم"
دقّتْ الساعة ... دقّت
ثُمَ دقّت
ثُمَ دقّت
دقّتِ الساعة ُ دقاتٍ أخيرهْ
ثُمَ ماتت ...
لَم تَعُد بالقُدس ِ للساعاتِ حاجهْ
حطمّت ساعاتِهِمْ بنتٌ صغيرهْ
عُمرُها مائةُ مليون ِ مُعَذّبْ
أُمةٌ رغماً عنٍ
التخديرِ
والأفيون ِ
يوماً سَوفَ تَغضَبْ
ولهذا ...
كُلَّما مرّت بمحتلي عيون ِ
القدس ِ
طفلةٌ ... بنتٌ صغيره
فتّشَت أعيُنُهُم , آلاتُهُمْ
في صَدْرِها
في رَحْمِها
في عَقْلِها ... عن قنبله .
واذا لم يجدوا شيئا ً أصَرّوا :
" هذه البنت الصغيرهْ
وُلِدَت في القُدس ِ
والمولودِ في القُدس ِ
سَيُضحي قُنْبُله
صَدّقوا ... المولودُ في ظل ِ القنابلْ
سوفَ يُضحي قُنْبُله"
هي ... والأ رض
" باع َ أرضَهُ للصهيونيين لِيدفَع مَهرَ خطيبتِهِ
فكتبت لَهُ : "
وبِعتَ التُراب المقدس يا أنذَلَ العاشقينْ
لتدفعَ مهري؟!
وتبتاع َ لي ثوبَ عُرس ٍ ثمينْ .
فماذا أقولُ لطفلك لو قالَ :
" هل لي وطن " ؟
وماذا أقولُ لهُ إن تسائَلَ :
" أنتِ الثَمَن" ؟!!
سحبتَ ألحواكيرَ من شَعرِها
وبعتَ جدائل زيتونها
وأرخَصتَ في السوق ِ عَرضَ السُهول ِ
وخُنتَ وفاءَ بساتينِها
ومزقتَ حلماتِ ليمونِها
وبعتَ جدائلَ زيتونِها!
أتفضحُ والدةً أرضعتكَ لتَستُرَ عِرضي ؟
وتترُكَ هذي البيادرَ جوعى
ليَشبَعَ رَوضي ؟
أمن وَجعِ ألأرض ِ .. تَصنَعُ أفراحَ
قلبي الحزين؟
أعُريُ البيادرَ يا نذلُ
يُلبسني ياسمين ؟
عكا والبحر
إلى الأصدقاء الذين عرفتهم عكا
حلم الرعاة ورقصة الريحان و الأرض الندية
وسنابل القمح الخجولة في ملاءتها البهية
ورحيق أزهاري, وأحلام الشباب العسجدية
هي كل ما عندي ... فهل ترضى بها عكا هدية
**
يا حلوة البسمات يا عكا ! رو يدك يا طهورة !
البحر قبل راحتيك , و جاء يسألك المشورة
فهو الأمير أتاك يخطب ود قلبك يا أميرة
رفقا به و بقلبه ! لا تجرحي أبدا شعوره !
**
أرأيت سورك هازئا بالبحر لم يأبه لحبه
حتى خرجت إليه أنت لتسمعي خلجات قلبه
أم قد رفضت رجاءه , فخرجت ثائرة لحربه
فبنيت أبياتا على كبد الرمال لقطع دربه؟
**
إني لأخشى أن رفضت مشاعر البحر النبيلة
أن ينثني كبرا ويخطب قلب جارتك الجميلة
وجمال حيفا إن تكن نقضته نسبتك الأصيلة
فثراؤها نسب يشرفها ، وكرملها فضيلة
**
العفو يا عكا فما قولي سوى خطرات شاعر
ما كنت سمسارا لحب البحر مأجور المشاعر
فتقبلي من قريتي العزلاء رائحة الأزاهر
و وداعة الأطفال طاهرة , و أغنية البيادر
موقع الشاعر الفلسطيني راشد حسين
www.geocities.com/RASHIDHOSEIN
[email protected]
قصائد للشاعر الفلسطيني :راشد حسين
تاريخ النشر : 2006-09-15