للشاعر خليل مكاوي
المحزنُ
أن تضحكَ مبتهجا ً بالقهر ِ
وبالجثث ِ الملقاةِ على رئتيكْ
وتعاقر خمر النسيان
لتذكر ..
أنك وحدك في الميدان
وأن مدينتك الحيرى
دون جدار ٍ أو سقف ٍ .. أو بابْ
**
المحزنُ
أن تصدحَ في الليل القاتم ِ وحدكَ
بين ثلاثين غرابْ
ويشارُ بأنكَ قد نشّزتَ
وخنت موسيقى الوقت ودوزنة َ الإعرابْ
وخذلتَ العزف السيمفونيّ الممعنَ
بالآهات ِ وباللذات ِ وبالإطراب ْ
ووقفت وحيدا ً في الليل ْ
تسترقُ اللحظة َ من وتر ٍ
يبكي .. أو يحكي عن زريابْ
**
المحزنُ أن يُضحككَ الحزنُ
فتبكي مبتسما ً . أو مذهولا ً
أو مطعونا ً بالروح ِ وبالأعصابْ
وتلملم جثتكَ الأخرى من ليل ِ الشارع
أو فوق ركام جدار ٍ كان له أعتابْ
أبحثُ عني بين مسافات الجثثِ
لعلي أجدُ بقايا حلم ٍ كان يفتشّ
عن رمل ٍ كان يفتشُّ
عن رائحة ِ الزعتر والنعناع ِ ولون العنّابْ
من تلك الجثة
من يعرف هذا الكف وهذى الساقْ
من يعرف تلك الأمعاء وهذا الوجه الطافح بالإشراقْ
من يعرف أيني بين الجثث فأني ابحث ُ عني
من يعرف هذى الطفلة َ
تبحثُ عن دميتها .. عن دفترها
عن أى كتابْ
من يعرف هذى الجثثَ الملقاة َ على وجع الشارع ِ
من دون رقابْ
**
المحزن ُ
لا أدري.. أو يُضحكُ
أن الشجب َ سلاحُ الأمة ِ في زمن الذرّهْ
وأنّ رقاب َ الثوار ِ كذلكَ سائبة ٌ
للأعداء ِ وللحكام ِ وللكفره ْ
وأن بلاطَ الأمراء المخصيين تجاهر بالثوره ْ
وأن التاريخَ كتابٌ للتجار ِ وللسمسار وللسحره ْ
هل أضحكُ
أم أبكي
ما ثمن دماء الشعب النازف في غزه ْ
ومخالب ُ خيبر تتلذذ باللحم ِ الطازج ِ
من جسد الأطفال ِ المنسيين المنفيين
علي رمل بلادي
ولأي حدود ِ سوف نظلُّ نعاني
في هذا الوطن العربيّ المحتلِّ
من الألف ِ إلي الياء ِ بهذى الحسره ْ
اسألُ
من منكم يوقظ ُ حرف الضادْ
فأنا مشتاق ٌ أن يتحوّل هذا الحرف ُإلي جمره ْ
مشتاق ٌ للنسمة ِ
أن تمسحَ نار ملامحنا المستعره ْ
مشتاق ٌ
أن أتباهى بفرَاش ِ العشاق المتلهفِ
جدا ً.. ً لبريق الزهره ْ
مشتاق ٌ
أن أمشي فوق الرمل ِ
أبوح بعشقي
وأغني
وعصافيرُ الوطن تطرزُّ
كلّ مساحات الكون ِ بلحني
وترفرفُ حرّهْ
مشتاق ٌ
أن أحيا .. إنسان
أتوحّد ُ في الصبح بإشراق هديل الشمس ِ
علي زهر الرمّان ْ
وأروّضُ زقزقة َ الروح ِ
علي شدو بساتين الأوطان ْ
أتمني
أن يبقى الإنسان ْ ...
للإنسان ْ
**
فيا ألله..
أمنحنا القدره ْ
وامنحنا القوّة َ أن الثورة َ تبقي
فكره ْ
تسندُ فكره ْ
وتوّرثُ كالأقدار لأجيال ٍ
تؤمن أن الله مع الثوار ْ
حين تكون الثورة ُ .. ثوره ْ
أو حين تشيرُ أصابع ُ وعي الرمل ِ
إلي أعداء ِ الشمس ِ
وأعداء ِ الإنسان ِ
وأعداء ِ الله الكَفَره ْ
لا تؤمن للأعداء ْ
أن ّ يهود َ العالم
حتى اللحظة ِ
لم تحسم لون َ البقره ْ