ياسر والمناضلون كلامُهُم فعلُهم
تاريخ النشر : 2023-09-12
ياسر والمناضلون كلامُهُم فعلُهم
بكر أبو بكر


ياسر والمناضلون كلامُهُم فعلُهم

بقلم: بكر أبو بكر

عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في نابلس احتفالية لائقة بكتاب (كيف ننجح؟) للكاتب والأسير القائد ياسر محمود علي أبوبكر شقيقي، الذي قضى من مؤبداته الثلاثة حتى الآن 22 عامًا عسيرًا.

عقدت الاحتفالية يوم 6/8/2023م في قاعة حمدي منكو التابعة لبلدية نابلس وشارك فيها حشد محترم من القادة والمسؤولين وعموم أصدقاء شقيقي ياسرالمخلصين، ومن الجمهور. وكان الجهد المبذول ممثلًا لحقيقة التواصل الجيد والمتابعة والوفاء الذي يمتاز به المناضلون على درب الحرية للأسرى والتحرير لفلسطين.

تشرفت بإلقاء كلمة في الاحتفالية وكان منها: أهلا وسهلًا وسلام على جميع الشهداء وأهلا وسهلا على جميع الأسرى وأهلا وسهلا على جميع المناضلين والجمع الكريم منه، وكل شعبنا العربي الفلسطيني البطل وأحرار الأمة والعالم.

تعلمتُ من أخي ياسر الذي يصغرني بسنوات أن أستخدم الجذاذات أو بطاقات الأفكار كي لا أسهب بالحديث، وأركز وأكثف كلامي بالسياق والنقاط المحددة وهأنذا استخدم البطاقات هذه التي في يدي منذ 22 عامًا.

سأتحدث بنقاط أربع وخاتمة

ففي النقطة الأولى يمكنني القول أننا في المجتمع الفلسطيني ومنه مجتمع المعتقلات نخوض الصراعات ما بين العقل النشِط مقابل العقل الخامل، والنفس الطموحة مقابل النفس الخدِرة المستسلمة، والانسان المناضل مقابل الشخصيات السلبية. ويمكنني القول من متابعاتي للبعض من أمور المعتقلات وخاصة الثقافية والفكرية والتدريبية، أن هؤلاء وممن أخذت إطلالة هامة على نتاجاتهم يمثلون العقل النشِط فلا خمول ولا تردي، وهم الطامحون للتقدم الى الأمام بأشكال تعبير مختلفة لأنهم مناضلون لا سلبية المحيط الخارجي تكبّلهم ولا قسوة السجان.

وفي النقطة الثانية دعني أقول أن المعتقلات الصهيونية إما تخرح مرضى جسديين ونفسيين، وإما تتحول الى معمل صلب يبني الإرادة الفولاذية فيُصبح الفكر وقدح زناده زاد المعتقَل، وتصبح الثقافة وتطوير الذات والابداع الهمّ والشغل الشاغل الرئيسي للأسير عوضًا عن تحقيق حسن تواصله مع ذاته والمحيط، ولعلي فيمن تواصلت معهم أعرف الجواب.

أما ثالثا فياسر أبوبكر صاحب هذا الكتاب فهو سليل أسرة مناضلة تنقلت بين الثورة والشهادة والأسر منذ ثورة العام 1936 حتى اليوم، وهو بما لاحظته عليه في 3 مفاصل رئيسية فقط ومن خلال كتاباته والمكالمات القليلة من خلف قضبان المعتقل: 

إنسان يتعلم لذلك هو دوما يسأل، 

وهو يتفهم لذلك هو يسمع جيدًا 

ويتفكر لذلك هو يقرا كثيرًا ويكتب 

وها هو في طور انجاز رسالة الدكتوراة في أسرِهِ اللعين.

اما رابعًا فالكتاب الذي بين أيدينا يمثل حصيلة دراسات واستطلاعات واقعية داخل المعتقل حول عدد من الظواهر السلبية وكيفية النجاح بالتصدي لها ما يمثل تذكيرًا للقيادة بالخارج بمجتمع المعتقلات من جهة وبأفكار وتوصيات يصح تعميمها على التنظيم السياسي بالخارج. 

ومما هو جدير بالذكر هنا أن الكتابة البحثية إن اختصت بمجموعة أو فئة محددة مهتمة، فلياسر كتابات أخرى وآخرها ستكون قصة عن فترة هامة من عمره، وهي المواضيع الانسانية التي قد تستأثر بنظر وسماع الأكثرية من الناس في الوطن وخارجه. إن الادب والثقافة والقصص والسيرة الذاتية المشوقة مما هو ذو طابع إنساني قادر على الدخول للعقول والقلوب فيثير قضية الأسرى ويجعلها دومًا على خريطة الأحداث وبرنامج عمل الناس حتى يحقق الأسرى حريتهم.

أما ختامًا  فدعني أقول: أن المناضلين لا يستسلمون، لذا فهم لا يهمِسون لأن صوتهم عالٍ دومًا لاسيما وكلامُهم فعلُهم.

والشهداء يرفرفون بأجنحتهم يوميًا فوق رؤسنا كي لا ننسى، ولن ننسى. والأسرى حاملو مشاعل النضال في ظلمة المعتقلات ينتظرون مفاتيح الحرية، والله ناصرنا. وشكرا لكم.