زند بلا إصبع!
تاريخ النشر : 2023-08-09
زند بلا إصبع!


زند بلا إصبع!

بقلم: الكاتب المهندس الشاعر ياسين الرزوق زيوس

روسيا - موسكو
 
الشعوب التي لا تضع يدها على زند الحقيقة لن تنقذها طلقات الكذب والنفاق على جبين الجوع والتجويع وعلى عيون ونحور  الفساد والتخوين !...

التاريخ المزدوج للبعض الباحث عن شو إعلامي  لن يجعل الغرب الحاقد يميل بكفته باتجاه تحسين كفّة الاقتصاد السوريّ لأنّ التاريخ الاستعماريّ لن يأتي برؤوس باردة غير حامية, وإنَّما سيأتي برؤوسٍ ساخنة جداً إلى حدِّ تذويب العقول وتلاشيها لا همَّ لها إلَّا الانهيار الممنهج والمدروس والمتتالي بكلّ الطرق المتاحة والثورات الملونة, ونتذكر هنا مقولة علي شريعتي "لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام " , لكن بعد أن بات الظلام من أشدّ درجات الظلم في سورية نخشى أن يلتقط اليأس فأس الحقد من جديد ليضرب جمجمة الوطن العاجز عن إشباع أبنائه بعد أن أصابوا جسده بالوهن والضعف فبات مثقلاً بانتظار تحوّلاتٍ كبرى لا يبدو أنَّها تطبخ على نارٍ ساخنةٍ جدَّاً تنذر باتفاقات عاجلة, ومع هذا لا نبرِّر لحكومةٍ ولمستشارين في القصور يفتتحون مطاعم فوق خيالية أن ينادوا بالصمود في اتجاه اللاشيء وهم يبذخون ويترفون في كلّ شيء !..

أنا لا أقول أنَّ حكومتنا حكومة ملائكة وحتَّى أنَّ رئيس الجمهورية السورية جمهوريتنا المثقلة بتشويه الفضائل وبالحصار الجائر لم يقل أنَّ حكومته تخرج عن مسار البشر, ولا أبرِّر التقصير إثر التقصير وتكلَّمت ضمن  مقالات كثيرة في هذا الاتجاه ونؤكِّد من هنا أنَّ الأزمات التي يريدون من خلالها تبرير عدم الإنجاز لا يجب أن تكون مبرِّراً فاضحاً لتغوّل الفساد والفاسدين !.......

التصرفات الحزبية والإعلام الحزبي الرسميّ نفسه يقود السطحية فلا يجب أن نعتب على عوامٍ يصفِّقون للسطحية حيث باتت هذه السطحية في الخطابات وغير الخطابات مجال مزايدةٍ من أجل تلميع وجوهٍ مبيضة  أو مسودة  لا تنطلق من الوعي الذي لا يدغدغ مشاعر العوام المسطَّحين والمخدَّرين إلى حدّ تصفيقهم لمن يدغدغ ألامهم و آمالهم وأحلام يقظتهم بعيداً عن أيّ واقعٍ و عن أيّ منطقٍ لا تريد ماما أميركا و أقدامها الغربية المرمية على هيئة رؤساء و عملاء ووجهاء و نبلاء و مرتزقة وضوحه ورؤيته!...

نحن في مراحل فاصلة بات الإخفاق سيدها الأول, لكن لن نبيع فسحة الأمل و لن نمارس التنظير والأكاذيب بتخيّل جمهوريات الصمود بسقفٍ بلا أعمدة وبرأسٍ بلا جسد, ومن هنا على الحكومات أن تتماهى مع الظروف الدولية كما يتماهى الغصن مع الريح كي لا ننكسر أكثر فعندما ننحني للعاصفة فإنَّما نحن نهيِّئ لعاصفةٍ أكبر من الحلول المنطقية, لكن إذا ما بقي شعارنا جمهرة اللاشيء لن نربح أيّ شيء!.

نتمنى أن تلعب حكومات منطقية في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية أوراق القوة كما يجب كي ينصاع لنا الحليف قبل العدوّ لأداء جزء صغير من واجباته على وطننا الذي حمى رأسه وخاصرته وما ذلك على الأوطان وعشّاقها ببعيد !