(تقدير موقف | قراءة في المشهد الإقليمي)
بقلم: الباحث والمحلل السياسي د. صلاح أبو غالي
عندما نقرأ المشهد الصهيوني، نجد أن أهم عناصر القوة الداخلية يكمن في الزراعة من مبدأ الاكتفاء الذاتي، إدراكاً من قادة هذا الكيان أنه محاصر جغرافياً بالدول العربية، حتى أن عائدات الزراعة الإسرائلية لوحدها بلغت أكثر من الناتج القومي لمصر، وأن التكنولوجيا وعلوم الحواسيب وبرمجياتها وعلوم السايبر باتت تلعب دور السيطرة والتحكم في المحيط الإقليمي والدولي، أما عناصر الأمان والاستقرار فيأتي من تجمُّع خبرات متنوعة أسهمت في الصناعات العسكرية والأمنية ما يضمن تفوقها على كل دول الإقليم مجتمعة..
بل وبدأ هذا الكيان في غزو الإقليم سياسياً وثقافياً والتطبيع مع دوله ليضمن السيطرة على مقدرات الإقليم ومياهه مقابل السلام الإقتصادي المزعوم، ويلعب بقوة مع أمريكا لإعادة رسم وتقسيم المنطقة للسيطرة التامة عليها في كافة المجالات..
فهل فكر قادة ونخب الدول العربية في تطوير دولها والبحث في عناصر القوة الداخلية واستثمارها والعمل على إعادة هيكلة اقتصادياتها لتضمن حالة من التوازن أمام الغزو الصهيوني الذي بات يعبث بالمنطقة؟!
⬅️ الخاتمـــة:
وهنا في فلسطين وخاصة بغزة، الآلاف من الخريجين بكافة المجالات، هل فكر النخب في استثمار عناصر القوة الداخلية المتمثلة في الشباب، واستثمار طاقاته وخاصة في مجال التكنولوجيا والحواسيب وبرمجياتها، خاصة أن هناك من المبدعين الكثر والذين تضيع طاقاتهم هدراً..
فهل من مُصغٍ للرسالة فيلتقطها فتبدأ مرحلة النهضة الداخلية مع إدراكنا لقلة الإمكانات، ولكن عداد الأرقام يبدأ من الصفر، حتى أن الصفر له مكانة كبيرة في الخوارزميات البرمجية، ويلعب دوراً هاماً في المعادلة الاقتصادية وفي كافة المجالات وله معنى كبير عندما نحسن استخدامه ..
فقط لنبدأ!!