أبو العبد الطائر المهاجر الممتلئ شوقاً للعودة
تاريخ النشر : 2023-07-30
أبو العبد الطائر المهاجر الممتلئ شوقاً للعودة


أبو العبد الطائر المهاجر الممتلئ شوقاً للعودة

بقلم: السفير منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني        

عادة أنا لا اجيب ولا أعلّق على تعليقات القرّاء الأعزاء على مقالاتي أو قصصي أو أي

منتوج أدبي يُنشر لي في صحف الكترونية عزيزة غرّاء مُنيرة مستنيرة "منوّرة" مُبجّلة.

لكنني والحقّيقة تُقال، مع هذا، أحبّ التعليقات على ما اكتبه وانشره، دليلٌ، دون شكٍ ولا مواربة ولا مُراوغة على اهتمام القرّاء واعجابهم ربّما بما اوصله لهم ويصلهم منّي من افكار وأنوار وازهار يستمتعون بها ايجابا أو سلبا: ايجابا ان يستمتعوا وبنتشوا ويفرحوا ويفركون ايديهم فرحا وغبطة وحبورا، أو سلبا أن يحزنوا أو يغضبوا أو تنقبض اساريرهم  "لتراجيدية" القصة أو السرد أو الموقف، وهذا كلّه ايجابي و"عال العال".

ما لا ارغبه فعلا حيال كتاباتي الادبية الابداعية ان يبدأ احدهم في قراءة النص وبعد برهة أن يُلقيه جانبا ضجراا. أمّا ان يُعلّق احدهم بصورة لطيفة وأخر بصورة حادة، فهذا كلّة بالنسبة لي يندرج في "خانة" الحسن.

أبو العبد المقدسي الذي يعيش في بلاد الاغتراب من أجمل واشدّ المتحمّسين والمعجبين بكتاباتي وأكثرهم واغزرهم واجودهم والطفهم تعليقات على نصوصي المنشورة، نثرية كانت أم شعريّة، وطنية كانت أم سياسيّة أم اجتماعية أم غزليّه.

هناك نوع خاص ومميّز من "التلاباتي"، توارد الافكار ما بين كتاباتي وتعليقات "أبو العبد"، فلا يكاد يمرّ نصٌ ادبي لي إلا ويتم تذييله و"مهرهه" بتعليق ذكي عميق معمّق من "أبو العبد"، يبثّ من خلاله لوعته واشتياقه للقدس وعشقه لوطنه فلسطين.

كلماته تشعّ منها القيافة والفصاحة واللباقة وحبّ الارض ورائحة ترابها وعبق ازهارها ووردها وحنّونها وزنبقها ورياحينها ورائحة الزعتر والميرميّة بين تناياها وفي حواكير بيوتها، "بيوتنا"، العتيقة.

وحتى لا يبقى الكلام نظريّا بحت سأدعّم ما اورده عن أبي العبد وتعليقاته السديدة بمثال:

" لقد كتبت في الايام الاخيرة ثلاثة مقالات نُشرت وهي على التوالي:"عندما تُلعلع الزغاريد، ولماذا يحرقون القرآن في السويد، والحقّ على الاسبان".

وقد علّق أبو العبد على مقالي: "عندما تُلعلع الزغاريد" بهذا التعليق:

"اللهمّ فرّح قلوبهم اهل فلسطين جميعا، وفرّح قلب سعادة السفير واهله بابنته كارمن، بالاعراس والليالي الملاح، ويشوفها عروس، وعاشت الاسامي، .. اللهم فرّح قلوب اهل فلسطين بزوال الاحتلال قريبا عن ارضهم المباركة، .. مباركٌ فرحكم ونسلكم ونصركم وصمودكم على ارضكم، .. اللهم انصر اهل فلسطين على من يُعاديهم".

سلم لسانك وسلمت يمينك يا ابا العبد،.. 

و"يا فلسطين لا احلى ولا اغلى وابهر كلما ناضلنا من اجلك احببناك أكثر".