بقلم: محمد جبر الريفي
بترقب ما بتمخض عنه اجتماع الأمناء العامين للفصائل في القاهرة فإنه لا أمل قريبا في إعادة الوطنية الذي طال أمده وأخفقت كل الاتفاقيات الموقعة من طرفي الانقسام السياسي لإنهائه بسبب التمسك بالمصالح التنظيمية والمكاسب الفئوية والشخصية، بحيث مع طول المدة الزمنية لبقائه تكرس سياسياً وأصبح حالة مألوفة يتم التعامل معها بشكل أو بآخر على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
حالتنا الوطنية الفلسطينية بجميع أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية حالة بائسة والشعب وحده خاصة فئاته الاجتماعية الشعبية الكادحة من العمال والخريجين والفلاحين الفقراء لا يجدون حلولا لمشاكلهم المستعصية ولم يعد تهمهم المسألة السياسية وانتظار المصالحة الوطنية وحل الدولتين العتيد الذي فقد امكانية تحقيقه بسبب تكثيف حملة الاستيطان وذلك بقدر اهتمامهم بإيجاد حلولا للأزمات الاقتصادية التي تثقل حياتهم المعيشية.
والفارق بين الماضي والحاضر في حياة الإنسان الفلسطيني سواء في داخل الوطن أو في أماكن اللجوء والشتات فارق كبير حيث تحولت القضية الفلسطينية برمتها من قضية تحرر وطني أيام كانت لها ثورة مسلحة وقواعد مقاتلة إلى قضية أموال وحالة تهدئة وإجراءات تطبيع، والسؤال الآن الذي يجب أن يطرق جدران الخزان هو: هل شعبنا المناضل الذي صبر على حدوث النكبة عام 48 طيلة هذه الأعوام الطويلة هو مدعو الآن لتجديد نفسه وتجديد فصائله وتجديد قياداته وتجديد أطره من أجل أن يبقى الحلم الجميل في تحقيق الانتصار النهائي على الكيان الصهيوني الغاصب محلقاً في سماء الوطن الوطن الفلسطيني كله من بحره إلى نهره؟