هل يطيح الدولار بقرار سورية أم تعمل حكومة سورية على تثبيت تاج الانهيار بعرش الدولار؟!
تاريخ النشر : 2023-07-30
هل يطيح الدولار بقرار سورية أم تعمل حكومة سورية على تثبيت تاج الانهيار بعرش الدولار؟!


هل يطيح الدولار بقرار سورية أم تعمل حكومة سورية على تثبيت تاج الانهيار بعرش الدولار؟!

بقلم: الكاتب المهندس الشاعر ياسين الرزوق زيوس - روسيا موسكو

من جديد كلّ من يعتقد أنَّه بالوهم و الحقد سينجح في بيع الناس حقائق تغيير لن تكون واقعية لا على مقاس ترجمان أوهامه ولا على مقاس  صانعي ترجمان الحقيقة البعيدة عن أوهامه لأنَّ الأسد رئيس جمهورية منتخب بغض النظر عن طبيعة وطريقة وقوة أو ضعف هذه الانتخابات, ويعرف جوّ المزايدات والمساومات الدولية سواء أحببناه أم لم نحبّه , لكنّ ما يجول في الغرف والمطابخ الدولية يؤكِّد أن الأسد ليس من فرسان هيكل الأوهام الذي يرسمه هؤلاء و يبيعون رؤوس القطعان البشرية به في الليل والنهار لا لأنَّ الأسد يقود السياسات الداخلية باقتدار أو عدم اقتدار, وإنَّما لأنَّه يعرف أنَّ الخارج كنظام عالمي  هو نتاج معادلةٍ صعبة فرضتها حروب عالمية وما سيؤول إليه هذا الخارج ينطلق من نفس المنحى اللا سلميّ , وتجربة صدَّام حسين لا مجال لتكرارها في سورية مهما أسقطت أميركا وأقدامها المرمية في الغرب على هيئة رؤساء الوضع الداخلي في هذا الوطن المنهك إلى حدِّ الجحيم الذي يفوق عالم ما تحت الانهيار والأنقاض بكثير !.......

القرار 2254 لن يكون وهماً جوَّالاً على المنابر الحمقاء , وإذا ما أراد الأسد التغيير فلن يخرج على صوت أبواق عديمي الفكر وفاقدي القرار , ولن تكون للحمير في المعارضات الخرقاء بوَّابة  جديدة مفتوحةً بسهولة  لتدمير سورية أكثر , لأنَّ ما يفعله الفريقالحكوميّ الخدميّ  والإعلامي والاقتصادي والثقافي والفكري والتعليمي والحزبي  المحيط بالرئيس الأسد كما نرى من باب نظرة الحرص على سورية ليس مؤهَّلاً حتى لحمل الأسفار والأمانات التي أبت الحمير والجبال حملها , فما تعانيه الليرة السورية من انهيار أمام الدولار فاق خلال أيام قليلة كلّ سنوات الحرب الطويلة الوجودية على سورية يؤكِّد أنّ حسن النية (في التعامل مع فريق حكوميّ يتبع سياسة "إنَّما الأعمال بالنيات" في جوٍّ دوليٍّ غربي حاقد بقيادة ماما أميركا يريد تدمير سورية وشعبها ذاتياً بأيادٍ عربية تمتد طويلاً لتعطي أوكرانيا ملايين الدولارات و باكستان ودائع دولارية مليارية بينما تمطر تركيا بمليارات الدولارات الاستثمارية لكنها تريد تركيع سورية وشعبها لفرض فكرة إعادة الإعمار بل يمكننا القول  لمحاولة فرض فرمتة وإعادة تنصيب السياسة السورية على هوى مرادها أو مراد مطلقيها  بعد الاستمرار في انهيار الوضع الحكومي  الهش أمام المؤامرات الكثيرة التي نتحدَّث عنها كمحور ولا نقدر على الاستمرار في الوقوف أمامها من خلال التحصين الداخليّ غير الوليد في أرحام حكوماتنا المتتالية العذراء)  ليس في محلّه , وأنَّ ما يجري من نجاح في تشويه سورية إعلامياً وتدميرها اقتصادياً وتمزيق جسدها إلى كيانات يعصف بكلّ النجاحات العسكرية على صعيد الجيش السوري ويجعلها هباءً منثوراً في نظر من تعمل أميركا على تغيير مزاجهم وتسعى إلى تأليبهم على رئيس الدولة والوطن هذا إذا ما اتفقنا على أنَّ الفريق الحكومي  الخدمي  والاقتصادي والإعلامي المحيط بالرئيس الأسد ليس مؤهَّلاً حتَّى لقيادة معالم انهياره وتلافيف عقله الخالي من المبادرات وقهر المساومات وتغليب الخيارات الأقل سوءاً فما يجري في سورية ليس طبيعياً ويستحق أكثر من حلّ حكوماتٍ عاجزة بكثير !.

تتلاشى دورة الاقتصاد التي أوصى بها الرئيس الأسد من خلال أحد خطاباته في البرلمان الذي يفهم حملة أقلامه في فنون  التصفيق و لا يعي أعضاؤه الكاراكوزيون لغة التطبيق التي تعارض انقيادهم وتبعية مصالحهم الضيقة, ويتحفنا الفريق الاقتصادي بما هو فشل ارتجالي أكبر من ارتجال كلّ الفشل الإعلامي المحيط بالأزمة التي يريدون منها إسقاط كلّ هالة وكلّ قداسة عن رموز سورية ومعانيها و تعاريفها كدولة وكموقع وكمحور على خرائط الزمان والمكان !..

إذا كان تعويم الليرة السورية كما  إدارة الملف المالي بالعجز مباحاً أمام من  يستسهلون الانهيار من فريق حكومي مالي ليس على قدر الحرب المخاضة لإخضاع سورية , هذا إذا ما افترضنا معه حسن النية و عدم حمل أجندات معدَّة من الخارج مسبقاً يخوض هو في تنفيذها على أعلى سلطة صرف مركزية في سورية , فعلى راتب العامل و الموظف الحكومي الشهري  أن يصبح ملايين الليرات لا مئة ألف ليرة لم تعد تساوي 7 دولارات لا تكفي حتى ليوم واحد في يد طفل من أطفال غزة هذا إذا لم نقل في تجربة إطعام فأر واحد من فئران أميركا على صعيد العالم أجمع!

في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية لا بدَّ و أن يحاط رئيس الجمهورية بفريق فكري اقتصادي إعلامي قادر على تثبيت الانهيار إذا لم نقل أنه سيقلب الأمور رأساً على عقب لمنع تعاريف التلاشي لا أن يحاط بفريق يريد تكريس الانهيار وضرب هالة ما تبقَّى من قدرةٍ على تثبيت هذا  الانهيار, فهل يطيح عبَّاس بنفرناس بذيله البديع كي يشتري ذيلاً يوقف بوادر العتمة الدائمة و السقوط المريع؟!