الوطن آخر صيحات الموضة
تاريخ النشر : 2023-07-29
الوطن آخر صيحات الموضة

بقلم: واصف النجار
 
من رواية حمل السلاح، إلى أديب الكفاح المنافق! إلى غياب الاسترتيجية الموحدة ؟ وصولا إلى ضياع القضية مشفوعا بقسم الانتماء ؟!.

مرت سنين على ولادة اوسلو الاب الروحي لحلم الدولة الفلسطينية المنشودة ومولودنا لم يكبر وعلى العكس من ذلك اصابته لعنة الاحتلال وأطماعه التي لا تتوقف حتى أصبحت معالم هذا المولود لا ترى بالعين المجردة بعد ان نجح ببتر اطرافه من جميع الاتجاهات، وكأن الواقع يقول على من آمن بالاحلام أن يشتري السراب ولتكن اطلالة دولته على بحر الاوهام.

ربما وجدنا ضالتنا بهذا الحلم البسيط بعد أن تركتنا الظروف والواقع ومن حولنا نلاقي مصيرنا بلا ثمن يكون رصيدا لابنائنا من بعدنا لتكمل المشوار، لكن المفزع في روايتنا هذه أن يتحول الحلم إلى كابوس رسمه لنا من تخاذل عنا وزين لنا وأغوانا بصنيعة الانقسام لنقسم بأيدينا المقسوم ونفرق الأخوة بعد أن تفرقت الأرض تحت مسمى الحسم او التطهير أو الانقلاب. وبما أن هذه المسميات لاتغضب الاحتلال فهي بكل تأكيد لا تمت للصالح الفلسطيني بأية صلة.

أما مقولة التطهير فلم نكن نعيش حالة من النجاسة حتى نعيب انفسنا بهذا الوصف ولم تكن احزابنا وتنظيماتنا يوماً ما تعقد اجتماعاتها وتخطط لعملياتها في حمامات عامة أو مكبات للنفايات حتى نحتاج لتطهير مخرجاتها الثورية ممن رأى انها بحاجة للتطهير!! ولم تكن نضالاتنا تتصف بالتراخي حتى نصفها بالحسم فقتال اشبال ار. بي .جي وابطال الدوريات وعملياتهم وتفجيراتهم لم تكن العاب نارية أو مسرحية هزلية ولم تكن الطائرات التي خطفتها التنظيمات الفلسطينية مصنوعة من ورق لنصور فيها فيلما حربيا يحصل على ملايين اللايكات !!؟.

كل ما يلزمنا ان نعترف اننا اخطأنا وان من صاغ ذلك الوصف صاغه لانه رفض الاعتراف بخطأه ليجد لنفسه طوقاً للنجاة بهذا الوصف المشين.

بالمقابل الانقلابات تكون للدول ذات السيادة والمستقلة وأن تلاقى الوصف مع حالة استخدام السلاح والقوة لفرض السيطرة على الارض واستباحة اساس الحرام وهو الدم الفلسطيني. وكل ما علينا قوله هنا اننا اخطأنا بالوصف وقدمنا المصلحة الحزبية على سياسة الاحتواء للذات الفلسطيني ليطفو على السطح جيل كاره للواقع الفلسطيني ولا يجد مكاناً له فيه.

ومن وحي فلسفة الحالة الفلسطينية نرى أن ما جرى لنا هو قبول لاجندات ومصالح من نعتقد انهم حلفاء او مؤيدون ممن حولنا وبمباركة اسرائيلية لإحداث شرخ داخلي يدوم لاطول فترة ممكنة مع العمل على تغييب القيادات الفلسطينية الوازنة واستبدالها بقيادات "ريختر " لا تعرف الثبات متغيرة صعودا وهبوطا تهتز بتحرك الارض من تحتها بأوامر من مشغليها واسيادها، لتفقد بذلك البنية الوطنية استقرارها ووحدتها على الدوام.

ومرورا على كل ما سبق لم يعد حق الدفاع عن النفس والكفاح المسلح قراراً فلسطينيا يوحدنا رغم مشروعيته ولم تعد عملية السلام خياراً اسرائيليا. وعليه دعونا نتفق على وطنيتنا لنجد فلسطيننا ولنعمل سوياً اليوم وغداً وما بعد بعد الغد ففاقد الهوية لن يصون القضية. فلتستيظ حانا ومانا قبل أن يضيع ما تبقى من لحانا.