ورغم ما مر به العالم من حرب باردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية أو بين الكتلة الغربية والشرقية، إلا أن انهيار الاتحاد السوفيتي، أعاد النفوذ الأمريكي بشكل كبير وأطلق العنان لسيطرة الولايات المتحدة الامريكية لأحكام سيطرتها على العالم.

لقد أفضى النظام العالمي الجديد لشكل جديد من الاستعمارات تعتمد على الاستعمارات الاقتصادية أو الثقافية والتكنولوجية وأصبحت حروب الجيل الخامس هي سمة الاستعمار العالمي الجديد، لكن الحرب الروسية الأوكرانية غيرت هذا المفهوم ودفعت دول كثيرة للتفكير في مواجهة الهيمنة الدولارية من خلال السعي للاستقلال عن الدولار وإيجاد عملات جديدة توجهت هذا التغول الدولاري.

وخلال السنوات الماضية برز اسم تحالف " البريكس " الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، والذي تحدث بشكل واضح بضرورة إيجاد عملة جديدة مدعومة بالذهب كما كانت العملات الماضية لمواجهة الدولار، ومطلع الشهر القادم ستعقد دول هذا التحالف اجتماعها الاهم في جنوب افريقيا ومن المتوقع ان يتم الاتفاق على إصدار العملة الجديدة ودعوة دول عربية ودولية للانضمام لهذا التحالف، خاصة أن دول عربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إضافة لإيران شاركوا في نقاشات في اجتماعات سابقة لتحالف البريكس.

 
قد يتم خلال اجتماع تحالف البريكس القادم اعتماد العملة الجديدة وتأسيس بنك للقيام بكل هذه الترتيبات، إلا أن الجول الزمني لإصدار العملة الجديدة واستخدامها على نطاق واسع ليس واضحا، الاهم هو خلق نظام اقتصادي عالمي موازي، قادرعلى تحدي لهيمنة الدولار ، و خلال تنفيذ الغرب عقوبات على روسيا بدأت خطوة ايجاد عملة جديدة مدعومة بالذهب، ومن أجل ذلك اشترت البنوك المركزية في دول تحالف البريكس ودول أخرى اتوقع أن تنظم مستقبلا لهذا التحالف الذهب بكميات قياسية عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣، وكان الطلب على الذهب أعلى مستوى له منذ خمسة وخمسون عاما.

الولايات المتحدة الأمريكية استشعرت هذا الخطر خلال الأيام الماضية، وأوفدت وزير خزينتها لزيارة الصين للتباحث في الأمر، ونقاش مخاطر هذه الخطوة على الاقتصاد العالمي، وعندما لم تجد فائدة أعلنت خلال الأيام الماضية نيتها اعتماد الايوان الصيني كعملة تبادل تجاري مع الصين والرفع من قيمته في التجارة الدولية، اتمنى الا تغرر الصين بهذه الاغراءات الأمريكية وتوصل هي وقوى تحالف البريكس في إنشاء وبناء نظام اقتصادي جديد يحدث توازن اقتصادي دولي وينهي الهيمنة الدولارية على العالم.