بقلم: د. مازن جهاد الشوبكي

 يعتبر المؤتمر العلمي مكانًا يتمكن الباحثون والأكاديميون من تبادل نتائج بحوثهم واكتشافاتهم الجديدة، حيث يمكن للمؤتمرات العلمية أن تساهم في تعزيز التعاون والتفاعل بين الباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، مما يؤدي إلى تطوير المعرفة والممارسات العلمية.

 تعتبر المؤتمرات العلمية فرصة لمواكبة آخر التطورات والابتكارات في مجالات البحث المختلفة، حيث يمكن للباحثين الاطلاع على الدراسات الحديثة والنقاشات العلمية والتقنيات الجديدة، مما يساهم في تحديث معرفتهم وتطوير مهاراتهم البحثية.

 يعتبر المؤتمر العلمي فرصة للتواصل والتعارف بين الباحثين والأكاديميين من جميع أنحاء العالم، مما يمكن المشاركين بناء شبكات اجتماعية ومهنية قوية، وتبادل الخبرات والآراء، وإقامة تعاونات بحثية مشتركة.

 يمكن للمؤتمرات العلمية أن تساهم في تعزيز سمعة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية التي تنظمها، وبالتالي، يمكن أن تكون للمشاركة في مؤتمرات علمية رصيد إضافي في مسيرة الباحثين وتعزيز فرص الترقية الأكاديمية والعلمية لهم.

 يتيح المؤتمر العلمي للباحثين فرصة نشر نتائج بحوثهم واكتشافاتهم العلمية أمام جمهور من الخبراء في المجال، ويمكن لهذا النشر أن يعزز الاهتمام بالبحث ويساهم في انتشار المعرفة العلمية.

 تعد المؤتمرات العلمية فرصة للباحثين الشباب لعرض أفكارهم وأبحاثهم أمام جمهور من الخبراء في المجال، مما يتيح لهم فرصة الحصول على ردود فعل وتعليقات قيمة من الخبراء وتوجيهات لتطوير بحوثهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤتمرات أن توفر فرصة للباحثين الشباب للتواصل والتعارف مع باحثين آخرين في نفس المجال، وبالتالي تعزيز شبكاتهم الاجتماعية والمهنية.

 تسمح المؤتمرات العلمية بمناقشة التطورات الحالية والاتجاهات الجديدة في مجالات البحث المختلفة، حيث يمكن للباحثين والأكاديميين الحصول على نظرة شاملة حول الابتكارات الجديدة والتحديات والقضايا الراهنة في مجالهم، مما يساعدهم في توجيه اهتماماتهم البحثية وتوجيه الجهود نحو المجالات ذات الأولوية.

 تعتبر المؤتمرات العلمية مناسبة للباحثين والأكاديميين من مختلف الثقافات واللغات للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات، ويتم تنظيم المؤتمرات في مختلف الدول حول العالم، مما يتيح فرصة لتقارب الثقافات والتعرف على وجهات نظر وأساليب البحث المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك، تعزز المؤتمرات العلمية التفاهم والتعاون الدولي في مجالات البحث والتطوير.

 يمكن للمؤتمرات العلمية أن تساهم في تطوير مهارات العرض والاتصال للباحثين والأكاديميين، حيث يتعلمون كيفية تقديم أفكارهم وبحوثهم بشكل فعال وجذاب أمام الجمهور، كما يمكن للمؤتمرات أن توفر فرصًا للمشاركة في ورش العمل والجلسات القائمة على الممارسة، والتي تهدف إلى تنمية المهارات العملية والفنية المطلوبة في مجال البحث.

إن عقد المؤتمرات العلمية يعد بالتأكيد عملًا هامًا في مجال البحث والتطوير، ويلعب دورًا حيويًا في تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين والأكاديميين وتطوير المجالات العلمية، وبالتالي، تسعى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتنظيم المؤتمرات العلمية بهدف تعزيز التعلم المستمر والابتكار وتطوير المجالات الأكاديمية والعلمية المختلفة.

وهنا لا بد أن نؤكد على أن هناك عدد من الشروط الواجب توفرها في المؤتمرات العلمية لضمان جودتها واحترافيتها، ومن بين الشروط الأهم يمكن ذكرها:

 يجب أن يتم قبول المشاركات والأوراق العلمية في المؤتمرات العلمية بعد مراجعة من قبل لجنة تحكيم أو خبراء في المجال، بحيث يتم تقييم المشاركات وفقًا للمعايير الأكاديمية والعلمية للجودة والمصداقية.

 يجب أن تتمتع المؤتمرات العلمية بسمعة مرموقة ومصداقية عالية في المجتمع الأكاديمي، وينبغي أن تكون المنظمة المسؤولة عن المؤتمر موثوقة، ويجب أن تلتزم بمعايير الجودة والشفافية في عمليات التنظيم والإدارة.

 يجب أن يكون للمؤتمر هدف وموضوع محددين ومتناسقين مع مجال الدراسة أو التخصص العلمي المحدد، كما يجب أن يتم تحديد محاور المؤتمر وأهدافه المحددة بشكل واضح وموضوعي.

 ينبغي أن يتضمن المؤتمر برنامجًا علميًا متنوعًا ومتوازنًا يتضمن عروضًا فعالة ونقاشات مثمرة وجلسات تدريبية وورش عمل، ويجب أن يتم اختيار المتحدثين والخبراء المشاركين بعناية ووفقًا لمعايير الاحترافية والكفاءة.

 يفضل أن يتم نشر ملخصات أوراق المؤتمر والمداخلات العلمية في مجلات علمية مرموقة أو مجموعات مؤتمرات علمية، حيث يجب أن يتم التعامل مع النشر بشفافية واحترافية، ويجب أن تلتزم المؤتمرات بسياسة حقوق النشر والاقتباس العلمي.

 يجب أن يتم تنظيم المؤتمرات العلمية بشكل محترف وفعال، ويشمل ذلك اختيار الموقع المناسب، وتنظيم التسجيل والإقامة، وتوفير وسائل الاتصال والتقنية اللازمة، وإدارة الجلسات والجداول الزمنية بدقة.

 يجب أن تكون هناك استراتيجية تسويق وتواصل فعالة لجذب الباحثين والأكاديميين للمشاركة في المؤتمر، يجب أن يتم توفير المعلومات المفصلة حول المؤتمر وشروط المشاركه واليات النشر المتبعه.

 قد يتطلب عقد المؤتمرات العلمية توفير تمويل من الجامعة أو المؤسسة الأكاديمية أو جهات خارجية، بحيث يجب أن يتم التخطيط المالي بعناية لتغطية تكاليف تنظيم المؤتمر، مثل تأجير قاعة المؤتمر والتجهيزات الفنية والإعلان والتسويق وتكاليف سفر المتحدثين والضيوف، كما يمكن أيضًا توفير دعم مالي للمشاركين ذوي الإسهامات المميزة من خلال تقديم المنح والمساعدات المالية.

 يجب أن تكون المؤتمرات العلمية مفتوحة للمشاركة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الجنسيات والثقافات والخلفيات الأكاديمية، حيث يجب أن يتم تشجيع المشاركة المتنوعة وتعزيز التواجد العالمي في المؤتمرات لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين الثقافات وتوسيع آفاق التفكير العلمي.

 يجب أن يتم الالتزام بمعايير الإبلاغ العلمي والأخلاقي في المؤتمرات العلمية، ويشمل ذلك ضرورة تقديم معلومات صحيحة ودقيقة وشفافة في العروض والأوراق العلمية، كما يجب أن يتم التعامل مع الأبحاث بنزاهة والامتناع عن الانتحال والتلاعب بالبيانات والانتهاكات الأخلاقية الأخرى.

 يجب أن يتم إجراء تقييم وتقويم دوري للمؤتمرات العلمية لتحديد نجاحها وتحديد نقاط التحسين المحتملة، ويمكن استخدام استبيانات المشاركين وتقييم الأوراق العلمية ومراجعات اللجان التحكيم للحصول على ملاحظات قيمة وتعزيز جودة المؤتمرات المستقبلية.

تلتزم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بضمان أن تتوافر هذه الشروط الأساسية في المؤتمرات العلمية التي ينظمونها. وبتوفير بيئة مهنية ومناسبة للتواصل والتعلم وتبادل المعرفة، تساهم هذه الشروط في إثراء المجالات العلمية وتقدم البحث والتطوير في مختلف التخصصات.