المصارف العراقية والمواطنة
تاريخ النشر : 2023-07-25
المصارف العراقية والمواطنة
سامي كاظم


المصارف العراقية والمواطنة

بقلم: سامي جواد كاظم

كل مواطن عليه مسؤوليات من أجل وطنه وحب الوطن من الايمان عندما تجد هويتك فيه والمسؤولية تتمثل في تصرفاته على مختلف الاصعدة التي يتواجد فيها، هذا جانب وجانب آخر في العراق بعد السقوط ظهرت مصارف بالعشرات أهلية وبعيدا عن كيفية تاسيسها وطريقة عملها وشرعية مكاسبها فإنها أمام مسؤولية شرعية من حيث شرعية الأموال وبناء الوطن.

والقاسم المشترك في التعامل بين هذه المصارف والجهات المستفيدة هي النقود والأكثر تداولا الدولار، وهذه العملة تكسب قوتها من قوة الاستهتار الامريكي بحق شعوب العالم والا رصيد من الذهب لا يوجد، وهنالك ما يمنع الاوبك من عدم التعامل بهذه العملة والمانع سياسي خبيث فيه خفايا لا يعلمها الا الله والحكام العملاء.

المصارف العراقية على علم يقين بمعاناة العراق من السياسة الأمريكية منذ أن وطات قدمها العراق واحتلالها القصر الجمهوري لتجعله سفارة خاضعة للـ ( سي اي ايه) ليتلاعب بمصير العراقيين ، فلماذا يا ايتها المصارف تتعاملون بالدولار وتسلمون رقابكم لامريكا ؟ لماذا لا يكون التعامل بمختلف العملات؟ بل الكارثة اليوم اصبحت القروض بالدولار وتباع بالاجل بغير سعرها بالعملة العراقية باعتبار ان هنالك ترخيص شرعي لهذا التعامل.

ألا يجدر بالمصارف الاعتماد بالدرجة الأولى على العملة العراقية وبقية كل العملات العالمية وليكن من ضمنها الدولار ولكن عندما تتعرض ايها المصرف العراقي لهذا الابتزاز الأمريكي فلماذا لا تجعل الدولار تحت قدمك؟ هل هنالك خسائر مادية تتعرض لها فاعلم الخسارة الحقيقية هي الاذلال الامريكي لمن يتداول بعملته الخبيثة.

هل عمل المصارف فقط على العمولات في الادخار والتحويل والتصريف؟ هذا ناهيكم عن شبهات الفساد التي تزكم الأنوف في بورصة بيع العملة الاجنبية أي الدولار بالسعر الرسمي أيام كان سعره (118) الف للمئة دولار، وقد أشار لها في وقتها المرحوم أحمد الجلبي، وكان عمل بعض المصارف هو غسيل الأموال. لماذا لا يكون لديهم استثمارات في شركات صناعية وتجارية وزراعية وتكون الفوائد وفق نسبة الارباح حتى يتجنبوا العمليات الربوية ولكن للاسف الغالب عليها جميعا الربا بتحايل قانوني.

أنا شخصيا تعرضت لتصرف غير مسؤول لمصرف اهلي سلمته قسط لكلية اهلية وبعد عد المبلغ طلب مني خمسين الف دينار قلت له لماذا قال عمولة، قلت له العمولة من القابض قال لا بل منك قلت لا باس ثبتها في وصل استلام المبلغ قال لا اثبتها.. الكلام يطول تخيلوا استلام مبلغ من غير وصل أو قيد حسابي . مصرف اهلي اخر ودع فيه صديقي مبلغ عشرة مليون وعندما اراد ان يسحبها امتنعوا تسليمه المبلغ فاتصل به موظف قائلا له اعطني (250) الف دينار حتى اسحب لك المبلغ.

أعود للعملة الخبيثة الدولار التي تتلاعب باقتصاديات العالم والأقوى منها المواطنة والعمل الصحيح على تدعيم عملتنا وانعاش الاستثمار في بلدنا وفق ما نفرضه نحن من شروط .

أيام الإمام الباقر عليه السلام عندما هدد ملك الروم الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان بوضع شعار غير اسلامي على العملة لانهم كانوا يعتمدون عليهم، فحار في هذه المشكلة فلجا الى الامام الباقر الذي أشار عليه بصناعة عملة خاصة بالمسلمين وبالفعل بتوجيه الامام صنعت العملة وكتب عليها قل هو الله أحد.

على الجهات المسؤولة وضع قوانين صارمة على عمل المصارف، وعلى أصحاب المصارف العراقية مؤازرة الحكومة من أجل الاقتصاد العراقي.