الشعب الفلسطيني صاحب أطول ثورة في التاريخ
تاريخ النشر : 2023-07-25
الشعب الفلسطيني صاحب أطول ثورة في التاريخ
د. عبد الرحيم جاموس


الشعب الفلسطيني صاحب أطول ثورة في التاريخ

بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

يظن بعض المهزومين والموتورين والمخذلين، بأن المشروع الصهيوني في فلسطين قد حقق النجاح والإنتصار الكامل على الشعب الفلسطيني، وأن فلسطين قد ذهبت لليهود الصهاينة إلى غير رجعة، وانها قد أصبحت شيئا جديدا اسمه (إسرائيل) ويفترض الأمر الواقع ويقضي التعامل مع هذه المستعمرة وكأنها قدرا محتوما لا مفر منه، دون أي اعتبار أو مراعاة لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة له في وطنه وغير القابلة للتصرف، ودون النظر لما يمارسه كيان المستعمرة من سياسات إرهابية وعنصرية وما يرتكبه من جرائم يومية في حق السكان الأصليين من أبناء الشعب الفلسطيني.

الحقيقة التي يتغاضى عنها البعض من أولئك والمتمثلة في الصمود الأسطوري الذي يجسده الشعب الفلسطيني في الوطن وفي مخيمات اللجوء مؤكدا تمسكه وتشبثه بكافة حقوقه الوطنية، ولن ولم يرفع الراية البيضاء ولن يعلن استسلامه للمشروع الصهيوني، فهو لازال منغرسا صامدا في وطنه يناضل ويبني ويراكم الإنجازات من أجل تحقيق حقوقه واستعادة وطنه وحريته وسيادته.

هكذا رغم ما تعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وسياسات تطهير عرقي ومازال، إلا أنه استطاع أن يحافظ على ديمومته ووحدته المجتمعية والنضالية وثباته ونموه وتزايده داخل الوطن وخارجه والرقي والتقدم في حياته في مختلف المجالات وأن يحقق الإنجازات في مختلف الميادين، فهو اليوم يُعد من بين الشعوب الأكثر تحضرا وتعلما وتقدما ورقيا بين شعوب العالم أجمع، وتجد من بين أبنائه الاثرياء ورجال فكر واعلام ورجال أعمال ناجحين وهذه تمثل عناصر قوة له، وليست بعناصر ضعف لأي شعب كان كما يظن البعض من قصيري النظر، وكما يحاول البعض تشويه هذه الصفات لدى الفلسطينيين.

أليس الصهاينة هم أرباب المال والأعمال والإعلام في العالم ومن خلال هذه العناصر يفرضون نفوذهم وسطوتهم على اعتى الدول الغربية لدعم مشروعهم الإستيطاني الإستئصالي في فلسطين، فلماذا لا يجوز للفلسطيني أن يصبح رجل فكر واعلام ومال، أليست هي من عناصر القوة التي تدعم نضال الشعب الفلسطيني في معركته من أجل البناء والتقدم واستمرار الصمود حتى النصر.

الشعب الفلسطيني يقف اليوم وعلى مدى قرن كامل ونيف صامدا في وجه اعتى حملة استعمارية استيطانية عنصرية استئصالية تعرضت لها فلسطين وبلاد العرب عبر التاريخ على يد الصهيونية والإستعمار العالمي ..

لكنه يسجل يوميا عليها الإنتصار تلو الإنتصار أخلاقيا ومعنويا وماديا وسياسيا، رغم بشاعة ارهابه ووقاحة واجرامية السياسات العنصرية التي يمارسها هذا الغازي المحتل في حقه ومعه حلفاؤه وأعوانه اللذين يوفرون له التغطية السياسية والمادية الكاملة على ممارساته ..

هذه الإجراءات الغاشمة ماهي إلا دليل ساطع على عدم انتصار هذا الغازي، وعلى عدم انكسار أو هزيمة الشعب الفلسطيني الصامد صاحب أطول ثورة في التاريخ وصاحب الإرادة الفولاذية التي تتجذر مع كل جولة من جولات الصراع وتزيده قوة وتصميما على مواصلة صموده وكفاحه في كل أنحاء وطنه، وقد كانت الجولة الأخيرة في عملية الإجتياح التي نفذها جيش الإحتلال في مدينة جنين ومخيمها الباسل وما نتج عنها إلا دليلا على ذلك لا يعتريه الشك ..

فلا سياسات الإجتياحات ولا تكثيف الحواجز ولا سياسة تكسير العظام ولا القتل اليومي المتعمد ولا تكثيف الإعتقالات والزج بالشباب بالآلاف في السجون تستطيع النيل من إرادته ومن صموده.

قدم الشعب الفلسطيني خلال مسيرته النضالية عشرات ألوف الشهداء والجرحى ومئات ألوف المعتقلين والأسرى .. ويأتي البعض ليحمل الشعب الفلسطيني وقياداته ما يحصل له وما يقع له على يد هذا العدوان المستمر، وكأن هذا البعض يريد أن يبرر تقاعصه عن القيام بواجبه في مواجهة هذا العدوان وعن خذلانه للشعب الفلسطيني الصابر والصامد والمدافع في كل الساحات والميادين .. ومنح صكوك الغفران للغازي والمحتل على أفعاله وإجرامه.

كل تلك الأصوات النشاز المعرَّفة والنكرة والمشبوه والمشككة في نضال وصمود الشعب الفلسطيني ونقائه وثباته وقيادته لن تنال من عزيمته وسيواصل الشعب الفلسطيني طريقه في النضال بشتى الوسائل حتى يلحق الهزيمة الكاملة بهذا المشروع الإستيطاني الصهيوني العابر والفاشل ...

لن تكون فلسطين استراليا أو نيوزيلاندة جديدة في المنطقة .. وستبقى فلسطين هي فلسطين، جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير وقلبه النابض والمؤشر على حالته ووضعه ومستقبله ومعيار قوته وضعفه، فلا العدو الصهيوني قد انتصر ولا الشعب الفلسطيني قد إنهزم فالصراع والكفاح والصمود مستمر ….

ليسقط الوهم المعشش في بعض عقول المخدوعين والمهزومين والمأزومين .. ولتسقط سياسات الخداع والمخادعة وسياسات التراجع والنقوص، ولتحيا فلسطين وشعبها الأبي الصامد حتى النصر.