الحق على الإسبان
تاريخ النشر : 2023-07-24
الحق على الإسبان
منجد صالح


الحق على الإسبان

بقلم: السفير منجد صالح - كاتب ودبلوماسي فلسطيني       

هناك مقولة نتداولها في مواقف محدّدة معيّنة وربما طريفة ونقول "الحق على الطليان".

والحقيقة أنني لا أدّعي "فشخرة" انّي اعرف كنه واصل وفصل وكيف وصلت إلينا أو كيف اخترعناها هذه المقولة. ربما أحد القرّاء الأعزاء يعرف سرّها ومسيرتها وسيرتها ويفيدنا أجاره الله عن مكنوناتها، وهل فيها دُرر خفيّة مُستترة مكتنزة كدُرر البحر العميق.

ما أعرفه حقيقة وحقّا، "ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه" هو أنني نعم استعرت هذه المقولة واسقطها على ما جرى ويجري معي في الاسابيع والاشهر القليلة المُنصرمة، لكنني حرّفتها قصدا لتصبح: "الحق على الاسبان". وهنا مربط الفرس ومربط الحصان وحتى مربط التنين الصيني الاسطوري.

في الأشهر القليلة الماضية وبالتحديد منذ قبل شهر رمضان المبارك "الفارط"، على رأي وقول اخوتنا التوانسة، أهل تونس الخضراء، بلاد جامعة الزيتونة وجامع عقبة ابن نافع وحي وآثار قرطاج وشطوط قرطاج وقمرت والمرسى وحلق الوادي، الذي تغنى بغزلانه او غزالاته فريد الاطرش في اغنيته الشهيرة البديعة "بساط الريح".

المهم يا سادة يا كرام ويا أجاويد ويا افاضل انني كنت مُقلّا في أمرين اثنين لا ثالث لهما: الاول الكتابة والتواصل معها ومحاولة ايجاد الوقت لذلك، إلى درجة أنني كنت "أترقب" أن تصلني رسالة على بريدي الالكتروني من ادارة صحيفة رأي اليوم الغراء يسألون ويستفسرون ويطمئنون عن الداعي وخيرا ان شاء الله انني لم اكتب ولم ارسل لهم مقالات منذ قبل شهر رمضان الماضي أو يزيد. لكنني والحمد لله كتبت امس واليوم مقالين: الاول بعنوان "عندما تلعلع الزغاريد" والثاني بعنوان "لماذا يحرقون القرآن في السويد".

واقوم الآن بكتابة هذا المقال الذي اعنونه ب "الحق على الاسبان"، ولهذا العنوان حكاية تُحكى ورواية تُروى:

"منذ قبل شهر رمضان الماضي، واصبح هذا التأريخ مشهورا شهرة التقويم الغربي منذ ميلاد السيد المسيح ابننا وابن بيت لحم والناصرة، أو التقويم الهجري، بدأت بالتعاون مع "مُنتدى اللغات في مكتبة بلدية البيرة، توأم رام الله، لاعطاء دورات لغة اسبانية. وقد تفاجأت فرحا وسعادة وطربا وزهوا من الاقبال غير العادي من الناس بكافة اعمارهم لتعلّم لغة سرفانتس.

خرّجنا دورة بعد رمضان بشهر وسلّمنا 12 طالبا شهادات المستوى الاول في اللغة الاسبانية.

الآن اعمل على تدريس ثلاث دورات في نفس الوقت، دورة مستوى ثان ودورتين مستوى أوّل والاقبال غير عادي كما اسلفت لكم.

هذه الدورات تأخذ منّي الاهتمام والجهد والوقت والتحضير واعطاء الدروس وخاصة بعد الظهر لان معظم الطلاب من العاملين صباحا.

هذا الوضع لم يُبقِ لي مجالا أو مُتّسعا من الوقت لمتابعة النشاطات الادبية والثقافية في المدينة وفي مدن أخرى، إلى درجة انه ياتيني عشرات الدعوات للمشاركة في ندوات ادبية لكنها تتطابق تماما مع وقت ومواعيد دورات اللغة الاسبانية.

الصديق العزيز والكاتب ذو الريشة البديعة المرهفة عيسى قراقع هاتفني قبل مُدّة وقال لي: "أين انت يا رجل؟؟، معروف عنك انّك لا تتخلّف عن نشاط ادبي أو ثقافي في المدينة قط!!!".

ضحكت واجبته: "الحق على الإسبان".