بقلم: محمد مصطفى شاهين
تفصلنا أيام عن موعد اجتماع الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية بالقاهرة في 30 /7 /2023 والذي يحمل رسائل هامة من حيث التوقيت والدلالات وسط تحديات تواجه المشروع الوطني الفلسطيني فالمطلوب من هذا الاجتماع دعم مقاومة شعبنا، وبلورة رؤية موحدة للدفاع عن المسجد الأقصى ونصرة الأسرى وإغلاق ملف الاعتقال السياسي في الضفة كل هذه الأمور ستكون رافعة حقيقية في مواجهة الإرهاب الصهيوني المتصاعد في ظل الحكومة الصهيونية الأكثر يمينية وتشدداً ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، وهنا ينبغي أن ترتقي نتائج لقاء الأمناء العامون لمستوى التطلعات الشعبية ومستوى التحدي الكبير الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني وأن ينعكس ذلك على الأرض من خلال إطلاق يد المقاومة في الضفة والتحلل من أوسلو التي تآكلت ونبذ التنسيق الأمني والتطبيق الفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بما يتعلق بضرورة إنهاء العمل بالاتفاقات مع الاحتلال ووقف كل أشكال التنسيق الأمني وتبني استراتيجية وطنية شاملة تتبنى طموح وأهداف الشعب الفلسطيني وتقوم على استنهاض الكل الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال التي تقودها حكومة يمينية ارهابية.
يأتي هذا اللقاء القيادي وسط تصاعد الهجمات الصهيونية على مدن والاقتحامات الإجرامية ضد المسجد الأقصى وفي ظل هذه الظروف تستمر الحكومة الصهيونية بالسماح للمستوطنين بإقامة شعائر تلمودية داخل المسجد الأقصى في جريمة كبري وتحدي صارخ لمشاعر المسلمين حول العالم يحمل أبعاد خطيرة واستهانة بالقوانين الدولية، وهذا في المحصلة بعداً جديداً وهو أن حكومة الاحتلال تتجاهل الأنظمة الدولية التي تعتبر دولة الاحتلال دولة فوق القانون الدولي، لا يوجد شك أن الإرهاب الصهيوني المتصاعد سيقابل بدفع الثمن وسيدفع الإرهاب الصهيوني الثمن غالياً فالمسجد الأقصى قضية مركزية مقدسة للمسلمين، وكل مسلم يعتبر نفسه مشروع شهادة دفاعاً عن المسجد الأقصى وتاريخه وقدسيته، وأن المتتبع للالتفات الشعبي حول برنامج المقاومة المتصاعد في مواجهة مشروع الإرهاب الصهيوني الاحلالي.
ومن زاوية أخرى إن ما يحدث هو إرهاب دولة بأنظمتها وأفرادها وأجهزتها بالأمس أعلن وزير من اليمين الصهيوني أنه سيتم تسيير حافلات لنقل المستوطنين الى حائط البراق وتسهيل اقتحامهم له طيلة أيام الأسبوع هذه الأحداث والوثائق ستحدث اصطداماً كبيراً وخطيراً بين المرابطين المقدسيين والمستوطنين الإرهابيين، تدرك أجهزة أمن الاحتلال أن الأمور اليوم باتت مختلفة عن السابق فعمليات المقاومة ستكون أكبر وأشد وأقوى وسيكون حجم الرد أوسع فالمسجد الأقصى محور ارتكاز القضية الفلسطينية فمن طور الصواريخ في الضفة وعبوات الشواظ في جنين و مئات وآلاف مشاريع الشهداء دفاعاً عن دينهم وأقصاهم وهذا إن دل على شيء فيدل أن مشروع المقاومة متجدر في الجيل الفلسطيني الصاعد والمقاومة مستمرة ومتصاعدة وإن رمزية وقدسية المسجد الأقصى كما كانت صاعق التفجير في معركة سيف القدس فالقادم أعظم فالمقاومة وفكرها مستمر لن ولم تمتد له يد التحوير أو التضليل هدفها مواجهة الإرهاب الصهيوني وهذه المعطيات ثابتة لدى محور المقاومة و فصائل المقاومة الفلسطينية وهي على جانب كبير من الأهمية بالمعنى الدقيق المفهوم للمعركة مع الاحتلال الصهيوني و جماعاته الإرهابية في ظل التطورات الحاصلة في البيئة الإقليمية والتي تدعم الحق الأصيل لفلسطين.
ويجدر بنا التأكيد أن ما يمارسه الاحتلال ومستوطنيه بحق الأقصى والأسرى والمخيمات جريمة مخططة مكتملة الأركان، لا يمكن تجاهلها ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال كما حوكم النازيين في محاكمات نورنبيرغ ينبغي محاكمة الصهاينة وقادتهم النازيين الجدد على ما يرتكبونه يومياً ضد الأرض والإنسان والهوية الفلسطينية.