كيفَ يتعاملُ الأزواجُ معَ مُشكلاتِهم الزَّوجِيَّة؟
تاريخ النشر : 2023-07-18
كيفَ يتعاملُ الأزواجُ معَ مُشكلاتِهم الزَّوجِيَّة؟

بقلم: زعيم الخيرالله

يتصور كثيرٌ من الأزواج أنَّ الحياةَ الزّوجِيَّةَ ينبغي أنْ تكونَ خالِيَةً من المشكلاتِ وَالمُنَغِّصاتِ، وهذا لايمكن أنْ يقع مادمنا بشَراً، ولنا نوازعُ البشر، وَأَهواءُ البشر. هذا الافتراضُ يمكنُ تَصَوُّرُهُ في عالمِ المَلائكَةِ. المُشكلاتُ موجودةٌ حتى في بُيُوتِ الأنبياء، فالنبيُّ نوحٌ (ع) لَدَيه مشكلة مع زوجه ومع ابنه اللذين كانا في الخط المعارض لرسالته عليه السلام . وكذلك لدى النبي لوط عليه السلام مشكلة مع زوجته، وفي بيت يعقوب مع أولادهِ الذين اغاضهم تعلق يعقوب بابنهِ يُوسُف، فكادوا بيوسف وخطّطوا لقتله ولكن اخاهم لاوي اقترح عليهم فكرةَ البئر ، وكان الامرُ كذلك مع رسول الله صلى الله عليه وآلِهِ وسلَّم مع بعض أزواجه وقد تحدث القرآنُ عن ذلك.

هذا أوَّلاً، وَثانياً، أنَّ كثيراً من الأزواج لايفهمونَ سيكولوجِيَّةَ المرأةِ ولاطريقةِ تفكيرِها . قد تجد الرجل ناجحاً في علاقاتهِ مع الرجال، ناجحٌ في ادارة علاقاتِهِ مع امثالهِ من الرجال، ولكنَّهُ فاشِلٌ في ادارة علاقاتِهِ في بيته ومع أولاده. المرأةٌ كائنٌ عاطِفِيٌّ وكائنٌ تعبيريٌّ يعبّرُ عمّا في داخلِهِ. قد تطالب المرأةُ الزوجَ بالطلاقِ-في لحظة انفعال، وهي لاتريدهُ، قد تثورُ وتغضب في وجه زوجها، ولكنَّها تنسى كلَّ شيءٍ بكلمة طيبةٍ من زوجها او بلمسةٍ حانيّة.

أكثرُ المشكلات الزَّوجيَّةِ ناشِئَةٌ من عدم فهم سيكولوجية المرأة وطريقتها في التفكير، ولو تعاملنا مع المرأةِ وفق فهمنا لطبيعتها ومزاجها وانفعالاتها لتجنبنا الكثير من خراب البيوت وهدم الأسر.

النقطة الثالثة التي أحب اثارتَها هي أن الرجل باعباره قَوّاماً على اسرتهِ، والقوامة هي الرعاية وتحمّل المسؤوليّة، وليست كما يفهما العابثون استبداداً وطغياناً وقهراً للمرأة . الرجل عليه أن يستوعبَ المرأة، ويتجازو عن بعض هناتها وهفواتها، ولا يدقق ويتوقف عند كل شيء فيحيل حياتَهُ الأسريَّة الى جحيمٍ لايطاق.

وعلى المرأة كذلك أنْ تفهمَ عقليَّةَ الرَّجل وطريقةَ تفكيرهِ وفهمِ مزاجِهِ، حتى تسير الحياةُ بشكلٍ هادئ وطبيعيٍّ.

أكتبُ هذا المقالَ، وأنا أرى حالات الطلاق الكثيرة في جاليتنا العربية المسلمة وتمزق الأسر وضياع الأولاد، وأسبابها هو هذا الذي أشرت إليه، المشكلات تبدأ بسيطة وتتراكم وتنفجر والأسباب بسيطة وتافهة، وهذه المشكلات لم تحدث لو كان الزوجان على درايَةٍ تامَّةٍ وفهم كامل لطبيعةِ كلٍ منهما. نسأل الله تعالى العافيةَ وأن يحل الوئام والتفاهم بين الازواج لينعم الابناءُ بالهدوء والاستقرار في ظلِّ أُسَرٍ يسودُها التفاهُمُ والاستقرارُ.