الإرهاب صناعة صهيونية ولولا الإرهاب لما قامت إسرائيل
تاريخ النشر : 2023-07-15
الإرهاب صناعة صهيونية ولولا الإرهاب لما قامت إسرائيل
د. غازي حسين


الإرهاب صناعة صهيونية ولولا الإرهاب لما قامت إسرائيل

بقلم: د. غازي حسين

استخدم المهاجرون اليهود جميع أشكال الإرهاب لتحقيق الأكاذيب والخرافات والأطماع التوراتية والتلمودية والصهيونية، فالإرهاب الصهيوني كان ولا يزال أحد المرتكزات الأساسية للسياسة الصهيونيةوالاسرائيلية، واقترن بأبشع أنواع الإرهاب والتدمير والإبادة والاغتيالات وسرقة اراضي وأملاك وثروات الشعب الفلسطيني والسوري واللبناني . وكان إرهاباً دينياً وعقائدياً ومدروساً ومخططاً ومنظماً طبقته ومارسته المنظمات الإرهابية اليهودية المسلحة والكيان الصهيوني بعد أن زرعه الاستعمار والصهيونية في فلسطين العربية لتحقيق الاستعمار الاستيطاني وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد.

اختارت العصابات الإرهابية اليهودية القرى والبلدات الفلسطينية لتكون النموذج العملي والدرس التطبيقي لما ورد في التوراة والتلمود من وحشية وهمجية لاغتصاب فلسطين وترحيل العرب وإقامة دولة اليهود العنصرية في قلب الوطن العربي للسيطرة على ثرواته وتحقيق مصالح الصهيونية العالمية والإمبرياليةالامريكية والغرب الاستعماري.

وكانت المجازر الجماعية ومنها مجزرة دير ياسين نقطة تحول في ترحيل الفلسطينيين من ديارهم وإحلال المستعمرين اليهود محلهم.وحاولت اسرائيل في عدوانها الاخير على مخيم جنين تهجير الآلاف لتهويد الضفة الغربية المحتلة حتى نهر الاردن.

وورث الجيش الإسرائيلي أساليب وتجارب المنظمات اليهودية الإرهابية في إرهاب العرب وقتلهم وإهانتهم وإذلالهم.

وأصبح قادة المنظمات الإرهابية رؤساء وزارات ووزراء وقادة في الجيش والمجتمع بعد تأسيس «إسرائيل». وتابعت إسرائيل ارتكاب الإرهاب الرسمي المنظم تجاه العرب وبدعم وتأييد كاملين من يهود العالم والدول الاستعمارية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية التي ترفض حتى اليوم تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتبرر الهولوكوست الإسرائيلي عليه بالدفاع عن النفس.

وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي المجازر والإبادة الجماعية وتجسّد في حروب عدوانية في أعوام 1948 و1956 و1967 و1978 و1982 و1993 و1996 و2006 و2008 و2012و2014. وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي الجانب العسكري، وامتد إلى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبالتالي تعرّض الشعب العربي في فلسطين وسورية والأردن ولبنان ومصر إلى أبشع صور الإرهاب والإبادة والتدمير والعنصرية التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث على الإطلاق.

وتهدف «إسرائيل» من استخدام الإرهاب والتهديد به استنـزاف الموارد الاقتصادية للبلدان العربية وفرض الهيمنة والتبعية عليها وكسر إرادتها السياسية وتغيير توجهاتها ومواقفها السياسيةوإجبارها على التطبيع والابراهيميةوهيمنتها على الشرق الاوسط الجديد.

استخدمت الدول الاستعمارية «إسرائيل» كأداة إرهابية عسكرية لتنفيذ مخططاتها والمخططات الصهيونية، وخلق حالة من التوتر الدائم وعدم الاستقرار داخل المنطقة لاستنزاف مواردها وثرواتها وطاقاتها وعرقلة تطورها وفرض السيطرة العسكرية المباشرة عليها بزرع القواعد العسكرية الامريكية والبريطانية والفرنسيةوإرهاب الحكام العرب وقمع النضال العربي وتنظيف خزائن المال في بلدان النفط والعاز الخليجية.

فإسرائيل والإرهاب متلازمان ووجهان لعملة واحدة هي الايديولوجية الصهيونية التي تغذي الإرهاب والإبادة والعنصرية والاستعمار الاستيطاني والتمييز والفصل العنصري والتطهير العرقي وترجعها إلى التعاليم التوراتية والتلمودية والهيونية والاسرائيلية.

ويعمل الكيان الصهيوني على تهجير اليهود إلى فلسطين وترحيل الفلسطينيين  منها بالإرهاب والاستعمار الاستيطاني والعنصرية والمجازر الجماعية وعلى حساب الأراضي والمياه والثروات العربية، وشن الاعتداءات عليها بذريعة الأمن وباسم الحقوق اليهودية التوراتية الكاذبة.

إن البشرية جمعاء تؤمن بأن الحق ملك لصاحبه، وهو وحده الذي له سلطة عليه، وكل محاولة لاغتصابه ينبغي ردعها، كالحق في الحياة والملكية وفي الأرض والوطن والعودة إليه وفي الثروات الطبيعية والتنمية والتطور والاستقرار والامن.

وينبغي حفظ الحق من الاغتصاب أو الانتقاص واسترداده من غاصبيه سواء كان من الحقوق السياسية أو الحقوق المدنية ومنها حق الملكية في الأرض والعقارات والثروة المائية وبقية الثروات الطبيعية.

ولكن الصهاينة خلافاً لجميع البشر لا يعترفون للعرب وبشكل خاص للفلسطينيين بحقوقهم السياسية وحقهم في ملكية أراضيهم وعقاراتهم، مما يظهر بجلاء وحشيتهم وعنصريهموإستحالة التطبيع والتعايش معهم.

تعود جذور الإرهاب اليهودي إلى آلاف السنين قبل تأسيس الكيان الصهيوني فالتوراة والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون والصهيونية كأيديولوجية وحركة تؤكد أن الإرهاب أداة مشروعة لتحقيق الأهداف الصهيونية وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية في فلسطين العربية.

وأكدت الأحداث والوقائع التي جرت في فلسطين في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين أن الإرهاب اليهودي كان الوسيلة الأساسية التي أدت إلى قيام الكيان الصهيوني.

وأكد السفاح مناحيم بيغن في مذكراته أن المنظمات الإرهابية اليهودية هي التي قامت بترحيل العرب، وهي التي نظمت عملية القتل والطرد.

واعترف اسحق شامير، رئيس وزراء «إسرائيل» إبان انعقاد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بدور الإرهاب اليهودي في إقامة «إسرائيل» وقال:

«سموني إرهابياً»، سموني وطنياً، لولا الإرهاب لما قامت «إسرائيل».

ارتبط قيام «إسرائيل» بالإرهاب والإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة وترحيل الفلسطينين وتدمير مدنهم وقراهم ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم ومقدساتهم وتهويدها وإقامة المستعمرات اليهودية على أنقاضها.

واعترف قادتها ومنهم بيغن وشامير ورابين أنه لولا الإرهاب والمجازر الجماعية لما قامت «إسرائيل» أول دولة في العالم استعملت الطرود المتفجرة والشاحنات المفخخة في أسواق الخضار والفنادق والمكاتب والمنازل والشوارع العربية في حيفا ويافا والقدس وبيروت وعمان. وكانت أول دولة في العالم تختطف الطائرات المدنية عام 1954 عندما اختطفت طائرة عربية سورية. وقامت بتفجير المراكز الثقافية الأميركية في القاهرة والإسكندرية عام 1955 لدهورة العلاقات الأميركية ـ المصرية. وكان لافون وزير الحرب الإسرائيلي هو الذي خطط وأشرف على الجرائم البشعة ونفذها يهود من مصر في المراكز الثقافية الامريكية بالقاهرة والإسكندرية.وإتهموا مصر بإرتكابها.

واغتالت في 13 تموز 1956 المقدم في الجيش المصري الشهيد البطل مصطفى حافظ بطرد متفجر في غزة، وفي 14 تموز 1956 اغتال الموساد في العاصمة الأردنية عمان بطرد متفجر الملحق العسكري المصري صلاح مصطفى. واغتالت خمسة من أكبر علماء الذرة المصريين في تشرين الثاني عام 1962 بطرد متفجر أيضاً في القاهرة، وستة من العلماء الألمان الذين عملوا في عامي 1962و1963 بطرود متفجرة. وأحرقت (15) طائرة ركاب مدنية في عام 1968 في مطار بيروت. وأسقطت طائرة ركاب ليبية عام 1971فوق سيناء وقتلت جميع ركابها وطاقمها وعددهم (106).

واغتال الموساد الأديب غسان كنفاني في 8 تموز 1972 بواسطة سيارة ملغومة في العاصمة اللبنانية بيروت وحاول الموساد اغتيال د. أنيس الصايغ في 19 تموز 1972 في بيروت وفقد على أثر المجادلة إحدى عينيه وأصبعين من إحدى يديه.

واغتالت «إسرائيل» الشاعر كمال ناصر وأبو يوسف النجار وكمال عدون عام 1973 في منازلهم في العاصمة اللبنانية، وأبو جهاد خليل الوزير في تونس العاصمة عام 1988. والأمين العام للجهاد الإسلامي د. فتحي الشقاقي في 26/10/1996 في مالطا.

واغتالت آلاف الفلسطينيين والعرب منهم:

·وائل زعيتر بتاريخ 17/10/1972 في العاصمة الإيطالية روما.

· د. محمود الهمشري بتاريخ 8/12/1977 ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الفرنسية.

· علي حسن سلامة، رئيس جهاز الأمن الرئاسي الفلسطيني جهاز الـ17عام 1979في بيروت.

· ناصر صلوحة، في 23/6/1994 بغزة.

· هاني العابد في 2/11/1994 (أحد قادة الجهاد الإسلامي) في خان يونس.

· كمال كحيل، أحد قيادي كتائب عز الدين القسام في 2/4/1995 بغزة.

·  محمود الخواجا، أحد نشطاء الجهاد الإسلامي في 22/6/1995 بغزة.

·  الشهيد البطل المهندس يحيى عياش، قائد كتائب عز الدين القسام في 4/1/1996 بغزة.

وهكذا تطبق الحكومة الإسرائيلية الإرهاب والاغتيالات السياسية والاعتفالات للقيادات والكوادر الفلسطينية كسياسة رسمية ينقذها الجيش الإسرائيلي وفرق القتل التابعة له والمسماة بالمستعمربين، الذين يشبهون العرب بملامحهم ويتكلمون العربية ويرتدون اللباس العربي. وبذلك تكون «إسرائيل» الدولة الوحيدة في العالم التي تمارس الإرهاب والاغتيالات السياسية التي ورثتها عن العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة، كسياسة رسمية دائمة وعلنية مما يجعلها أكثر وحشية وهمجية من النازية وأخطر دولة ظهرت في تاريخ البشرية، لا يمكن لشعوب المنطقة أن تعترف بها وتتعايش معها، ويجب أت تزول وستزول ومصيرها إلى الزوال.