بقلم: عمر حسن اليحيى
خلال تغطية مراسلون ومذيعيون ومحللون للحرب الروسية الأوكرانية قبل ما يزيد عن عام، كشفوا عن عنصريتهم تجاه غير الأوروبيين وبالتحديد شعوب الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أنهم هم المدعون الأوائل لنبذ العنصرية والمناداة بالمساواة وحقوق الإنسان، إلا أنهم أثناء تغطية الأحداث في أوكرانيا، لم يستطيعوا أن يكملوا في إداعاءاتهم، المحللون حاولوا استخدام المحاباة واستعطاف الغرب، لكن أرائهم جاءت على حساب العرب وشعوب المناطق التي شهدت نزاعات خلال السنوات الماضية.
فعلى سبيل المثال أحد المحللين السياسيين للأوضاع على قناة بي بي سي قال: أرى أوروبيين بعيون زرقاء يتعرضون للقتل، ومعلق آخر قال نحن لا نتحدث عن سوريون، نتحدث عن أوروبيين يغادرون بيوتهم هاربين في سيارات تشبه سياراتنا، وآخر قال هذا المكان مع كامل احترامي ليس العراق ولا أفغانستان، إن هذا يحدث في مدينة متحضرة أوربية.
هذا نماذج صغيرة تكشف عنصرية دعاة حقوق الإنسان.
ويكتمل المشهد بسماح السويد لشخص عنصري بحرق وتمزيق القرآن الكريم، هذا الحدث الذي يزيد من التطرف والكراهية ويعبر عن إزدراء الأديان من دعاة الحرية وحقوق الإنسان، قابله سلوك يقدر حرية الأديان ويحترمها ويرفض سلوك صناع الكراهية في مناطق مختلفة في العالم وخاصة ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
رغم أننا ننبذ العنف والإرهاب، والحروب ولكننا ندرك في نفس الوقت ما مارسه الغرب خلال القرن الماضي والذي سبقه من سرقة لمقدرات الشعوب في منطقتنا، والأزمات تكشف حقيقة الوجوه الزائفة.
الأمر لم يقف عن سرقة مقدرات الشعوب، بل حقوقها ومستقبلها.
الغرب الذي يدعي الدفاع عن الحريات كان سببا في أزمات المنطقة التي بدأها بتدمير العراق لتحقيق هدف الصهيونية العالمية، وجميعنا يدرك الدوافع والأسباب، والنتائج أصبحت واضحة للجميع.
في الأزمة الأوكرانية وقف الغرب على ساق واحدة لدعم أوكرانيا عسكريا وسياسيا واقتصاديا، في حين ظل صامتا أو سلبيا في أزمات كثيرة في منطقتنا وفي أفريقيا وآسيا، وما يقدمه لأوكرانيا هي بالأساس مقدراتنا التي نهبها خلال سنوات احتلاله لأرضنا.
نحن ندرك مخططات الغرب، ونسعى لزرع وعي لكل شعوبنا، وستأتي لحظة لإعادة الحقوق لأصحابها، وقد سقطت ورقة التوت عن عورات الغرب.