معركة الكرامة 1968
تاريخ النشر : 2023-07-10
مــعـــركة الـــکرامـــة 1968م.

بقلم: أ. حنان إبراهيم فرج الله
 
وأنا أقلب في صفحات العز المشرف و المشرق من تاريخ شعبنا المقاوم وقع اختياري على موضوع مهم ألا وهو معركة الكرامة، وقعت في ٢١مارس ١٩٦٨م حيث لم يتوقف العدوان الصهيوني على الفلسطينين والعرب بعد حرب ١٩٦٧م، وقام الكيان الصهيوني باحتلال نهر الأردن لأسباب يعتبرها استراتيجية. 

وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدى لها الجيش الأردني والفلسطينين وسكان قرية الكرامة على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة. ودفع الكيان بلوائي دروع ومشاة ووحدات مدفعية وطائرات للأعتداء على مواقع الفدائيين المتمركزة في الاغوار "الأردن".

وكانت بداية اشتعال الحرب عندما بدأ الصهاينة الحرب على الجبهات من الشمال حتى جنوب البحر الميت، وتحديدا في منطقة الكرامة واستمر لمدة 16 ساعة، ثم ما لبث الكيان أن طلب وقف اطلاق النار ورفضت الأردن ذلك حتى تنسحب القوات الصهيونية جميعها.

وكان من نتائج هذه المعركة
♕ استشهد 17 شهيدا من الجانب الفلسطيني، و20 من الجانب الأردني و65 جريحا بينهم عدد من الضباط وتدمير 10 دبابات و10 آليات مختلفة ومدفعان.

♕أما عن الجانب الصهيوني فقد قتل 70 إسرائيليا وأكثر من 100 جريح، ودمرت 45 دبابة، و25 عربة مجنزرة و27 آلية مختلفة، و5 طائرات.

♕كانت أول نصر تحرزه الجيوش العربية على الصهاينة؛ فاستعاد الجندي العربي ثقته في نفسه، ومقدرته على التصدي للعدوان الصهيوني.
 
وحقيقة رغم أن إسرائيل أعلنت أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومة الفلسطينية، إلا أن الهدف لم يكن كذلك كما تبين من الوثائق التي حصلت عليها المخابرات الأردنية، فقبل أيام من معركة الكرامة حشدت إسرائيل قواتها لاحتلال مرتفعات البلقاء والاقتراب من العاصمة عمّان وضم أجزاء جديدة من الأردن وتحويلها إلى جولان أخرى لتخلص من الهجمات المستمرة التي كان يقوم بها الفلسطينيون.

وكانت تسعى كذلك إلى إرغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة، ومحاولة وضع ولو موطئ قدم على أرض شرقي نهر الأردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها إلى حزام أمنى لإسرائيل.

♕والأهم من ذلك كله تـأکــد للــعــرب جـميعــاً أن الجــيـش الصـهيونـــي يمكــن قــهـــره، إذا تــوفـرت العــزيـمــة والإعـــداد الـجيـــد والوحدة.