بقلم: المحامي علي أبو حبلة
ما أقدم عليه المستوطنون من اعتداءات وجرائم ضد أصحاب الأرض في فلسطين المحتله فاق كل الحدود، جرائم القتل والحرق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة في المدن والبلدات الفلسطينية تدلل على وحشية المستوطنين وإجرامهم وامتهانهم للارهاب الذي شبوا وتربوا عليه وتتسم ثقافتهم بالعنصرية البغيضه والمقيتة وهم أسرى حاخاماتهم من أصحاب الفكر المتطرف المتعصب.
لقد أنزلق المتطرفون الارهابيين من المستوطنين باعتداءاتهم منزلق خطير بتدنيس حرمة المساجد وقيامهم بتمزيق نسخ من القران الكريم في تحدي لمشاعر المسلمين جميعاً، حيث قاموا برمي نسخ من القرآن أمام مدخل مسجد في بلدة عوريف جنوب نابلس أثناء مغادرتهما برفقة كلب.
وأظهر مقطع فيديو صوّرته كاميرات مراقبة، خروج مستوطنين ليلا برفقة كلب، وكان أحدهما يحمل بيده نسخا عديدة من القرآن الكريم، فقام برميهما على الأرض أمام مدخل المسجد، كأنه تعمد أن تصوّره الكاميرا المثبتة في المكان.
وبحسب صحيفة “إسرائيل اليوم”، شوهد مستوطنون مقنعون من مستوطنة “يتسهار” وهم يعتدون على مسجد في قرية عوريف، ويدنسون المصاحف ويمزقونها ويقومون بإلقائها على الأرض.
وكان مئات المستوطنين قد اعتدوا على بلدات عوريف وترمسعيا وبيت أمر وحوارة، وقاموا بإحراق عشرات المنازل والسيارات وتخريب ممتلكات الفلسطينيين.
وزارة الأوقاف الفلسطينية استنكرت اعتداء المستوطنين على أحد مساجد عوريف بمدينة نابلس، وعلى نسخ المصحف الشريف ووصفت ما اقدم عليه المستوطنين بانه عين الإرهاب والتطرف والعنصرية، وتنال بعنف من حرية الإنسان في اختيار معتقده وإقامة شعائر دينه في أمن وأمان ولا عزاء للصامتين من أدعياء الحرية وحقوق الإنسان..
إلى هيئة الأمم المتحدة والمجالس والهيئات المنبثقة عنها وإلى قادة دول العالم ونخص قادة الدول العربية والاسلامية، أين أنتم وأين أصواتكم العالية عن حقوق الإنسان وحرية المعتقد الديني ؟!. سكوتكم غطاء للجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين من قبل الارهابيين المستوطنين وبغطاء سياسي من حكومة الائتلاف اليميني الفاشية “ وليس أدل على ذلك دعوة الوزير المتطرف مسؤول الأمن الداخلي إيتمار بن غفير لدى اقتحامه جبل صبيح جنوب نابلس المقام عليه بؤرة "أفيتار" الاستيطانية: "اركضوا إلى التلال وسندعمكم، يجب أن تكون شرعنة كاملة هنا، وفي جميع البؤر المحيطة بنا، هذه هي الطريقة الوحيدة لنعزز السيطرة ونعيد الأمن للمستوطنين، كما يجب القيام بعملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية".
هذه المواقف والتصريحات التي تحرض على العنف والارهاب سببها تغاضي المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم الصهيونية وعن مسائلة قادة المجموعات الارهابية وفي مقدمتهم ابن غفير وسومتيرش وغيرهم.
موقف أمريكا الداعم للارهاب الصهيونية والتلويح باستعمال حق النقض الفيتو يضع أمريكا هو يدفع قادة المستوطنين للتطرف والامعان في الارهاب وهو أمر يتحمله كل الداعمين للكيان الصهيوني مشاركتهم في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني .. وهذ يدلل ويؤكد عن الاخلال بقواعد العداله الدوليه والتعامل بسياسة الكيل بمكيالين.
والسؤال الموجه للأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش والبيت الأبيض الأمريكي والأقطاب الدولية؟ أليس هؤلاء الفلسطينيون الذين يقتلون بدم بارد بشرا وأليس للمساجد حرمتها وللقرآن الكريم قدسيته أو أنها ازدواجية المعايير؟”.
اإن الاعتداء على المساجد وتدنيس حرمتها هو بمثابة اعتداء على المسلمين جميعا وقد تزايدت الاعتداءات خلال السنوات الماضية، وهذا يتطلب أن يقف العرب كل العرب والمسلمين كافة بموقف المسؤولية لوضع حد لتمادي الارهاب الصهيوني ووضعهم عند حدودهم ووضع اسماء منظمات الارهاب للمستوطنين على لوائح العار والارهاب ومحاكمتهم ومسائلتهم عن جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية.
بيانات الاستنكار والتنديد ضد ما يرتكبه المستوطنين بحماية جنود الاحتلال من الجرائم لم تعد مجدية ومن حق الشعب الفلسطيني أن يهب بحماية مدنه وبلداته ويدافع عن أرضه ومساجده والدفاع عنها، وعلى المؤسسات الدولية تحمل مسؤولياتها و القيام بواجبها تجاه ما يرتكب من جرائم بحق الفلسطينيين من قبل المستوطنين
ونذكر قادة الكيان الصهيوني حينما أعلن “تيري جونز”، قس فلوريدا، عبر موقعَيْ تويتر وفيس بوك، عزمه على حرق المصحف يوم الحادي عشر من سبتمبر ٢٠١٠ ، اشتعلت موجة عارمة من الغضب حول العالم.
ومع انتشار الخبر، تواترت المخاوف والإدانات الدولية، ولقي شخصان، على الأقل، مصرعهما في تظاهرات شهدتها أفغانستان، فيما بدا هذا القس المغمور مصممًا على الإقدام على هذا التصرف ذي العواقب الكارثية على مستوى العالم.
وبعد أخذٍ وردٍّ، وصل لحد اتصال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بالقس، وتحذير قائد القوات الأمريكية بأفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس، إياه من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصاعد العنف ضد وحداته وتهديد حياة جنوده، خاصة بعد المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت العديد من الدول الإسلامية.. بعد ذلك كله، أعلن “جونز” تراجعه عن حملته التي أطلقها تحت عنوان (اليوم العالمي لحرق القرآن).
واليوم غلاة المتطرفين من المستوطنين الاسرائيليون يمارسون جرائمهم بحريه وبغطاء وحماية قوات الاحتلال وقيامهم بتمزيق نسخ من القران في مسجد عوريف هو تصعيد مسبوق لا يقل خطورة عن ما يحصل في المسجد الأقصى وخطر ما يتهدده من تقسيم زماني ومكاني.
ما أقدم عليه غلاة المستوطنين بتمزيق نسخ من القران الكريم تنذر بمخاطر كارثيه وتداعياتها لا تقر خطورة عن مجرد اعلان القس تيري جونز وتدفع بأعمال التصعيد ومقاومة الاحتلال الذي يقدم مظلة حماية للمستوطنين وتحديهم لمشاعر المسلمين في العالم أجمع.
إن الاعتداء على بيوت الله في عوريف جنوب نابلس يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون في حواره وترمسعيا وسنجل والعديد من المدن والبلدات و بحق المسجد الاقصى و الحرم الإبراهيمي والمنازل المحيطة بهما
قيام مستوطنين بتمزيق نسخ من القران الكريم تحمل نتائج وتداعيات كارثية فالمسلمين في كافة أرجاء المعموره يعتبرون أي إساءة للقران الكريم هجومًا على دينهم وفعل كهذا الفعل المشان يجب أن يشعل نيران الغضب في مساحات كبيرة حول العالم”
كيف يمكن تجنب مثل هذا الوضع، ذي الآثار والتداعيات الخطيرة وحكومة الاحتلال تدعم جرائم المستوطنين وتمنحهم الغطاء السياسي وبات قادة المستوطنين وهم أعضاء في حكومة الائتلاف اليميني المتطرف التي يرئسها نتنياهو وهم من يرسمون سياستها ويدعمون ارهاب المستوطنين.
إن عدم مسائلة المجرمين المستوطنين الذين أقدموا على فعلتهم وتغاضي المجتمع الدولي عن جرائمهم، وأفعالهم المحرضة على العنف، والتي تشعل فتيل الحرب الدينية ولها تداعيات على مساحة واسعة من العالم الذي يهب للانتصار لدينه وعقيدته ضد غلاة التعصب من المتطرفين المستوطنين مما يتطلب وضع حد لتمادي حكومة الائتلاف اليمنية الفاشية باعتداءاتها المستمره وارتكابها المجازر بحق الشعب الفلسطيني وضربها بعرض الخائط وخرقها الفاضح للقوانين والمواثيق الدولية، ويتطلب من رجال الدين الحاخامات اليهود استنكار ما أقدم عليه غلاة المستوطنين من تمزيق لنسخ من القران الكريم والوقوف في وجه غلاة المتعصبين ودعواتهم للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى هذا إذا كان حقا حاخامات إسرائيل يحترمون الأديان جميعها.