قصّة للأطفال للكاتبة المقدسيّة، نزهة الرملاوي
قراءة وتحليل: نزهة أبو غوش
بفراشاتها المضيئة، أضاءت الكاتبة لقرّائها الأطفال نورا يحمل الأمل لحياة ومستقبل أفضل يحمل الحريّة والأمان.
من خلال قصّتها دمجت الكاتبة الواقع بالخيال، حيث بيّنت لهم عن تكوين ونموّ الفراشة مذ كانت شرنقة على أوراق الأشجار، حتى طيرانها ورفرفتها بالفضاء؛ بينما أرى أنّ الخيال قد طغىى على الواقع بكثير، وهو الخيال المحبّب لدى الأطفال، إذ على الكاتب أن يعمل على إخصاب خيالهم، وتوسيع آفاقهم.
بالفراشات الملوّنة بالألوان السّحريّة المضيئة الّتي صنعها الطّفلان الأخوان: إستبرق ومحمد؛ تمّ صناعة القصّة المحبكة فنيّا؛ حيث كانت الفراشات هي رمزا للأمل والمستقبل المشرق؛ كذلك تعريف الكاتبة معلومة علمية جديدة للأطفال، وهي مصطلح "السّرنمة" ملخّص كلمتي: السّير أثناء النّوم، وقد تبيّن أنّ الكاتبة قد استوحت قصّتها من واقع مرّ عليها أثناء عملها في التربية.
هذان العنصران كانا العمود الفقريّ للقصّة، وبهما نسجت الكاتبة خيوطها.
تعتبر أحداث القصّة رمزيّة، حيث ترمز بالأشرار الّذين سطوا على البلدة بالاحتلال الّذي داهم البيوت والمزارع والحظائر، وهدّد أمن المواطنين، وأرهب الأطفال. أمّا القرى المجاورة الّتي استنجد بها الأب؛ من أجل المساعدة في دحر المعتدين، فقد رمزت للبلدان العربيّة الّتي تستنجد بها دولة فلسطين؛ من أجل حريّتها واستقلالها.
وقد أظهرت الكاتبة في القصّة أنّ الخلافات والشّقاق والنزاعات بين هؤلاء المستنجد بهم؛ هو من أوقعهم في الخطر ودمّر مصالحهم الشخصيّة؛ تماما كما يحدث في واقعنا السياسي اليوم.
ظاهرة التّشكّك بالآخر أنّه متعاون مع الاحتلال لأيّ تصرّف أو سلوك مغاير؛ هو أيضا ظاهرة موجودة في مجتمعنا وللأسف.
هديّة الأجداد أحفادهم بالألوان السّحريّة، هي رمز ما يبدأ به الأجداد، ويكمله الأحفاد.
لقد سيطر أيضا عنصر العاطفة بشكل قويّ في القصّة: عاطفة الخوف، والحزن، والألم، والرّغب، والندم؛ وأخيرا الفرح والسعادة.
ظاهرة التّشكّك بالآخر أنّه متعاون مع الاحتلال لأيّ تصرّف أو سلوك مغاير؛ هو أيضا ظاهرة موجودة في مجتمعنا وللأسف.
هديّة الأجداد أحفادهم بالألوان السّحريّة، هي رمز ما يبدأ به الأجداد، ويكمله الأحفاد.
لقد سيطر أيضا عنصر العاطفة بشكل قويّ في القصّة: عاطفة الخوف، والحزن، والألم، والرّغب، والندم؛ وأخيرا الفرح والسعادة.
هناك خصلة حميدة يتّبعنها النّساء الفلسطينيّات، وهي عمليّة ادّخار المؤن للأيّام الصّعبة؛ نتيجة لما مرّ عليهنّ من حروب ونكبات، وقد أظهرت الكاتبة هذا في قصّتها.
بالنّسبة لشخصيّات القصّة فقد بدت بعضها ايجابيّة نامية متطوّرة، وأخرى جامدة؛ حيث نلحظ أنّ شخصيّة الأبّ، شخصيّة نامية متطوّرة منذ البداية حتّى نهاية القصّة، حيث كان حلقة الوصل ما بين المواطنين؛ من أجل دحر الأشرار، كذلك شخصيّة الطّفلة إستبرق الّتي كان لها الدور الأساسي بكشف الأشرار، كذلك شخصيّة الابن الّذي كان يرافق والده ويساعده، والأشرار أنفسهم؛ أمّا بقيّة الشخصيّات: الأم. نساء القرى، أصحاب القرى المجاورة؛ فهي شخصيّات ثانوية.
الصورة في صفحة 19 توحي بشخصيّة الرّجل الفلسطيني الّذي يضع الحطّة الرّمز المرقّطة بالأسود على كتفيه؛ كذلك ملابس النّساء للزي التراثي الشعبي.
اختارت الكاتبة نهاية سعيدة للقصّة، حيث بثّت بخيالها الخصب أنّ هناك أرواحا سعيدة ستعيد السّلام لعالمهم، وستعيد الأشرار إلى البلدان الّتي قدموا منها. وبهذا تكون قد زرعت في داخلهم الأمل بمستقبل مشرق؛ وقد عملت على تذويت روح الانتماء للوطن ومحبّته والغيرة عليه من الغرباء.
أمّا من النّاحية اللغويّة، فقد كانت لغة القصّة قريبة أكثر للكبار منها للأطفال الصّغار؛ فقد كثرت بها التعبيرات المجازيّة والرّمزيّة نحو: خاوية على عروشها، وقد ، عاثوا فسادا، ... وهي جمل مقتبسة من القرآن الكريم. توشّح وجهها بالاصفرار، قنّاص الفرح، داهمها الخوف، تقوّي عزائمها.
أرى بأنّ القصّة مناسبة من صفوف الخوامس وما فوق.