إعداد: مروة مصطفى حسونة
الكتاب من تأليف د . أحمد عكاشة ( أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي ) والذي يؤكد فيه أنه مع اليأس يظهر انخفاض نسبة مفرحات النفس الربانية وإصابة الإنسان بالعجز والاكتئاب وعدم القدرة علي الإبداع أو العمل . أما الإفراز المطمئن الرباني يزيد مع الصحبة الطيبة والحب والتسامح والرياضة خاصة المشي أو السباحة . تزيد مطمئنات النفس مع إيمان الجوهر وليس إيمان الطقوس . فنلاحظ الابتسامة والسعادة والرحمة على من يتحلي بجوهر الإيمان, ونلاحظ التجهم في المظهر والقسوة علي من يظهر إيمانه بالطقوس.
بدون الأمل تنعدم الحياة و يتوقف الزمن , فهو يعطي القوة والمناعة لمقاومة الأمراض والبقاء في الحياة . فمريض السرطان إذا فقد الأمل في الشفاء, زادت آلامه و قصرت أيامه, بعكس المريض الذي عنده الأمل , فهو قادر علي المقاومة والبقاء, وحتى التمتع بمباهج الحياة . وتؤكد الدراسات العلمية أن قيمة الحب والرحمة والتسامح و خدمة الآخرين هي قيم من كل الأديان والروحانيات لها تأثيرها الواقي من الاكتئاب والقلق وأمراض القلب.
أما عن المزاج وجهاز المناعة: يوجد تفسير علمي للعلاقة بين النفسية والمناعة . فكلما تمتع الشخص بجودة الحياة أي الصحة النفسية من أمل وطموح واستقرار نفسي وروح الفكاهة, كلما ازدادت كفاءة جهاز المناعة . فيوجد في تاريخ الطب معجزات بأن الأمراض الخطيرة التي يئس منها الطب , اختفت و توقف انتشارها في الجسد , وعاود الفرد نشاطه و ذلك لقوة الإرادة ونفسية الإنسان وكفاءة جهازه المناعي . فتوجد علاقة ارتباطية بين تحسن المزاج و قوة جهاز المناعة.
وتطرق الكتاب بعد ذلك إلي مرض الاكتئاب الذي يعتبر ألمه أكثر من أي مرض . ومن الضروري علاجه فورا , وذلك باستعمال الدواء المناسب ( مضادات الاكتئاب ) , أما الحالات الشديدة المصحوبة بأعراض ذهانية , فيكون بجلسات الكهرباء و تحقق 90% من الشفاء.
ويشير الكاتب إلي أساس الصحة النفسية و هو إحساس الفرد بالانتماء , انتمائه إلي أسرة , عقيدة , مجتمع , أو وطن . فالإنسان لا يشعر بالسعادة إلا إذا حقق ذاته, بأن يخدم فكرة معينة.
وعن علاقة الإيمان بالصحة النفسية, فقد أثبتت الأبحاث التي نشرت في المجلات النفسية العالمية, أن 92% من المترددين علي أماكن العبادة ويؤدون الصلاة بانتظام , كان له أثر واضح في صحتهم النفسية و الحماية ضد الاكتئاب. كما ثبت أن الاكتئاب والغضب والقلق يعرض الإنسان إلي أمراض الروماتيزم والسكر وأمراض الشريان التاجي وجلطة القلب وسكتة المخ.
وتناول الكتاب علاقة الموسيقى بالسعادة, فعند دراسة تأثير الموسيقي في النفس البشرية , وجد أن الموسيقى لها تأثير مباشر علي قشرة المخ ( وهي مركز الشخصية والوجدان والتفكير ). فتجعل الموسيقي الفرد عرضة للإيحاء , فينطلق في أحلامه وتخيلاته ويفرغ مشاكله, فيحس بالراحة و السكون . فأحيانا يكون تأثير الموسيقي أقوي من الخطابات الحماسية والمقالات الوطنية. وأشار إلى وصية العالم الإغريقي " كاسيود وروس " باستخدام الموسيقي المرحة للتغلب علي الأحزان لأنها تسري عن المرضي وتريحهم نفسيا , وتخفف من الانفعالات والغضب والكراهية.