الإسلام ليس حزباً
تاريخ النشر : 2023-03-30
الإسلام ليس حزباً
سامي كاظم


الإسلام ليس حزباً

بقلم: سامي جواد كاظم

عندما يقرأ الطالب دروسه في أية مرحلة دراسية فهذا شأنه، يقرأ لكي يتعلم وينجح وأنا لا يعنيني ماذا يقرأ ولا يحق لي منعه كما ولا يحق له إرغامي على قراءة دروسه ـ معلومة للفائدة سابقا كان التعليم من اختصاص وزارة المعارف لانها تعطي المعرفة فقط وغير اسمها إلى التربية لأنها تعطي المعرفة والتربية ـ وبعد أن ينهي دراسته الطالب ويتخرج من الكلية ويعمل في وظيفة وفق تخصص شهادته أي يقوم بتطبيق ما درسه بشكل عملي في وظيفته.

الإسلام هكذا يقوم الدين الإسلامي على تهذيب وتربية الفرد عقائديا وأخلاقيا فالمسلم يصلي أو يقرأ القرآن أو يصوم وبقية الأعمال العبادية أنا أقوم بها ولا يقوم بها غيري نيابة عني أو أفرضها على غيري بل أنا اقوم بها إيمانا مني بالله عز وجل وبعد أن أحسن الالتزام بتعاليم الإسلام وما يفرضه علي من أخلاق حميدة أقوم بترجمة هذه الأخلاق على علاقتي مع أفراد المجتمع كل حسب علاقتنا معه.

الاسلام بعد ثلاثة وعشرين سنة ثبت منهج الحياة، الإسلام ليس حزبا أو ايديولوجية لظرف معين لذا لايصح أن تظهر قراءات مثلا رأي الحزب الفلاني بالاسلام أو العلمانية والاسلام، هذه الأحزاب جاءت لتتبنى افكارا معينة لاجل غايات اغلبها غير سليمة ولكن ظاهرها بانها من أجل الانسان وهي اصلا لا تعرف ماهو الانسان، بينما الاسلام الذي جاء به الله عز وجل على يد نبيه محمد (ص) وهو خالق الانسان فان ما جاء في القران والسنة جاء من أجل الانسان.

هنالك تصرفات تصدر من الانسان باتجاه المجتمع تصب في خدمة المجتمع فان الله عز وجل يؤجره على ذلك بغض النظر عن ديانته أو حتى ايمانه، يعني الأوربي أو الأمريكي أو الهندوسي عندما يصدر منه ما يخدم المجتمع فان الله عز وجل لا يتركه من غير ثواب، واذا ما تجاوز المسلم على حقوق من هو غير مسلم بحجة نصرة الاسلام فانه يعاقب على فعلته هذه ، جاء نصراني الى الامام علي عليه السلام يشكوه من مسلم قتل خنزيره وبعد ان طلبه وساله عن الفعل قال نعم لان الخنزير حرام اكله فالزمه الامام علي بثمن الخنزير او ترضية النصراني وقال له حرام عليك وعليه ليس حرام، والاسلام يؤكد بقاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم ، هذا في الاديان السماوية اما عند الساسة والعلمانيين فانهم يضربون المعايير بعرض الجدار بحيث لو قلت لامريكا انتم تقتلون البشر وتشنون الحروب وتعقدون الجلسات وتشكلون الاحلاف وتقولون السلام فانهم لا يجيبون ولا يلتفتون الى اعمالهم الدنيئة.

هنالك نهضة فكرية من قبل مثقفي ومفكري الغرب بدأوا يطلعون على الاسلام من خلال القران والسنة بل وحتى التحقيق والتأكد من الروايات الموضوعة وقد زادوا على ذلك بانهم التفتوا إلى نكات حقيقة المسلمون لم يتلفتوا لها.

الاسلام وضع الأسس للتفكير الايجابي والتطور الفكري وفق العصر اي ليس الغاء المعتقد بحجة عدم تماشيه مع ثقافة العصر، فالعبادات هي عبادات هذه لا يمكن أن تتغير أو تلغى، واما بقية الاسس السليمة للنهوض بالمجتمع فانها ثابتة عند الاسلام كل العلوم موجودة عند المسلمين قبل ان يكتشفها الغرب فالعلماء ( طب ، فيزياء ، كيمياء، وغيرها ) عندما نهضوا بهذه العلوم ايام الدولة الاموية والعباسية التي للامامية موقف سلبي ضدهم لظلمهم الا ان الائمة عليهم السلام يثنون ويشجعون ويعلمون كل من يقتحم هذه العلوم مهما كان توجهه العقائدي.

ومن هذا المنطلق لابد من التفريق بين ما يحق للفرد من أعمال عبادية لا يحق للاخرين منعه او تغييرها ولا يحق له فرضها على الاخرين فالأعمال التي عقوبتها ربانية تبقى بين العبد والله عز وجل إما التي عقوبتها دنوية وآخروية يكون لعلماء القوم الحق في التوجيه وحتى المنع والعقوبة ان كانوا مبسوطي اليد والا النصيحة لابد منها حسب الظرف الذي يعيشه العالم.