هل سنستفيد من الذكاء الاصطناعي؟!
تاريخ النشر : 2023-03-21
هل سنستفيد من الذكاء الاصطناعي؟!
رامي مهداوي


هل سنستفيد من الذكاء الاصطناعي؟!

بقلم: رامي مهداوي

منذ قترة قريبة وأنا أقرأ كل ما يقع بين يدي حول مفهوم يتسارع بتطوره بشكل كبير مع تسارع الضجة حوله، أتحدث عن مفهوم الذكاء الاصطناعي، فما هو؟ أستطيع أن أصفه بكلمات بسيطة على أنه محاكاة عمليات الذكاء البشري بواسطة الآلات، وخاصة أنظمة الكمبيوتر. تشمل التطبيقات المحددة للذكاء الاصطناعي الأنظمة الخبيرة ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الكلام ورؤية الآلة. يتطلب الذكاء الاصطناعي أساسًا من الأجهزة والبرامج المتخصصة لكتابة وتدريب خوارزميات التعلم الآلي. لا توجد لغة برمجة واحدة مرادفة للذكاء الاصطناعي.

بشكل عام، أستطيع القول بأن جميع كتابات المختصين أجمعوا على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعمل من خلال استيعاب كميات كبيرة من بيانات التدريب، وتحليل البيانات من أجل الارتباطات والأنماط، واستخدام هذه الأنماط لعمل تنبؤات حول الحالات المستقبلية.

بهذه الطريقة، يمكن أن يتعلم روبوت المحادثة الذي يتم تغذيته بأمثلة من الدردشات النصية كيفية إجراء تبادلات واقعية مع الأشخاص، أو يمكن لأداة التعرف على الصور أن تتعلم تحديد الكائنات في الصور ووصفها من خلال مراجعة ملايين الأمثلة. تركز برمجة الذكاء الاصطناعي على ثلاث مهارات معرفية: التعلم والاستدلال والتصحيح الذاتي.

هل نستطيع بحالتنا الفلسطينية أن نستفيد من كل ذلك؟ وهل لدينا المقدرة من الأساس؟ وعدد من الأسئلة الكثيرة التي أخذت أطرحها بيني وبين ذاتي، أنا لست ساذج إذا أجبت بنعم نحن أكثر شعب يستطيع الإستفادة من هذا التطور. على الرغم أنه ليس للوطن العربي نصيب الأسد من هذا التطور لكنه ليس معدوم.

 يعد الذكاء الاصطناعي مهمًا لأنه يمكن أن يمنح المؤسسات_ مهما كانت طبيعة عملها_ رؤى حول عملياتها ربما لم يكونوا على دراية بها من قبل ولأنه في بعض الحالات يمكن للذكاء الاصطناعي أداء المهام بشكل أفضل من البشر. خاصة عندما يتعلق الأمر بالمهام المتكررة والموجهة نحو التفاصيل مثل تحليل أعداد كبيرة من المستندات القانونية لضمان ملئ الحقول ذات الصلة بشكل صحيح ، غالبًا ما تكمل أدوات الذكاء الاصطناعي المهام بسرعة وبأخطاء قليلة نسبيًا.تستخدم أكبر المؤسسات وأكثرها نجاحًا اليوم الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها واكتساب ميزة على منافسيها.

من زاوية أخرى بدأنا نشعر كفلسطينيين مدى مراقبة المحتوى عبر الإنترنت، والدور المتزايد لشركات الوسائط الاجتماعية الكبيرة في تمكين ممارسة حقنا في تلقي المعلومات ونقلها عمليًا. أدى استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في تصفية المحتوى عبر الإنترنت إلى فرض قيود على المحتوى الذي ينشئه المستخدم حتى في نقطة التحميل ومكّن من انتشار المعلومات المضللة.

ثورة عالمية رابعة بدأت تدق طبولها على الصعيد العالمي وكل الكائنات الحية ستتأثر بها_ وربما الأموات!_ سيتعاملون معها بمحض ارادتهم، وأنا مقتنع على رغم إمكانياتنا الهزيلة مقارنة مع الدول العالمية وظروفنا تحت الإحتلال إلاّ أننا نستطيع الإستفادة من الذكاء الإصطناعي لترجمة حق تقرير المصير على أرض الواقع وليس بالخيال والخطابات إذا ما تم مأسسة ودراسة كيفية الإنخراط بهذه الثورة؟!