الاحتلال يقر بفشله ويبحث عمن ينوب عنه في القتل
تاريخ النشر : 2023-03-18
الاحتلال يقر بفشله ويبحث عمن ينوب عنه في القتل
خالد صادق


الاحتلال يقر بفشله ويبحث عمن ينوب عنه في القتل

بقلم: خالد صادق

رغم استخدامه للقوة المفرطة، والعنف القاتل، والهمجية العمياء، إلا أن الاحتلال الصهيوني فشلا فشل ذريعا في وقف الفعل البطولي المقاوم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ففي سلسلة اعترافات أقرّ بها العدو الصهيوني لا تدل إلا على ضعفه وعجزه أمام المقاومين, كشفت إذاعة جيش الاحتلال «العبرية» أنّ جيش العدو فشل خلال نشاط عسكري في الوصول إلى مسلحين فلسطينيين بعد تنفيذهم عمليات إطلاق نار, وأن هذا الفشل له تداعيات خطيرة تهز صورة «إسرائيل» التي رسمتها في المنطقة والتي تدل على قوة جيشها وقدرتها على استخدام اذرعه للوصول الى «المطلوبين» وقتلهم او اعتقالهم, واليوم بات الاحتلال أمم حالة العجز التي تتلبسه, البحث عمن ينوب عنه لتنفيذ مخططات الاعتقال والتصفية والوصول لمن يسميهم «بالمطلوبين», لذلك جاء اجتماع العقبة الأمني, الذي اتفق فيه جميع المشاركين على دعم خطوات لتقويض الفعل المقاوم وتحديدا في الضفة والقدس, وقيام أجهزة امن السلطة بدورها المنوط بها, بملاحقة المقاومين وتصفيتهم او اعتقالهم, وتكثيف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال, وكبح جماح الفلسطينيين ومنعهم من تفجير انتفاضتهم الثالثة في وجه الاحتلال, وقد عبر النائب الثاني في المجلس التشريعي حسن خريشه عن فشل الاحتلال في اجتثات ظاهرة المقاومة بالقول، ( جاء المسؤولون في «CIA» الأمريكي إلى المنطقة ومعهم المخابرات العربية للأسف، ومعهم وزير الخارجية الأمريكي تحت عنوان «تهدئة الأوضاع»، وهو العنوان الذي اختير لقمة العقبة؛ التي هي بالدرجة الأولي قمة أمنية، لكن الفلسطينيين افشلوا اجتماع العقبة بعملياتهم البطولية, وامام هذا الفشل تبحث «إسرائيل» التي خسرت نحو 15 قتيلا صهيونيا منذ بداية العام 2023م, عمن ينوب عنها في القتل ووأد المقاومة الفلسطينية, وانهاء ظاهرة ما اسمتها إسرائيل» «بالذئاب المنفردة» أي العمليات الفردية التي نفذها فلسطينيون بشكل غير منظم, وبأسلحة بدائية كسكين المطبخ, او سلاح قديم وكبدت الاحتلال خسائر بشرية كبيرة.

العام 2023م وفق الخطة الإسرائيلية هو عام تصفية المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وهو العام الذي وصفه الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أليف صباغ، عام تيئيس الشعب الفلسطيني وإحباطه وجعله يقبل بكل ما يعرض عليه» وأضاف صباغ في حديثه لـ»عربي21»: «وفق النظرية الإسرائيلية، فإن هذا يتطلب تعاونا عربيا مع «إسرائيل» وأيضا تعاون السلطة الفلسطينية مع «إسرائيل»، كي لا يبقى للفلسطينيين أي مجال إلا بقبول حكم ذاتي وليس حكما ذاتيا واحدا، بل بكانتونات يمكن أن تكون مترابطة مع بعضها البعض, ويمكن ألا تكون.. مع القبول بالاحتلال الإسرائيلي إلى الأبد».. «إسرائيل» طلبت من الاتحاد الأوروبي عدم التدخل في شؤونها الداخلية، في وقت يزداد فيه صخب الاحتجاجات ضد الحكومة في تل أبيب، والتصعيد الذي تشهده الضفة الغربية, وطالب ما يسمى بوزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين الاتحاد الأوروبي بعدم المقارنة بين «الهجمات الفلسطينية وما اسماهم «بالضحايا الإسرائيليين» وأعمال الجيش ضد المهاجمين الفلسطينيين», وقال كوهين، بحسب نص بيان الخارجية، «تدخل الاتحاد الأوروبي في السياسة الداخلية الإسرائيلية وتمويل الفلسطينيين يجب أن يتوقف», وهذا معناه ان الاحتلال ماضٍ في سياسة التصعيد والقتل الممنهج, وزيادة أدوات وأساليب القتل, واستخدام السلطة وأجهزتها الأمنية لتحقيق غايتها المعلنة بتصفية المقاومة في الضفة الغربية المحتلة, وبدأت ظواهر قمع السلطة بالاعتداء على جنازات الشهداء الذين استشهدوا برصاص الاحتلال الصهيوني في موقف مخزٍ وفاضح وغير مسبوق, لكن أجهزة امن السلطة تحاول تصدير هذه الصورة حتى تهدم الحاجز النفسي بينها وبين الشعب الفلسطيني الذي يجرم هذا الفعل «الشاذ» لأناس محسوبين على المجموع الفلسطيني, وهى تريد ان تثبت لإسرائيل والإدارة الامريكية انها ملتزمة بأجندة القمع والقتل التي كلفت بها, وانها قادرة على التحكم في الميدان, وانها جديرة بثقة الإسرائيليين, لذلك يجب الحفاظ عليها ممن ينادون بطردها من الضفة.

لم تتوقف مساعي «إسرائيل» لاستخدام السلطة كبديل للقمع واجهاض المقاومة بالقوة, انما دفعتها الى خيار ثانٍ فيه خداع وتضليل لفصائل المقاومة الفلسطينية, حيث كلفت قادة السلطة بعقد اجتماع في جنين مع ابرز قيادات الفعل المقاومة وبدعوة كافة فصائل المقاومة لهذا الاجتماع, والخروج بوثيقة لاحتواء الفعل المقاوم وترويضه مقابل امتيازات شخصية, وانخراط للعمل في الأجهزة الأمنية, لكن هذا الاجتماع الذي عقد السبت الماضي 11/مارس فشل فشلا ذريعا, حيث رفضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي المشاركة فيه, وقاطعته أبرز الشخصيات الوطنية الفاعلة في جنين, أما الشخصيات التي رعته وأرادت انجاحه فهي شخصيات معروفة مواقفها المعادية للمقاومة, والمؤيدة للتنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني, من أمثال عزام الأحمد وتوفيق الطيراوي الذي يعتبر من المؤسسين للتعاون الأمني مع الاحتلال، فقد ساهم في تأسيس جهاز المخابرات العامة عام 1994 وترأسه لاحقًا لفترة, اما عزام الأحمد فهو معروف بإفشاله لكل جلسات المصالحة الفلسطينية, ومواقفه المتشددة إزاء حماس والجهاد الإسلامي, لذلك فشلت وثيقة جنين, كما فشل اجتماع العقبة الأمني, وبقى الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة صاحب الصوت العالي والكلمة الفصل, ولا يستطيع أحد أن ينوب عن الشعب الا مقاومته فقط.