قمة شرم الشيخ امتداد لقمة العقبة لن تحقق التهدئة ويخشى من تداعياتها
تاريخ النشر : 2023-03-18
قمة شرم الشيخ امتداد لقمة العقبة لن تحقق التهدئة ويخشى من تداعياتها
علي أبو حبلة


قمة شرم الشيخ امتداد لقمة العقبة لن تحقق التهدئة ويخشى من تداعياتها

بقلم: المحامي علي أبو حبلة

رغم الممارسات التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني في  التصعيد الإسرائيلي باستباحة الدم الفلسطيني وسياسة القتل اليومي والتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي لصالح الاستيطان .. فإن قرار السلطة الفلسطينية المشاركة يثير الجدل مجددًا بين القوى والفصائل الفلسطينية  بـ”موافقتها المبدئية” على المشاركة بقمة شرم الشيخ المقبلة بحضور إسرائيلي ومصري وأردني وأمريكي.

فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن اتصالات تجري في الأيام الأخيرة من أجل ترتيب قمة أمنية جديدة في شرم الشيخ المصرية على البحر الأحمر، على غرار قمة العقبة الأردنية، بمشاركة إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، والأردن، والولايات المتحدة، ومصر.

وذكرت أن "هذه المساعي تصب في إطار مضاعفة الجهود من أجل تخفيض التوتر في الأراضي الفلسطينية قبل حلول شهر رمضان والأعياد اليهودية".

إن "مؤتمر العقبة  الأمني، وغيره من المؤتمرات السابقة لم تحقق أي تقدم أو اختراق في مسار عملية المفاوضات، وإن ما أقدمت عليه ميليشيات وعصابات المستوطنين بحرق حواره ومطالبة سومتيرش " بمحو حوارة" وتقدم ايتمار بن غفير ميلشيات وعصابات شبيبة التلال بحماية قوات الاحتلال بالهجوم على حواره استنساخ للجرائم التي ارتكبتها عصابات الهاجناه في أربعينات القرن الماضي وتأكيد على أن حكومة الائتلاف اليميني غير معنية بالتهدئة واقتحاماتها المستمرة وارتكابها لجرائم القتل دليل وتأكيد على عبثية مثل هذه الاجتماعات  التي تستغلها حكومة نتنياهو للتغطية على  جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وتتنكر  لحقوق الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل التي شرعتها الشرعية الدولية وتعتبر المقاومة الفلسطينية ارهاب وتحاول اضفاء الشرعيه على جرائمها.

إن قمة شرم الشيخ هي امتداد لقمة العقبة وهذه القمم ثبت عقمها وهي تأتي "للتماهي مع السياسة الأمريكية الواضحة التي تميل نحو تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية دون ضغط على حكومة الاحتلال، لوقف أعمالها الاستفزازية وجرائمها المتمثلة بالاجتياح والقتل والتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتدنيس حرمة المسجد الأقصى، وأن "التهدئة بوجهة النظر الأمريكية والاسرائيلية تذهب باتجاه ردة الفعل الفلسطينية على الجرائم الإسرائيلية ووقف أي إجراءات لملاحقتها عبر المنابر الدولية ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وتمكين الاحتلال ومستوطنيه في فعل ما يشاء على الأرض من التوسع الاستيطاني، واقتحام المسجد  الأقصى، والمعادلة واضحة باتجاه الضغط  على السلطة الفلسطينية في معادله غير متكافئة وانعكاس لسياسة الكيل بمكيالين.

ما بعد قمة "العقبة"وشرم الشيخ  لن يتغير شيء،  وما بات يعرف بدولة " يهودا والسامره " التي أصبح حاكمها الوزير الصهيوني المتزمت والفاشي  "بتسلئيل سمرتريطش" وزير المالية ووزير في وزارة الجيش، تتشكل قانونيا بعد كل الصلاحيات التي منحت للحاكم الجديد للضفة الغربية والذي سيسرع عمليات الاستيطان والهدم وسيشرع قانونيا العصابات الاستيطانية ك "شبيبة التلال" وغيرها لتصبح الجيش الجديد لدولة "السامرة"، ويساعده حاكم "القدس" وزير ما يسمى الأمن القومي "بن غفير" والذي يعيث خرابا وتدميرا ضد ممتلكات  الفلسطينيين المقدسيين وهدمها بحجة عدم الترخيص ويمارس سياسة ترحيلهم، إن دولة المستوطنين والتي تفرض أجندتها الآن على حكومة  الاحتلال اليمينية الفاشية، لاحقا ستقود كل الدولة وسوف تتشكل "إسرائيل" الجديدة التي تحدث عنها الصحفي الأمريكي اليهودي "توماس فريدمان"، وما تحاول الولايات المتحدة عمله بعد فشلها  في "العقبة" أن تنجح في شرم الشيخ بما سيؤسس لذلك، لأن الحل الحقيقي لمواجهة هذه الحقيقة هو سياسي وليس أمني، ومن يريد تهدئة وإنهاء الاحتلال حتى لو تدريجيا فيكون عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومعاقبة حكومة اليمين المتطرف التي تُدمر دولة "إسرائيل" الحالية داخليا عبر ما يسمى "الإصلاح القضائي" وفي نفس الوقت تُدمر آي إمكانية لبقاء مفهوم الدولتين كحل ممكن.

وهنا تبرز أهمية السؤال؟ ما قيمة قمة شرم الشيخ الأمنية بغياب الحل السلمي وما جدوى الحضور الفلسطيني وحكومات الاحتلال تحارب السلطة الفلسطينية وتحاصرها وما هو دور الوسيط المصري والاردني وهم عاجزون عن حماية الشعب الفلسطيني والزام  حكومة الاحتلال لاحترام الاتفاقيات الموقعه مع منظمة التحرير الفلسطينية والاذعان لقرارات الشرعية الدولية والاقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتقيد بقرار مجلس الأمن ٢٣٣٤ الذي يعتبر الاستيطان غير شرعي ووقف التعرض للمقدسيين وهدم بيوت المقدسيين ووقف استباحة الدم الفلسطيني.

وما فائدة الاجتماعات التي تعقد بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين قبل قمة شرم الشيخ وحمام وشلال الدم الفلسطيني لا يتوقف، وهل حضور قمة شرم الشيخ يبقى من باب واجتهاد سد الفراغ بحيث باتت الاجتماعات الأمنية شماعة لجرائم الاحتلال بحق شعب أعزل لا يملك سوى إرادة الثبات والصمود ومل سياسة الوعود وسياسة الكيل بمكيالين وعبثية المفاوضات وغياب أي رؤيا للحل السياسي وتدمير رؤيا الدولتين وبات الشعب الفلسطيني يخشى من تداعيات هكذا اجتماعات هدفها فلسلطنة الصراع وتكريس الاحتلال وفق المخطط الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني.