رحيل الصنوبر
تاريخ النشر : 2023-03-08
رحيل الصنوبر

بقلم: الشاعر عرفان أبو منيفه

في البداية ظننته حصان
لڪن عندما تأملته أكثر
سقط السيف أشجان.
ڪنا نلهو أنا والقطة
نصنع من الرقصة أغصان.
ذهب أبي للعمرة
وعاد زهرَ رمان.
الطير لم يڪن حزينا؛
لأن ريشه المُبتَل
ڪان سِبحة إيمان.
أحمد يسألني لم تعد تكتب أشعارا
وسارة تجيب : لقد غيَّر العنوان؛
الباب مغلق
في الرحيل
الباب مفتوحٌ
في الرحيل.
أنا الحامل حربة
العَلَم
لمدرسة الغلمان.
في البعيد البعيد
تلهث أنوار المركبات
نجوم الذكريات
والجارة الصديقة، تصيح
أصحيح، أنكم عدتم؟
لا، لم نعد
لا، لن نعود
في البعيد البعيد نختفي
في آن من الأوان.
وسارة تقول لي : مذكرتي قد امتلأت
ولم يعد لوصف رحيل الصنوبر مڪان،
لم يعد الطائر
فقالوا أنهم قد رأوه، على حائط سجن
أو أنهم رأوه في حلم
أو أنهم قد سمعوا تغريده همسا،
إبان ذات بعد
وقالوا أنهم أحبوه
كَسَيِّد مجنون، لايرضى، أن يُهان
حتى من ظل الريح.
أحبوه كَحِصان ذاهب في الضوء
في دموع صبي.
تأخرت عن أمسيات الجُمع
والقُبل
ومرويات الحوش
ذات البساطة الناعسة
وشجرة التوت التليدة
الغربية
لا أحد يريدها
والكل يجلس في حضنها.
تأخرت عن نعناع حارتي
وجارتي
وأنفاس الصِّبية اللاهثة، خلف الكرة
تأخرت عن النسيان،
يصحبني الى المصحة،
ويتشاجر مع موعد الزيارة،
والنهايات التي لاتنتهي،
وتشابه الاقلام.
***********
سلم الرسالة وعد
قالت وريثة الصبر!
سلم الرسالة وعد!