هي سدرة المنتهى
تاريخ النشر : 2023-02-15
هي سدرة المنتهى

بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

هي سدرة المنتهى
من هدأة المساءِ حتى نسمةِ الفجرِ
نحَّيْتُ كلَّ شيءٍ.. كلَّ شيءْ -
وضعتُ رسمَها في صالةِ الصدرِ
فنمتُ ليلةً سعيدةً كضحكات الصغارْ..
أريد أن يكون مُفرحاً هذا النهارْ..
أريدهُ أن يكونَ صافياً بلا غُبارْ..
علّقتُ رسمها على القلاعِ
والسهولِ والشجَرِ..
لا أريد أن أرى سوى أنوار وجهها
تضيء دربي _
من ضفة النهر حتى شاطئ البحرِ.
**
لكي ترتاحَ نفسي،
نحَّيْتُ كلّ شيءٍ.. كلَّ شيءْ –
لرسمها دوْرٌ في كل أمرِ
هي التي، أينما كانتْ،
تفوحُ حولي دائماً
كنفحةِ الطيبِ والعطرِ..
أرى أنوارَ وجهها ليلاً
حينما تروم عيني دارةَ البدرِ
وإن خَفضْتُ عيني
رأيتُ ظِلَّها المضيءَ
في صفحة النهرِ..
**
لا شيءَ يخطفُ العيونْ..
لا شيء يقرعُ الأجراسَ
عند أبواب الفؤادْ..
هي الحياةُ التي أريدُ أن أحيا..
لا طعم للحياةِ
إن لم أعش لأجلها..
لا أريدُ أن أرى شيئاً
لا تراهُ عينُها..
هي السماءُ التي
عطِشتُ دون غيثها..
لا أرى كل الجَمالِ الذي
في الأرضِ والسماءِ
إلا كظلِّ حُسنها..
**
لا شيء ينعشُ الحياةَ مثلها..
فهي في العروقِ نبضُها
وفي العيون نورُها..
وفي الحديقةَ الغنَّاءِ
زهرُها ووردُها..
وفي مفاتن الأيامِ
حلوُها وملحُها..
وعندما تتِمُّ دورةُ الحياةْ -
سيستمر الوصالُ بيننا..
أنا في نعيم أفيائها،
وهي سدرةُ المنتهى.