حوار مع الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة الفلسطيني الأسبق
تاريخ النشر : 2023-02-09
حوار مع الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة الفلسطيني الأسبق
الدكتور رياض الزعنون


حوار مع الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة الفلسطيني الأسبق

أجرى الحوار الصحفي: عبد الحكيم أبو دقن

س/ ما أهمية هذا الكتاب الجديد الذي يقوم بتأليفه الكاتب نعمان فيصل؟ وماذا يمكن أن يضيف للمجتمع الفلسطيني من معلومات جديدة عن القضية الفلسطينية، وعن حياتك، وعن المجتمع الذي عايشته طوال الفترة التي مضت؟

أجاب: في حقيقة الأمر أن الأخ الصديق نعمان فيصل أجرى معي حوارات طويلة، وسجل بقلمه رحلة وزارة الصحة طوال ثماني سنوات من اضطلاعي بمسؤولية الوزارة، ولكن، على مدى عامين، كان الأخ نعمان يلحّ بأنه حتى يكتمل هذا العمل يجب أن يرفقه بما شاركت فيه من جهد سواء أكان في المقاومة أو في إنشاء جمعيات المجتمع المدني أم من خلال التعاون مع الهلال الاحمر الفلسطيني من أجل إنشاء المجلس الصحي، لعمل تحضيرات لاستلام مسؤوليات الصحة، وكل هذه التحضيرات أجريت في خارج فلسطين، حيث كانت غزة محتلة، والهدف من هذا كله الاستفادة من التجارب والخبرات التي تراكمت خلال هذا المشوار النضالي الطويل، وحتى يقرأ هذه التجارب إخواننا وأبناؤنا، وليعلموا بأن هذا الذي يرونه الآن من عيادات ومستشفيات ومراكز رعاية أولية، وما يرونه من أجهزة ومعدات كان نتيجة عمل متواصل طويل النفس سبق انسحاب اسرائيل من قطاع غزة. كما، ونأمل أن يحقق هذا الكتاب فائدة لمن يقرؤه، وأن يحصل منه على الفائدة المرجوة، فيأخذ منه ما يراه صالحاً، وتكتمل به مسيرة الإنجازات جيلاً بعد جيل.

س/ ما هي أهمية توثيق حياة الشخصيات الفلسطينية المناضلة في كل مجال؟

أجاب: أهمية مثل هذا الكتاب تكمن في أن التجارب والخبرات لا بد من ذكرها لتخدم في النهاية ذاكرة الشعب الفلسطيني، وهذا العمل مهم للأجيال القادمة، للتواصل فيما بينها، وليكمل بعضها بعضاً، وأيضاً، يمكن للأجيال الشابة من اكتشاف مواضع الخلل لتجنبه مستقبلاً، ومن المعروف أن المناضلين كثر، ولكن أكثرهم لم تتحدث عن نفسها، لأنها لا تريد أن تمدح نفسها، أو تمجد عملها، ومعظم هذه الكوادر ترغب في أن يظل عملها سرياً، وليس علنياً.

بالنسبة للأخ الكاتب نعمان فيصل فهو قبل كل شيء صديق ومحل ثقة عالية، وهو دقيق وأمين علمياً على كل ما يقع في يده من وثائق ومستندات، وفضلاً عن حرصه، فهو يمتاز بأن عنده شغف، واستقصاء للسير، فمثلاً عندما تناول الكاتب نعمان فيصل سيرة المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي تناولها بطريقة علمية فردية، فهو استطاع أن يقدم للأجيال الفلسطينية كما لم يفعل أحد عن سيرة الدكتور حيدر عبد الشافي ومسيرته الطويلة، كل هذا شجعني على ألبي طلبه بالحديث عما مررت به من حوادث وتجارب وخبرات، سواء في مجال وزارة الصحة، أو في مؤسسات المجتمع المدني التي خدمت فيها: مثل مجلس أمناء جامعة الازهر، وجمعية أصدقاء المريض، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، هذه التجارب قد تكون في رأيي مفيدة ونافعة لمن يقرؤها من الاجيال القادمة.

س/ ما هي رسالتك الأخيرة للكتّاب وللشعب الفلسطيني بصفتك أحد الذين عايشوا كل العصور؟

أجاب: أنا أتمنى على إخواني وأبنائي من أفراد الشعب الفلسطيني أن يكونوا على ثقة بأن شعبنا يملك قدرات خلاقة في مجال التخطيط والتنفيذ، وقدرات أخرى في المبادرة والتفوق، وأنه يستطيع أن يبني مؤسساته ودولته إن شاء الله طال بهم الزمان أم قصر