أين أنتم ونحن نحتضن الموت تلو الموت
تاريخ النشر : 2023-02-08
أين أنتم ونحن نحتضن الموت تلو الموت
خالد صادق


أين أنتم ونحن نحتضن الموت تلو الموت

بقلم: خالد صادق

ستة شهداء ودعهم شعبنا الفلسطيني بالأمس خمسة منهم استشهدوا في مجزرة أريحا والسادس استشهد في نابلس, وعشرات الإصابات بعضهم إصابات حرجة وخطيرة ويمكن ان يعلن الاحتلال عن استشهادهم في أي لحظة, وحملة اعتقالات مسعورة حيث يزج بمئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون بحجج وذرائع واهية, كل هذا يحدث ولم نسمع كلمة إدانة واحدة, اللهم إلا السلطة تطالب برعاية دولية لحماية شعبنا كما يقولون, كأننا نريد أن نستدعي استعمارا آخر لبلادنا, وهل الحماية الدولية يمكن أن تحمي شعبنا من جرائم «إسرائيل» وهل المجتمع الدولي اتخذ يوما قرارا فعليا يدين إسرائيل ويحاسبها على جرائمها, لكن السلطة ستبقى دائما تغرد خارج السرب ولا تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني, ولا تريد أن تخرج من عباءة السلام البالية, وستبقى دائما فاقدة لكل أوراق القوة التي بيديها, واهمها ورقة الشعب الفلسطيني الذي يمكنه أن يتحدى الاحتلال ويوقف اطماعه ومخططاته العدوانية, لكن السلطة لا تثق في قدرة الشعب الفلسطيني لأنها تعيش مرحلة انهزامية غير مسبوقة عبر عنها رئيس السلطة محمود عباس بالقول «نحن مؤمنون بالسلام وهو خيارنا الاستراتيجي الذي لا بديل عنه، ولا أريد انتفاضة ثالثة، وأكره العنف والأعمال المسلحة, فهي لن تحقق لنا شيئا وقد اعادت قضيتنا الفلسطينية مائة سنة الى الوراء» هذه اللغة الانهزامية جعلت «إسرائيل» ترتكب المجازر ضد الفلسطينيين الم يقل رئيس السلطة ان من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها, و»إسرائيل تقول اليوم وهي ترتكب المجزرة تلو الأخرى انها تدافع عن نفسها, كما انها وهى ترتكب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني تزور السودان والامارات والبحرين والمغرب, فقد جعلت من قتل الفلسطينيين عادة يتقبلها البعض وينظر إليها على أنها دفاع عن النفس.

ونحن نحتضن الموت تلو الموت ننظر حولنا, نبحث عن نصير يحاسب «إسرائيل» على جرائمها, يوقف تلك المجازر التي ترتكبها تارة في جنين, وتارة في نابلس, وتارة أخرى في اريحا, وكأنه قدرنا ان نبقى تحت مقصلة القتل الصهيوني دون ان يسمع صراخنا احد, عندما قام الشهيد خيري علقم بعمليته البطولية وقتل سبعة من المجرمين الصهاينة وأصاب عشرة اخرين, ضج العالم وانتفض لنصرة «إسرائيل» رغم ان العملية جاءت ردا على مجزرة الاحتلال في جنين وراح ضحيتها عشرة فلسطينيين, الكل اختبأ وغض الطرف عن هذه الجريمة وكأنها لم تحدث, وعندما رد الفدائي البطل خيري علقم استفاقوا دفعة واحدة وبدأنا نسمع الإدانة والشجب والاستنكار, وان من حق إسرائيل ان تواجه الإرهاب أينما كان وبالكيفية التي تريد, فعملياتنا إرهاب, اما مجازهم ومذابحهم ضد شعبنا الفلسطيني فهي دفاع عن النفس, دولة الإمارات العربية المتحدة سارعت حينها الى ادانة عملية القدس وقالت في بيان لها رسمي باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي « الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية». وأعربت الإمارات عن تعازيها لحكومة الاحتلال و»شعبها الصديق». وتابعت: «كما نواسي أهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين». كما أدانت كلاً من السعودية والأردن ومصرو تركيا العملية، مؤكدين على ضرورة وقف التصعيد وتجديد عملية السلام وإنهاء الاحتلال، اما الخارجية السعودية فقالت «المملكة تدين أي أذى للمدنيين وتؤكد على ضرورة وقف التصعيد وتجديد عملية السلام وإنهاء الاحتلال» لقد هالهم هذا الفعل المقاوم وأزعجهم.

فلا غرابة أن نسمع أن هناك من الرسميين العرب والمسلمين, من يستدعي الاحتلال ويقويه على شعبنا ومقاومته, ويدعوه إلى استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين وهذا ما عبرت عنه وسائل اعلام عبرية ابان عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة, حيث اعتبرت الدول العربية ان القضية الفلسطينية أصبحت عبئا ثقيلا عليها, وانه يجب الخلاص منه بأي شكل كان, وان «إسرائيل» حقيقة وواقع يجب التعامل معه وإقامة العلاقات والتحالفات لمواجهة أعداء العرب وإسرائيل على حد سواء, بعد أن أصبحت «ايران» هي العدو المشترك «لإسرائيل» وبعض الأنظمة العربية, لأنها تقف الى جانب الحقوق الفلسطينية, وتقوم بدعم المقاومة بالمال والسلاح بعد ان تخلى عنها الجميع, وتركوها تواجه اقدارها وحدها, بعيدا عن الدعم والمساندة العربية الرسمية, لذلك غابت الأصوات الشاجبة والمستنكرة لمجزرة مخيم عقبة جبر بمدينة اريحا, وغض العالم الطرف عن جريمة «إسرائيل» وكأن شيئا لم يكن, ولكن عندما يتحرك فدائي فلسطيني بسكينه أو بسلاحه للرد على هذه المجزرة, سيضج العالم مجددا, وستخرج الادانات والشجب من وزراء الخارجية العرب دفاعا عن إسرائيل المجرمة, تأكيدا على الانحياز السافر لها, ورفضا لاي فعل فلسطيني مقاوم ضدها, رغم ان الفعل المقاوم مكفول للدول التي تحتل ارضها وفق كل القوانين والأعراف الدولية, ووفق كل الديانات السماوية, لكن هناك من الرسميين العرب من يجد مصلحته مع «إسرائيل» وانها ستحميهم من الأعداء, دون درايتهم بأن ان «إسرائيل» لا تستطيع حماية نفسها, ولا تخوض معارك منظمة, انما تستخدم المرتزقة والمأجورين نيابة عنها, وهى لا تتعامل مع العرب كحلفاء, بل تستخدمهم فقط لأجل مصالحها وأطماعها, فهم مجرد خزنة «لإسرائيل» لنهب خيراتهم وثرواتهم فهلا تعقلون.