همسة مجتمعية من قلبي
تاريخ النشر : 2023-02-07
همسة مجتمعية من قلبي
د. أحمد لطفي شاهين


همسة مجتمعية من قلبي

بقلم: د. أحمد لطفي شاهين

في الحياة الدنيا أشياء كثيرة لا تُشترى بالمال، ولا تعوضها كل ثروات الأرض كالصحة والسعادة والصداقة المخلصة والعشرة الجميلة والحب الصادق والأمان والتفاؤل والاطمئنان النفسي وراحة القلب والضمير..

هي أشياء لا تُشترى

يقال أن من تشعر به.. يشعر بك أيضاً، لغة الأرواح لا تخطئ ابداً وهذا صحيح.

لذلك:

لا تحاول تغيير أحد، وابحث عن الأرواح التي تشبهك منذ البداية.. ولا تصدق كذبة (لهفة البدايات) فالمحترم والمحب الصادق يبقى كذلك للنهاية.. أما العابث فهو من يتغير ويتردد ويتراجع لأنه لا يعرف اصلا قيمة العلاقة مع روح اقتربت من روحه حد الاقتران وتذكّر دائماً أن كل شيء له فرصة ثانية الا الثقة.. حيث هنا تنتهي القصة للأبد ..  فالثقة هي جوهر الحياة.. ومهما يحصل معك من مواقف وانكسارات للقلب وخذلان للروح.. لا تحزن .. واياك والحُزن المستمر.. لأنه لا احد يستحق.. ولأن الحُزن المستمر يُميت لذة كل شيء في الحياة حتى وإن كان من غير قصد.. الحُزن المستمر يقتلك ويجعلك تفقد طعم الحياة.. فلا تحزنوا وتجاوزوا عن الأخطاء.

وامدحوا واشكروا بعضكم، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تفتح بها قلوب من حولك.. تغافلوا مرة و تجاهلوا مرتان فليس كل شيء يستحق الاهتمام والتدقيق والمحاسبة.. ولا تعطوا الأمور أكبر من حجمها ولا تخلقوا المشاكل لبعضكم من العدم .. لا تحمّلوا غيركم ذنوب همومكم ومشاكلكم الخاصة..

وإن صادفت في طريقك حجراً ( مشكلة ) ارمي بها جانباً أو اجعلها سلماً تصعد عليها وتقدم للأمام.. إنها ثقافة ومهارة يجب أن تتعلموها لتنجحوا في حياتكم ..‏ ثم التمسوا الأعذار لبعضكم  حينما لا تجدوا من تعرفوا كما اعتدتم أن يكونوا .. فللنفوس آفاق ووديان.. ولعل نفوسهم في أودية غير أوديتكم... ولعل صدورهم تحوي مالا يستطيعون البوح به.. فاغسلو قلوبكم من نغزات الشيطان ووساوسه، وسوء الظن والتمسوا لأحبتكم لو عذراً واحداً من سبعين عذراً أمرنا بها حبيبنا םבםב ﷺ.. وإن لم تجد له عذرا فلابد ان تلوم نفسك كما قال םבםב ﷺ.. 

هذا إذا كنت تريد أن تحافظ على دوام العلاقة مع من تحب... لأننا نعيش أياماً تتساقط فيها الأرواح بلا سابق إنذار .. ويمكن أن نموت في أي لحظة بسبب مرض أو حادث  سير أو على يد العدو.. فأحسنوا لأحبابكم واقاربكم لأن الشوق بعد الموت لا يطاق .. ولأن الشعور بالندم بعد فوات الأوان شعور يجعلك تفقد قيمة وجودك في الحياة... ولأن قدوم الأشياء المتأخرة لن يكون مقبولاً .. فقد فات أوان اللهفة .. وإن مجيئها بعد انطفاء الشغف لن يجعلك تسامح ولن تلتفت لها مهما بلَغَت من جمال .. فللانتظار المُفرط ضريبة تم دفع فاتورتها من احتراق الدم والأعصاب.. وكما قيل وردة لإنسان وهو حي افضل من باقة ورد على قبره..

فأنت رائع حينما تتجاهل من يسيء إليك 

وكريم حين تخفف من أحزان غيرك

ولطيف حين تهتم بمن حولك وتتعاطف معهم وتجبر خواطرهم

هنيئاً.. هنيئا لمن يزرعون الحب والمودة والخير والرحمة والتسامح  محسني الظن بالله ثم بالآخرين .. الذين يعملون لما بعد الموت ويرجون رحمة الله الواسعة. لذلك لا تؤذي قلب إنسان يؤمن بالله ويتوقع الخير من الله  واحذر من فَراسة المؤمن لأن فَراسة المؤمن لا تخطيء أبدا .. فالله يلهمه تقييم الأشياء بفطرته السليمة من النظرة الأولى .. ثم تدور الايام وتثبت صحة رؤيته وتقييمه.. حتى وإن خدعته المظاهر الجوفاء لكنه اخذ بالظاهر امتثالا لاوامر الله ثم فجأة يُلفت الله انتباه المؤمن لزيف القشور الشكلية وخدعة الجمال الخارجي ويجعله يرى الجوهر الحقيقي ويبتعد عن المتقلبين المتلونين ..  ليؤدبه الله ويعلمه درساً بليغاً حتى يعود المؤمن إلى التعلق الكامل بالله فقط.

ختاما.. إن الاخلاق الطيبة هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل ،، وما أجمل أن تسير بين الناس و يفوح منك عطر أخلاقك ،،

فاجعل لنفسك عمراً ثانياً لا ينتهي بموتك.. عمراً ممتداً بأعمالك وأخلاقك وذكرك الطيب وروعة إبتساماتك ،، حتى تكون غائباً حاضراً بكل مكان مررت به،،

وإن ما يحدد ذلك أمران: 

-صبرك  عندما لا تملك شيء..   

- وأخلاقك عندما تملك كل شيء..