عِشْتَ سَوِيَّ النَّفْس
تاريخ النشر : 2023-02-05
عِشْتَ سَوِيَّ النَّفْس


عِشْتَ سَوِيَّ النَّفْسِ

بقلم: عبد الغني موعكيس - قرية با محمد - المغرب

إلى روح والدي، المرحوم بإذن ربّه تعالى، موعكيس محمّد بن الحسين بن عبد السّلام الشّركي السّنوسيّ

الّذي غادر إلى دار البقاء فجر السّادس عشر من جمادى الأولى 1444 هـ الموافق للعاشر من دجنبر 2022

ظَلَلْتُ أُمَنِّي النَّفْسَ مَا كَانَ لِي الْعِلْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

بِيَوْمٍ قَرِيبٍ مُضْمَرٍ يُورِقُ الْكَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْمُ

وَخِلْتُ الْحَيَاةَ لَا تَسُوءُ إِذَا مِنْهَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

تَجَلّتْ شِفَاهٌ لَيْسَ هَاجِرُهَا الْبَسْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَسِرْتُ تَجَلُّدِي سِلَاحِي لَدَى الْيَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأْسِ

وَخُوذَةُ حُلْمِي حِينَ يَلْتَهِبُ اللَّكْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَمَا حَلَّ ذَاكَ الْيَوْمُ يَوْمُ اِخْضِرَارِي وَاِحْــــــــــــــ

ـــتِمَالِي سُدىً غَضّاً نَتا وَذَوَى الْبُطْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَأَلْفَيْتُ دُنْيَايَ تُرَاوِغُنِي عَمْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداً

فَإِنْ لَذَّ طَعْمٌ لَا يَطِيبُ بِهَا طَعْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وإنْ لَمْ أَجِدْ لِلْأُمْنِيَاتِ لَدَى الْحُلْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمِ

مُعِيقاً فَإِنَّ فِي الْخَبَايَا لَهَا شُكْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

بَقِيتُ عَصِيّاً لَا يُصَدَّعُ لِي صَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْغٌ

وَلَسْتُ بِيَائِسٍ إِذَا شَظَفٌ غَلْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَقَدْ رَكَمَ الدَّهْرُ الْمَصَائِبَ فِي إِثْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرِ

الْمَصَائِبِ زَادَ نَارَهَا فِي الْحَشَا الزَّحْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فلمّا اِسْتَقَامَ لِي طرِيقٌ ولمْ يَلْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوِ

تَصَيَّدَ كَفُّ الْمَوْتِ حِبّاً هُوَ الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرِّمُّ

غَدَا سَالِماً مَا بِهِ دَاءٌ فَلَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمْ أَدْرِ

سِوَى وهْو يُخْفِيهِ وَرَاءَ الثَّرَى الْهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْمُ

فَعَيْنَايَ قَدْ جَرَتْ دُمُوعاً ومَا أَوْفَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتْ

وَمَا هَوَّنَ الْمُصَابَ أَنْ وَازَرَ الْقَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْمُ

بِقَلْبِي جُرُوحٌ لَا تُخَاطُ وَلَا يُجْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدِي

رَوَاءُ الْمَلَذَّاتِ وَقَدْ مَسَّنِي الْحَطْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَمَوْتُهُ أَنْطَقَ الْحِجَارَةَ يَا دَهْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُ

أمَا هَذِهِ البُكْمُ تُزَكِّيهِ وَالصُّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

وَهَذِهِ أَعْقَلُ النَّحَارِيرِ أَوْتَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارٌ

وَأَذْكَى الْأَلِبَّاءِ يَدٌ وَهُوَ الْبَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

وَهَذِهِ أَفْصَحُ الْمَزَايَا لَهُ صَحْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبٌ

وَكُلُّ فَضِيلَةٍ تَسَامَتْ لَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهُ الْأُمُّ

وَهَذِهِ نُخْبَةُ الْحَيَاءِ تُوَلِّيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ

عَلَيْهَا ولَمْ يُعِبْهُ نَقْصٌ ولَا شَنْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَمَا مِنْ شَمِيلَةٍ بِدُونِهِ قَدْتَــمَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتْ

وَفِي كُلِّ شِيمَةٍ تُرَامُ هُوَ الشَّهْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

تَخَلَّى عَنِ الدُّنْيَا رَضِيّاً بِهِ الْعُسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُ

وَمَا لِقَبِيحَةٍ هَوَتْ قَادَهُ الْغُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْمُ

تَشَبَّثَ بِالدِّين فَمَا خَالَفَ الْعُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْفَ

تَقَفَّى خُطَى الصِّدْقِ وزَانَهُ مِنْهُ اِسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

يُنَادَى محُمَدَّا فَنِعْمَ الْمُنَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادَى إِنْ

تُنَادِي تَنَالُ رِفْعَةً وَالنَّدَى يَسْمُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو

صَمَدْتُ وَمَا رَجْرَجَتِ الْحَادِثَاتُ الْعَــــــــــــــــــــــــــــــــزْ

مَ مِنِّي فَلَمَّا غَادَرَ  اِنْكَسَرَ الْعَظْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَأَلْفَيْتُ ذِكْرَيَاتِكَ الطَّاهِرَاتِ الْبِيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــضَ حَوْلِي تَخَضَّبَتْ عَلَيَّ لَهَا الْحُكْــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَصَايَا وَتَحْفِيزٌ وَمَوْعِظَةٌ تَكْفِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

إِذَا أَعْزَلاً حَاصَرَنِي كَالنَّوَى الدُّلْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَيَا أَبَتِي مَهْمَا سَرَى بَيْنَنَا بَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْنٌ

فَكُلُّ نَعِيمٍ مُغْبِطٍ دُونَكَ الْفَحْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَأَنْتَ دَوَاةٌ وَأَنَا فِي الدَّوَاةِ الْحِبْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــرُ لَبَّيْكَ إِذْ كُنْتُ فَتًى وَأَنَا دَلْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

ويَا أَبَتِي كَمْ هَدَّدَ الْأَهْلَ إِكْصَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصٌ

فَإِنْ أَنْتَ سَرَّحْتَ يَداً يَنْتَفِي الشُّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤْمُ

أَرَاكَ بِكُلِّ مَوْطِنٍ تَارَةً تَمْشِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

الْهُوَيْنَا وَتَارَةً يُرَاوِدُكَ النَّجْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

تَرَاهُ اِعْتَلَى قَلْبَ السَّمَاوَاتِ سَمْحــــــــــــــــــــــــــــاً دُو

نَ حِرْصٍ فَتُبْلِي لَا يُعَاكِسُكَ الْعَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزْمُ

مَحَارِيثُ فِي جَوْفِ التُّرَابِ لَهَا رَعْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدٌ

وَفَوْقَ الرَّوَابِي وَالسُّهُولِ لَهَا رَسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

مَنَاجِيلُ تَحْتَشُّ الْحَشَائِشَ تِرْيَاقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

لِكُلِّ خَمِيصٍ يَتَخَلَّلُهَا الضُّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْمُ

وَزَيْتُونَةٌ زَفَّ الْجَفَافُ لَهَا حَتْفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

فَشِدْتَ لَهَا حَوْضاً إِلَيْهِ صَبَا الْيَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

وُرُودٌ تَحَاشَاهَا نَسِيمٌ فَجِئْتَ تُوَاسِيهَـــــــــــــــــــــــــــــــا

فَآبَتْ لَهَا عِطْرٌ وَأَغْصَانُهَا رُخْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

تَكَادُ النَّبَاتَاتُ تَظُنُّ الرَّدَى عُقْبَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

فَتُعْمِلُ مِعْوَلاً فَحِيلاً فَلَا زُهْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَتَبْتَسِمُ الْأَرْضُ وَقَدْ رَأَتِ الْبُشْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَى

وَطَالَعَهَا الْخَيْرُ حَرِيُّ بِهِ الْكَتْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

تَعِيشُ الْبَرَايَا بِالْمَكَاسِبِ تَغْتَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُّ

وَأَنْتَ بِهَا الهَازِئُ أَجْذَلَكَ الصَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْمُ

عَزَفْتَ عَنِ الدُّنْيَا فَمَا غَرَّكَ الْمَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالُ

وَلَا هَمَّكَ الْعُمْرانُ أَوْ غَاظَكَ القُشْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ 

قَنُوعٌ بِمَا لَانَ، سَمِيحٌ وَإِنْ ضُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَّ     

عَفُوٌّ وَإِنْ لَهُ اِقْتِدَاراً حَنَا الْقَضْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ   

رَأَيْتَ بَنِي آدَمَ يَسْعَوْنَ لِلْمَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالِ

فَحَوَّلْتَ عَنْهُ الْعَيْنَ مَا غَرَّكَ اللَّقْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَلَا طَابَ لِلْمَالِ لَدَيْكَ سَنَا طِيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبٍ

وَلَا مِنْهُ يَوْماً فِيكَ قَدْ أَفْلَقَ النّغْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ  

وَعِشْتَ سَوِيَّ النَّفْسِ لَا حَاقِداً كُرْهــــــــــــــــــــــــــــــــاً

وَلَكِنْ مُصَافٍ تَسْتَقِيمُ لَهُ النُّعْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

إِذَا اِمْتَلَأَ الْكَفُّ نَوَالاً وَلَوْ قَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلَّ

تَفَوَّقَ جُوداً وَاِجْتَدَاهُ النَّدَى الَغَيْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

يُرَاوِدُ بَابَهُ الَّذِي قَدْ عَلَا يُسْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراً

فَيَرْجِعُ ذَا لَحْمٍ يُزَيِّنُهُ الرَّعْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَيَطْرُقُ بَابَهُ الْفَقِيرُ يَهَابُ الرَّفْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــضَ لَمَّا أَعَادَهُ الْغَنِيُّ بِهِ الْقَصْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَيَلْقَى رَحَابَةً يَضِيقُ بِهَا الْكَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْنُ

وَلِيناً وَإِرْهَافاً إِلَيْهِ صَبَا الْعُطْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

حَيِيتَ نَقِيراً فَارِغَ الْجَيْبِ وَالْكَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفُّ

مَدِيدٌ، ضَعِيفاً مَا يُخَوِّفُكَ الدَّقْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

صَدِيقُ الْجَمِيعِ وَالْفُؤَادُ مِنَ الْبُغْـــــــــــــــــــــــــــــــــــضِ

بَرِيءٌ فَلَا حَرْبٌ تُذَكَّى وَلَا خَصْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَرُوحُكَ طِيبٌ قَدْ سَرَى طَالِباً خُلْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداً

بِدَارِ الْبَقَاءِ مَا يَحُومُ بِهَا وَصْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَقَلْبُكَ أَنْقَى مِنْ بَيَاضٍ كَسَا الثَّلْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجَ

تَخَطَّى الْمَهَاوِي مَوَّهَتْهَا الذُّرَى السُّحْـــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَمَا خَالَطَ البُطْلَ وَمَا نَالَهُ الشَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرُّ

فَصَحَّ الذَّكَاءُ الْقُحُّ وَاِكْتَمَلَ الْفَهْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَنِعْمَ الْكِسَاءُ كُسْوَةُ الصِّدْقِ وَالْحَـــــــــــــــــــــــــــــــــقِّ

تُجَمِّلُ كُلَّ فَاحِشٍ سَنَّهُ الْعُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْمُ

بِهَا لُذْتَ فِي الصَّوَابِ لَا تَدَّعِي نُضْجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

إِذَا النَّاسُ بَاهَتْ أَنْتَ لَازَمَكَ اللَّجْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَمَا اِنْشَغَلَ الْفُؤَادُ عَنْكَ وَقَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْ أَلَّ

أَيَنْسَى الَّذِي اِسْتُأْصِلَ مِنْ فَمِــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ الإرْمُ

وَكُلُّ بَلِيَّةٍ بِذِي الْأَرْضِ لَا  تَبْقَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

وَلَكِنَّهَا فَحْصٌ لِكُلِّ التُّقَـــــــــــى عَجْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

لَدَى الْمَوْتِ كُلُّنَا سَوَاسِيَةٌ عَجْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزاً

يَمُوتُ الشَّحِيمُ وَالَّذِي لَدَّهُ الشَّحْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَفِي الْمَوْتِ دَرْسٌ لِلصَّغِيرِ وَلِلشَّيْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخِ

بِأَنَّ الْحَيَاةَ كِذْبَةٌ عَيْشُهَا الْوَهْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

زَوَالٌ يَلِيهِ بَعْدَ كُلِّ زَوَالٍ زَحْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــلُ، مَا دَامَ إِنْسٌ قَبْلَنَا وَلَا بَقْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَلَا سَوْفَ تَبْقَى رَوْضَةٌ أَوْ يُرَى دَوْمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

عَلَى الْأَرْضِ عُرْبٌ أَوْ بِهَا يَخْلُدُ الْعُجْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

إِذَا جَاءَ مَوْعِدُ الرَّحِيلِ فَلَا مَطْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلٌ

وَلَا يُفْلِحُ الْكَلَامُ أَوْ يَنْفَعُ الْوَجْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَلَا يَجِدُ الْمَرْءُ شَفِيعاً وَلَا عَوْنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

عَدَا أَنْ يَكُونَ كُلُّ خَيْرٍ هُوَ الطَّقْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فلا عُدَّةٌ تُرْضِي الْمُسَافِرَ لِلَّحْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدِ

سِوَى أَنْ يَكُونَ قَدْ أَجَمَّ الْحَبَا الرَّقْــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَلَوْلَا عَذَابُ الشَّوْقِ بَعْدَ فِرَاقٍ والْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــفِرَاقُ كَرُمْحٍ نَافِذٍ بِهِ الْحَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْمُ

لَكَانَ بكاء القادمين هُوَ الْحـَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقُّ

وَكَانَ بُكَاءُ الرَّاحِلِينَ هُوَ الْجُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْمُ

فَهَذِهِ مَيْدَانُ عَنَاءٍ بِلَا حَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدٍّ

وَتِلْكَ بَسَاتِينُ اِرْتِخَاءٍ لَهَا رُحْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَمَا مِنْ مَكَانٍ لِلْإِقَامَةِ قَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْ دَامَ

لِحَيٍّ فَكُلُّ أَمَاكِنِ الْحَيَاةِ هُنَا بَجْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

سِوَى الْقَبْرِ أَبْقَى وَالْحُبُورُ  لـــهُ الــــــــــــــــــــــــــــــــــرِّدْفُ

فَلَا مُتْرَفٌ يَعْلُو وَلَا الْعَوَزُ  الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذَّأْمُ

رَحَلْتَ مُبَاغِتاً وَعَمَّرْتَ مَغْمُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوراً

تَوَخَّاكَ إِنْصَافٌ وَخَاصَمَكَ اللَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْمُ

جَلَبْتَ الرِّضَا حَيّاً وَأَسْعَدْتَ مَغْمُومـــــــــــــــــــــــــــــــــاً

فَلَمَّا تَوَفَّاك الْإِلَهُ طَغَى الْغَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

رَعَيْتَ الْبَرَاعِيمَ هَزِيلاً فَمَا قَصَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْ

تَ  وَالدَّهْرُ شَاهِدٌ فَأَفْضَالُكَ الدُّسْــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

يُنَازِعُكَ الْبَحْرُ  عَطَاءً فَتَعْلُو فِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

الْمَرَاتِبِ أَوْحَداً هَمَى جُودُكَ الْجَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

بِدَارِ الْبَقَاءِ طِبْ مُقَاماً وَعِشْ نَسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراً

فَلَا نَكَدٌ وَلَا يُطَارِدُكَ الْهَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

تَرَى الْحُلمَ وَاقِعاً وَكَمْ هَا هُنَا شِئْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتَ

الْأَمَانِي فَأُجْهِدْتَ سُدىً وَاِنْطَوَى الْحُلْـــــــــــــــمُ

وَمَا كَانتِ الْأَحْلَامُ عِنْدَكَ مَالاً بَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلْ

بُلُوغَ مَكَاَنةٍ بِهَا يُدْحَرُ الظُّلْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَطُوبَى الْمَغَانِمُ الْبَتُولُ أَتَتْ طَوْعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

رَضِيتَ فَأُرْضِيتَ وَسَاغَ لَكَ الْغَنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَذَاتَ زَمَانٍ نَلْتَقِي يَا أَباً ضَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحَّى

بِكُلِّ ثَمِينَةٍ فَمَا هَدَّهُ الْحَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُّ

فَلَمَّا أَتَى وَقْتُ الْجَزَاءِ دَنَا الْمَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْتُ

تَسَلَّلَ صَامِتاً فَكَانَ لَهُ الْحَسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

جَزَاؤُكَ عِنْدَ اللهِ لَيْسَ لَهُ الْمِثْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلُ

مُزِيلُ الْأَسَى إِذَا اِسْتَغَاثَ بِهِ الْكَلْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَمَهْمَا تَبَاعَدَ الزَّمَانُ فَمَا يُوهِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

وَفَائِي أَسَالِبٌ رِبَاطاً  رَسَا فَطْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَذَاتَ زَمَانٍ نَلْتَقِي يَا أَباً أَبْلَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

فَمَهْمَا يَنِي لِلْمَوْتِ سَهْمٌ يَفِي سَهْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَأَبْلِغْ سَلَامِي لِلْحُسَيْنِ أَباً جَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدَّ 

وَجَدّاً لَهُ الْحَنِينُ فِي دَاخِلِي يَنْمُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو

تَرَحَّلَ حِينَ كُنْتُ غِرّاً لَهُ الْعُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذْرُ

فَخِلْتُهُ نَائِماً سَيُوقِظُهُ النَّحْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

وَخِلْتُ الْبُيُوتَ لَا يَطُوفُ بِهَا الْمَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْتُ

وَتَصْفُو الْحَيَاةُ كُلَّمَا اِتَّسَعَ الْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوَأْمُ

فَلَمَّا خَبِرْتُ جَوْهَرِي وَاِنْبَرَى رُشْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدِي

وَجَدْتُ الْحَيَاَةَ يَسْتَحِيلُ بِهَا الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدَّوْمُ

يُذَوَّقُ زُعَاقَهَا وَلُودٌ رَبَا نسْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاً

وَيُرَوَّى رَحِيقَهَا الَّذِي عَشِقَ الْعُقْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

مَكَاِرِهُهَا لَذَاذَةٌ زَيَّنَتْ قُبْحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

وَمَا مِنْ بَصِيرٍ، وَمَلَّذَاتُهَا الْأَيْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمُ

فَلِلْمَوْتِ لَسْعَةٌ مُسَدَّدَةٌ تُدْمِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

مَدَامِعَ سَهْوَانٍ فَلَا يَبْرُؤُ الْكَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدْمُ

فَطُوبَى لِسَابِحٍ جَدِيرٍ تَخَطَّى النَّهْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرَ

وَمَا سَاءَ مَوْطِئاً وَمَا زلّهُ الْعَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوْمُ

فَيَا قَادِماً إِلَى الْحْيَاةِ تَهَيَّأْ لِلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــرَّحِيلِ اِكْتَمَى وَلَا يَغُرّنَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكَ الْأُدْمُ