"ثلاث فخاخ لذئب أعور" بأمسية ثقافية بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر : 2023-02-04
"ثلاث فخاخ لذئب أعور" بأمسية ثقافية بمكتبة الإسكندرية 

متابعة: مروة مصطفى حسونة

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية أمسية ثقافية لمناقشة المجموعة القصصية "ثلاث فخاخ لذئب أعور" لمؤلفها الكاتب / محمدي سرور، و التي حازت بالمركز الأول على جائزة ساويرس للقصة القصيرة.

أدار الأمسية الأستاذ/ منير عتيبة مبديا رأيه في المجموعة القصصية قائلا أنها مجموعة ممتعة وتثير التفكير في نواحي كثيرة من الحياة. ولغة الحكي بها لغة عربية فصحي سليمة ومع ذلك كان الكاتب حريص كأنه يحكي قصة شفهية، مما يشعر القارئ بالحميمية والقرب من الراوي والشخصيات. واللغة بها بلاغة تصويرية تنتج من تفاصيل المشهد. وأشار إلى أن الكاتب له روايات مثل "لعبة السادة" و"أرض الكراميل" وحاصل على عدة جوائز أخرى.

قدمت/ د. سارة قويسي دراسة نقدية بخصوص المجموعة مؤكدة أنه لا يوجد زمن داخل المجموعة ( كأن الأبطال تحولوا إلى كائنات تعيش في وقت غير معروف يمثلون معاناة أهالي الوطن العربي الذين يدفعون ضريبة غالية للعيش على أرضه. 

أما المكان، فلا يوجد مكان محدد داخل المجموعة بمعنى ( الوطن العربي دون تحديد دولة بعينها)، أما الشخصيات، فالمجموعة هنا تحكي عن المهمشين: شخصيات عادية وبسيطة تعيش داخل أرض الوطن العربي وتحكي عما حدث لهم دون تحديد فترة زمنية بعينها. 

والحكاية هنا تشبه الحكاية الشفهية التي كانت تحكي على ألسنة الجدات. مثال على شخصية مهمشة هو البطل في القصة الأولى (لدغات العقارب الذهبية). فهو بطل مجهول الاسم يقع تحت وطأة العمل ويستمر فيه دون جدوى، لا يستطيع الفرار منه رغم مديره المتسلط لأنه مطالب بإطعام الأفواه الجائعة. فيذهب إلى بائع الوقت ليشتري بعض اللحظات للهروب من وضعه، لكن هيهات، ويعود لعمله ومديره الصارم. 

أما المرأة فكان لها حضور خاص وانقسمت إلى نوعين: سيدة تؤمن بحدود الرجل وأخرى تؤمن بأن لها حقوق داخل المجتمع يجب أن تحصل عليها. أما ما يخص اللغة، فاللغة هنا اعتمدت على استخدام الأفعال الماضية أكثر من الأفعال المضارعة كأنها تعبر عن القيود التي تربط الأبطال بالحياة الواقعية القاسية التي لا مفر لهم منها. كما سيطرت الجمل الخبرية في القصص وهي بذلك تمثل الحكي الشفهي. وانقسم الحوار داخل النص إلى ذاتي ومزدوج.

تلا ذلك الدراسة النقدية التي قدمتها د. كوثر مروان والتي أكدت فيها أن المجموعة القصصية مثيرة تضفي لمسات إبداعية، تسهم في عودة الروح للكتابة الإبداعية من جديد، وبخاصة هذا اللون القصصي. فقد استفاد الكاتب من التجديد الذي مس الأسلوب وطرائق تناول الموضوعات برؤية أخرى جديدة. فجمال المجموعة ينبع من تكوينها الروحي الذي اعتمد على انفعال القارئ. فجاءت هذه القصص معزوفة أدبية تتداخل وتتفاعل مع هموم الإنسان المعاصر، مسلطة الضوء على مضامين المواضيع المقدمة. 

ومن هذه المواضيع التي عالجتها: الفقر وضياع العمر واللهث وراء الزمن للبحث عن لقمة العيش كما في قصة "لدغات العقارب الذهبية " وقسوة الحياة على الإنسان وما تصنعه الحروب من قهر كما في قصة" العرض الأخير" وقصة الحرب في سوريا وتبعاتها كما في قصة " شجرة الخبز". والظلم والاستغلال الذي استخدم الكاتب الدلالات الرمزية للتعبير عنه في قصة "ثلاث فخاخ لذئب أعور".