ورد وأشواك
تاريخ النشر : 2023-02-04
ورد وأشواك

بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

لمّا دعاها حنينُهُ استجابتْ
وأوتْ إلى قلبِهْ..
صار لهما قلبان في واحدٍ
وصار نبضُها نبضُهْ..
كيف يطلبُ منها مزيداً من القُربِ
بينما كلاهما يقيمان معا في سويداء قلبِ؟
كيف يشكو من بُعدِها أو بُعدِهْ
وهي في حبَّة القلبِ لبُّهْ؟
هل يخشى على هواها
بينما هي حاملةُ الصولجانِ
في عرش حُبهْ؟
أم أن من طبائع الحبِّ
ألا ينامَ ليلَهُ بلا أرقْ
وألا يُحَلِّقَ في الهواءِ الطَلْق دونما قلقْ؟
***
من سُنن الحياةِ أن تأتي إلينا وردةٌ
لكنها لا تجيء إلا مصحوبة بشوكةْ
فعندما نُمَتِّع النفسَ بالوردةْ
قد لا تنجو يدُنا من وخزة الشوكةْ..
هل نبتعد عن الوردة؟
أم يزداد حبُّنا لها والتصاقنا بها
فتصبح قيمتها أكبر مما كانت
قبل أن تُذَكِّرنا بها الشوكةْ؟
من منا رأى حياةً
كل ما فيها صالحٌ
ولا يشوبها طالحْ؟
ألا يزيد الطالحُ
من تمسّكنا بالصالحْ؟
هل يثنينا فشلٌ عن السير قدما؟
أم أنه يحفزنا على المُضِيِّ
في سبيل النجاح؟
***
الحبُّ دمٌ يسري في عروق الحياةْ..
من أجله نحيا
وبفضلة تستمر الحياةْ..
وهو كالورد لا يأتي بلا أشواكْ..
لكن تلك الأشواكْ
تؤدي دور عتمةِ الليلْ..
بدونها قد لا نرى البهجة
في ضوء الصباحْ..
***
الحياةُ دونَ حبٍ
صباحاتٌ ضيَّعتْ أنوارَها
عندما نُحِبُها
نريد دائما أن نكون في جِوارها..
لا نريد الابتعاد عنها
بل نفضِّلُ الاحتراقَ في نارها.