إلى أين يا مدينتي؟!
بقلم: أنسام فريد يوسف
بِصَوْت مُتحشرج مِن البُكاء!
عَاصِفَة الْحُزْن تَهُبّ بِجُنُون، حُزن عملاق مارد
هَذَا الْحُزْنُ وَهَذِه الخيبات تَقْبَع فِي كُلِّ مديتني
فِي الطُّرُقَاتِ
فِي الْمَمَرَّات
وَفِي غَرَف النَّوْمِ وَفِي كُلِّ زَاوِيَةٍ
ثُمّ تتسلل إلَى قَلْبِي
خَيْبَة أَمَل ضَخْمَةٌ
أَنَا مِنْ هُنَا واتِ مِنْ مَوْت بطيئًا وَالْأَرْض هُنَا لِلْأَمْوَات
فِي خضم حُزْنِي لَا أَعْرِفُ الطُّرُق الْوَرْدِيَّة لِقَلْبِي مَا عُدَّتْ أَرَى غَيْر الطُّرُق الْوَعِرَة، اسْتَمَرَّت الْأَفْئِدَة وَهِي تَخْفِق بانفاسٍ لاهثة، تَعِبت مِنْ سَفَر الْكَلَام، الْكَلِمَات اِزْدَحَمَت فِي بلعومي ابْتَلَعَتْهَا حَتَّى تَضَخَّمَت عَلَى شَكْلِ إلتهاب حَاد!
أَنَا كُنْت أَصْلَبُ مِنْ جذُور شَجَرَة الجُمَّيْز
طالما جابهت الأهوال
لَا شَيْءَ يُعِيدُ الرُّوحُ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ
الكل منهمك بصراعاته
سرت فِي حارات مديتني غريبًا
اطارد حلمًا!!
حلمًا بسيطًا
طُمِسَت الْأَفْكَار الْوَرْدِيَّة وَالْأَحْلَام
مَوْت الْأَمَل يعربد وَكأن الْحُزْن ينبح فِي أَزِقَّة الْحَارَات
مَا عَادَ بِوُسْع هَذِه المدينة أَنْ تَتَأَمَّلَ وَتَأَمَّل وتحلم وتعيش عَلَى أَمل أَبَدِي ...
لَسْت أَدْرِي بأَيَّ احصائية ستضمني هَذِهِ الْمَدِينَةِ !!!
إلى أين يا مدينتي؟!
تاريخ النشر : 2023-02-02