السياسة الإسرائيلية والعمليات الفردية
تاريخ النشر : 2023-02-02
السياسة الإسرائيلية والعمليات الفردية


السياسة الإسرائيلية والعمليات الفردية

بقلم: أ. إسماعيل جمال البايض - كاتب ومحلل سياسي

تتبع "إسرائيل" سياسة أمر الواقع منذ أن احتلت فلسطين إلى وقتنا الحاضر، مستغلة قوتها العسكرية وعلاقاتها القوية بالولايات المتحدة الأمريكية، الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة، والتي تتعامل مع المنطقة العربية بأنها تحت وصايتها ولا يحق لأي دولة التنفس بدون علمها أو اذنها ،مستخدمة الكيان الإسرائيلي أداة لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعلها الحصن الحصين التي تحتمي خلفة إسرائيل وتمارس كافة السياسات الممنوعة والمحرمة دوليا وانسانيا اتجاه الشعب الفلسطيني، الاحتلال لا يعتبر نفسة مغتصب للأراض الفلسطينية وتتعامل مع أصحاب الأرض علي ذلك، وتقوم بهدم منازلهم وتهجيرهم من أراضيهم واستخدام كافة الأسلحة في قتلهم وترميل نسائهم وتيتيم أطفالهم، مطبقة سياسة الأمر الواقع  دون اعطائهم اي فرصة للعيش حياة كريمة.

الخطة التي يتبعها الكيان الإرهابي، اتجاه الأراضي الفلسطينية مستغل في تطبيقها العمليات البطولية التي يقوم بها الشباب الثائر، الرافض للواقع الأليم والحياة التي تلونت بالون الاحمر من كثرة الدماء الي يسفكها كل يوم الجيش الإسرائيلي من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ الفلسطينيين تحت ذرائع وأكاذيب يحاول إقناع العالم بها وتصديرها على انها حقائق.

من المؤكد أن ارتفاع أعداد القتلى الإسرائيليين في العمليات الاستشهادية التي ينفذها الشباب الفلسطينيين تفرح القلوب، وتقلل من النار الملتهبة في قلوب كل أب وأم شهيد وكل فرد يحمل حلم التحرير ويأمل في حياة ودولة محررة صاحبة سيادة، ولكن ما يؤلمنا نحن بعدها ما تقوم به حكومة الاحتلال من إصدار القرارات من توسيع الاستيطان وهدم المنازل وتهجير العائلات الفلسطينية من مدنهم وقراهم وهذا إذا ما تمعنا ودققنا النظر نجدها المبادئ الأساسية والأهداف الاستراتيجية التي يسعى الإحتلال الي تطبيقها ويضعها علي قائمة أولوياته.

سياسة مقاومة الاحتلال مكلفة، وباهظة الثمن وخاصة إذا ما كنت تقاتل في الميدان وحيدا عاريا والمحزن والمخزي في نفس الوقت انا يكون هناك من أبناء وطنك ودينك من يقاتل في صفوف العدو. لذلك يجب علينا أن نتعامل مع الارهابيين اليهود بحذر وحكمة، والأهم أن نكون يد واحدة حتى نقطع الطريق على تل أبيت من اتباع سياسة فرق تسد التي تتبعها الان بين الفصائل الفلسطينية.

حركة المقاومة الإسلامية حماس، من حركات التحرر التي تعهدت وعملت علي مقاومة الاحتلال وإخراجه من الأرض المباركة، السياسة التي تتبعها وتنتهجها في مقاومتها ذكية جدا ونتائجها تؤلم العدو وكان ذلك ظاهر سواء في قطاع غزة وتنظيف أرضها وإخراج آخر جندي صهيوني وإخلاء كافة المستوطنات التي كانت قائمة علي أراضي أبناء القطاع وأصبح وجود الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ماض، كما لا ننسى يوم الفرحة يوم صفقة وفاء الأحرار الصفعة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية للوجه الصهيوني التي غيرت ملامحه ودفنته في التراب.

كتائب القسام تمرست القتال، ليس فقط على المستوي العسكري بل أصبحت لها انجازات أمنية كانت ظاهره في افشالها العديد من العمليات الأمنية للاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع، كما نجحت في اختراق المنظومة الأمنية للجيش محقق في ذلك العديد من الإنجازات وحصولها على الكثير من المعلومات السرية من خلال اختراق المواقع الخاصة بجهاز المخابرات التابع للجيش الإسرائيلي وغيرها من الإنجازات التي حققتها في حرب العملاء.

سياسة أمر الواقع التي تفرضها دولة الكيان، واعتادت أن لا ترى سياسة مقاومة تمنعها من المضي في نهجها في سرقة الأراضي وهدم البيوت وتهجير العائلات الفلسطينية قد انتهت الآن، المعادلة اختلفت والامكانيات تطورت، والمقاومة تكاتفت والجهود توحدت، وأصبح من الصعب على العدو تطبيق أهدافه الاستراتيجية على الأراضي الفلسطينية.

يجب على أبناء الداخل الفلسطيني، العمل وفق منظومة أمنية سرية جماعية، تقوم على توجيه ضربات للعدو، دون أن يكون هناك خسائر كبيرة في الأرواح، وأن لا يسمحوا للمحتل من تنفيذ مخططاته القائمة على التهجير والقتل والتدمير، والتعلم من تجربة حركة حماس في قطاع غزة، وتأمين قنوات اتصال لعمل خلايا تعليمية لتخريج عدد من الشباب القادر على إدارة المعركة بحنكة عسكرية وسياسية عالية إذا ضربت أوجعت، وإذا وعدت أوفت، واذا ما ذكرت حطرت هيبتها وانجازاتها وارغمت العدو التفكير قبل أن يقوم بعمل أي عملية عسكرية سواء في القدس أو باقي المدن الفلسطينية.