قرارات الكابينت الصهيوني حصاد للفشل
تاريخ النشر : 2023-01-30
قرارات الكابينت الصهيوني حصاد للفشل
خالد صادق


قرارات الكابينت الصهيوني حصاد للفشل

بقلم: خالد صادق

توابع عمليتي القدس البطوليتين انعكست بشكل واضح على المسلكيات الاجرامية للكيان الصهيوني, وكان رد الفعل الهمجي على مستويين, مستوى قطعان المستوطنين الصهاينة الذين انفلتوا من عقالهم وهاجموا بيوت الفلسطينيين واحرقوها, وحطموا المركبات الفلسطينية وقطعوا أشجار الزيتون في مزارع الفلسطينيين, واطلقوا النار على المارة دون سبب يذكر سوى انهم لا زالوا يعيشون هول الصدمة من انعكاس عمليتي القدس عليهم, كل اشكال الهمجية والعنف والبربرية ارتكبها قطعان المستوطنين تحت حماية الجيش الصهيوني الذي تصفه «إسرائيل انه الأكثر أخلاقية على مستوى العالم, وهناك اقتحامات استفزازية للمسجد الأقصى المبارك, وتحريض صريح مما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير, عندما خاطب جنوده المجرمين بالقول « أغمض عينيك وافعل كل ما يحلو لك في شرق المدينة», وبدأت توصياته تحرك قطعان المستوطنين الذين هاجموا الفلسطينيين في سلوان وشعفاط وفي البلدة القديمة وفي الضفة المحتلة ولاحقوهم من مكان الى مكان, وهم مدججين بالسلاح, وتحت حراسة الجيش الصهيوني «المقهور» والذي وصفته «إسرائيل» زورا وبهتانا بأنه لا يقهر, لكنه قهر واذاقه الشهيد البطل خيري علقم طعم العلقم, ومرارة العيش, كما واجهه طفل فلسطيني لم يبلغ الحلم بعد وأصاب اثنين من الصهاينة المجرمين, انهم يظنون انهم بهمجيتهم يستطيعون اخماد ثورة الفلسطينيين وكسر ارادتهم لكنهم واهمون, فالفلسطيني يعلم ان لا مجال له للعيش فوق ارضه بسلام الا بمقاومة الاحتلال وطرده من ارض فلسطين المغتصبة, وان هذه الأرض لا تتسع لنا ولهم, فهي حق خالص للشعب الفلسطيني لا يمكن ان يساوم عليه, ولن يقبل ان يشاركه فيها احد, ولا تتسع هذه الأرض المباركة لشعبين.

على المستوى الرسمي ظهرت حالة التخبط واضحة في قرارات الكابينت الصهيوني الذي عقد جلسته بالأمس وتضمنت القرارات, غلق منزل منفذ عملية مستوطنة «نافيه يعكوف» بالقدس تمهيدا لهدمه, سلب حقوق عائلات منفذي العمليات وامتيازات إضافية من مؤسسة التأمين الوطني, سحب بطاقات الهوية الإسرائيلية من عائلات منفذي العمليات, تسريع وتعزيز تراخيص السلاح لآلاف المواطنين, إجراءات لتعزيز المستوطنات التي من المقرر إقرارها خلال الأيام المقبلة ردا على عمليات إطلاق النار والاحتفالات التي أعقبتها, تعزيز قوات الشرطة والجيش، بالإضافة إلى تنفيذ اعتقالات واسعة وجمع السلاح غير المرخص, والمقصود به طبعا سلاح المقاومة, وهذا يعني ان «إسرائيل» مقبلة على مواجهة عسكرية جديدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا في الضفة الغربية المحتلة, وقد توعد بنيامين نتنياهو برد قوي وسريع ودقيق على عملية القدس. واعتبر أن «كل من يحاول إلحاق الأذى بنا سنرد له الأذى ولكل من يقدم المساعدة له», وأشار إلى أنه جرى تنفيذ اعتقالات واسعة لداعمي «الإرهاب» والمحرضين عليه، كما جرى تعزيز القوات الأمنية في مناطق مختلفة, وهدد نتنياهو بعدة إجراءات أخرى ضد ’الإرهاب’، من بينها تسريع وتعزيز تراخيص السلاح للمواطنين, وسلب حقوق العائلات الداعمة «للإرهاب» لدى مؤسسة التأمين الوطني», وشدد نتنياهو على أن «الحكومة ستعمل بشكل صارم ضد «الإرهاب»، وانه وجيشه وحكومته مستعدون لاي سيناريو, وكما قال الناطق باسم حماس حازم قاسم فان قرارات حكومة الاحتلال ضد منفذي العمليات في القدس، يعكس عجزها المتزايد في مواجهة الشباب الثائر في الميدان، وضعفها أمام إرادة المقاتل الفلسطيني، وهشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية في مواجهة ثورة شعبنا.

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، علق على قرارات الكابينت الصهيوني قائلا «انها لن تثني الشعب الفلسطيني عن القيام بواجباته وممارسة حقه المشروع في الدفاع عن النفس, مضيفا أن «هذه الحكومة تعبر عن إفلاسها السياسي، والأمني أمام صمود وثبات الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن قرارات الكابينت انعكاس للعجز الذي يعتري هذه الحكومة، وانكشافها المبكر أمام جمهور الناخبين الذين منحوا أصواتهم لها, وحذّر شهاب من أن السياسات العدوانية ستدفع الأوضاع نحو انفجار كبير، مشددًا على أن الاستيطان سيواجه بقوة المقاومة بأشكالها كافة», مسارعة الاحتلال بتنفيذ الإجراءات العقابية بحق ذوي الشهداء والأسرى في السجون الصهيونية, تنذر بانفجار كبير قد تشهده الساحة الفلسطينية, نحن امام ارهاصات حقيقية لاندلاع انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال, إضرابات في كافة المدن حدادا على أرواح شهداء جنين الاطهار, وصول الشبان الفلسطينيين الى نقاط التماس ورجم جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة, زيادة العمليات الفدائية في الضفة والقدس ومهاجمة مواقع عسكرية في الضفة, ومحاولات للتسلل للمستوطنات في الضفة الامر الذي أدى لاستشهاد البطل كرم علي سلمان (18 عاماً)، من قرية قوصين غرب نابلس، الذي ارتقى برصاص جنود الاحتلال قرب مستوطنة «كدوميم» شرق قلقيلية, بعد ان اعدمه الاحتلال بدم بارد ومنع سيارات الإسعاف من الوصول اليه, اننا امام مرحلة مفصلية من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, انتفاضة شعبنا تبقى معلقة في رقبة السلطة وأجهزتها الأمنية, فهي قادرة على تحريك الشارع الفلسطيني في الضفة لمواجهة تغول «إسرائيل» فان لم تفعل ذلك بإرادتها, فان الشعب الفلسطيني سيفجر انتفاضته العارمة في وجه الاحتلال شاء من شاء وأبى من أبى.