القرآن في الصدور قبل القرطاس
تاريخ النشر : 2023-01-30
القرآن في الصدور قبل القرطاس
سامي كاظم


القران في الصدور قبل القرطاس

بقلم: سامي جواد كاظم

لا أعتقد هنالك من يخالفني عندما أقول قرات وسمعت من الكثير عندما يثنون على ثقافة وحرية الدول الغربية ويعيبون علينا ما نحن عليه وإن كان الأحق بالملامة هم الحكام المدعومين من حكومات العلمانية في أوروبا هذا من جانب ومن جانب آخر وهو المقصود من مقالنا، لماذا الأصوات التي تثني على ثقافة الغرب تصمت عندما ترى تصرفات هذه الدول التي تمس النبي محمد (ص) أو حرق القرآن؟

طبعا هذه التصرفات والتي هي بمباركات علمانية لا تنم إلا عن جهل وتحجر، فالصور المسيئة للرسول وحرق القران لا تمس الفكر بل تلفت انتباه العقول المتحررة في دراسة هذا الفكر الإسلامي، وألا تقوم حكومة مثل السويد مؤخراً بترك مواطن يميني يحرق القران فإنه دليل قاطع على اهتزاز منظمتهم الفكرية وعلى يقين الإسلام سياخذ طريقه إلى أوروبا.

الأمر الآخر لماذا هذا الجاهل حرق القرآن ماهي الأسباب؟ لم اطلع عليها في وسائل الاعلام وكان هذا التصرف الغاية منه اثارة عواطف المسلمين فقط، نعم العواطف تتالم لكن الفكر يبقى هو العِلم والعَلم.

حركة "سترام كورس اليمينية التي يقودها الدانماركي السويدي راسموس بالودان قامت بحرق القران، وهذا الفعل شنيع والغاية ليست حرق القران فقط بل اثارة فتنة يكون المسلمون طرفا فيها حتى يلتفت الإعلام الأعور إلى ما يقوم به المسلمون دون النظر إلى المتسبب.

قبل ثلاثة عشر سنة عندما حاول قس أمريكي حرق القرآن نددت واستنكرت المرجعية هذا الفعل الشنيع ولكنها في الوقت نفسه نصحت وحذرت المسلمين من ردة فعل عنيفة على هذا التصرف الفظيع لأنها تعلم ما سينجم عن هذا التصرف الذي تخطط له الصهيونية العالمية، لانها لا تريد للعالم أن يعيش بسلام لذا تعمل على المساس بعقائد المسلمين ليكونوا وقود الفتنة مع الحكومات المسيحية وتجني الثمار الصهيونية.

القرآن الكريم ليس فقط كلمة على ورقة، القرآن في عهد الرسول كان في الصدور قبل ان يكون على القرطاس، ولكن الكتاب يبقى مقدس لانه يتضمن كلمات الله عز وجل، وكل ورقة يكتب عليها مقدس اسلامي قران أو حديث نبوي أو اسم نبي فانها تصبح مقدسة ونحافظ عليها من التلف تقديسا لما تنعمت البشرية من فيوضات هذه المقدسات من ثقافة جعلتها في طليعة الأمم.

عندما خططت الإدارة الأمريكية لأحداث 11 سبتمبر الارهابية أصبح هنالك طلب عجيب من قبل الأمريكان لاقتناء القران الكريم وقد غير القران عقائد اغلبهم ولو كانت تعلم الادارة الأمريكية بذلك مسبقا لمنعت وقوع هذه الاحداث الارهابية.

روى البيهقي (ت 458هـ/1067م) -في ‘دلائل النبوة‘- حكاية وخلاصتها أن أحد المثقفين اليهود كان "حسن الخط" فأسلم وروى ‏قصة إسلامه للخليفة العباسي المأمون (ت 218هـ/833م)؛ فقال: "عمَدتُ إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، ‏وأدخلتها إلى الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموْا بها فلم يشتروها؛ فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ‏فكان هذا سبب إسلامي"‏.

فليعلم المتطرف ومن على شاكلته أن ما قام به هو دليل على الانحطاط الأخلاقي لك وللحكومة التي لا تمنعك.