عملية القدس الأخيرة.. ما لها وما بعدها
تاريخ النشر : 2023-01-28
عملية القدس الأخيرة.. ما لها وما بعدها

بقلم: د. ياسر الشرافي
 
يوم أمس الجمعة جاء الرد الفلسطيني بعد يوم على ما اقترفته يدي الاحتلال من مجزرة في جنين، التي أدت الى استشهاد تسعة فلسطينين، وكأن الدم الفلسطيني أصبح بهذه السهولة مباح لآلة الإجرام الصهيوني للترويج عالمياً، وعملياً للجزء الأخير من مسلسل فوضى الصهيوني الذي يشاهده العشرات من الملايين في العالم ، والذي تناول مجزرة جنين قبل حدوثها، حيث هم الأنبياء، ونحن أصحاب الحق ارهابيين، هكذا يروج عالمياً للرواية الصهيونية، حيث وصل عدد الشهداء الفلسطينين حتى يومنا هذا منذ بدايات هذا العام الجديد إلى الثلاثين شهيداً، العام الماضي وصل عدد الشهداء إلى ٢٢٤ شهيد، حيث العملية الأخيرة في القدس وضعت قطار الثأر الفلسطيني المقدس على الطريق الأقصر والأسهل في ردع هذا الاحتلال.

وهذا يجب أن يكون حاضراً في مشهد الصراع الفلسطيني الصهيوني الطويل، وهو توازن الرعب في عدد القتلى الصهاينة مقابل عدد الشهداء الفلسطينين الذين يسقطون من قبل هذا الاحتلال، أي عندما يسقط شهيد، يجب أن يسقط في نفس اليوم مقابل هذا الشهيد أقل شي قتيل فما فوق من الجانب الصهيوني، حيث تطبيق تلك القاعدة والتي تسمى بقاعدة الثأر المقدس لا تحتاج إلى تكوين كتائب عسكرية فلسطينية أو تجمعات هنا أو هنا، كل ما يحتاجه أي منفذ لأي عملية ثأر مقدس في المستقبل هو مسدس كاتم للصوت و ذخيرتين من الرصاص لإيذاء أكثر عدد ما يمكن من الصهاينة، وزد على ذلك قوة العمل الفردي لهذا المنفذ تقطع تتبعه من قبل الاجهزة الامنية الصهيونية قبل وقت من التنفيذ أي مجرد التفكير، لأن كل قواعد البحث والتتبع الصهيونية تكسر عند العمل الفدائي الفردي.

وهذا الأفق الذي فتحه لنا الشهيد خيري علقم سيكون فيه خير كبير للشعب الفلسطيني، وعلقم على كل من يستبيح دماء الفلسطينين، كان لهذا الشهيد المعلم من اسمه نصيب، له و لنا كشعب فلسطيني، بتلك العملية أثلج صدورنا و أسس لمرحلة العمل العسكري الفردي والنوعي، والعمل بما قاله غسان كنفاني أن " لا تمت قبل ان تكون نداً، المطلوب من الفصائل التي تدعي المقاومة الفلسطينية البناء على ما قام به الشهيد المعلم خيري علقم، وهو إعداد دراسة تفصيلية عن كيفية إعداد وتنفيذ تلك العملية الفدائية بكل سلاسة وسرية تامة، وتطبيق ذلك حرفياً في وعي الشباب الفلسطيني، فيجب أن تفتح كل المخيمات الفلسطينية دون استثناء لتدريب احترافي لكل فرد منا على عمليات اطلاق النار بالمسدس، تصور لو كل مواطن فلسطيني راشد عاقل، يملك مسدس ومتدرب عليه، ويحدث شي كما حدث في جنين، سوف يكون الرد بعد ساعة من عدة اتجاهات قد تلحق بعد عام كحد أقصى في الجانب الصهيوني خسائر بشرية ومعنوية لا تحمد عقباه.

لهذا إذا لم يكن لنا القدرة كفلسطينيين أن نحرر فلسطين من هذا الاحتلال، فأقل القليل أن نجعل تكلفة هذا الاحتلال باهضة وباهضة جداً يومياً، لم يعد الشعب الفلسطيني يتحمل الادانة والشجب والاستنكار من الجانب الفلسطيني الرسمي والدولي، ولم يعد الشعب الفلسطيني يتحمل من يتاجر بشعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، الشعب الفلسطيني يريد بكل بساطة أن يحاسب الاحتلال الصهيوني بشكل يومي عن ما يقترفه بحق الفلسطينين، حيث عملية القدس الأخيرة التي تدخل في هذا السياق، سياق العين بالعين و السن بالسن والتي تسمى قاعدة الثأر المقدس.