أقمار جنين والحراك الفلسطيني
تاريخ النشر : 2023-01-28
أقمار جنين والحراك الفلسطيني
بكر أبو بكر


أقمار جنين والحِراك الفلسطيني

بقلم: بكر أبو بكر

دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، جماهير شعبنا الفلسطيني، لتصعيد المقاومة الشعبية بكافة أشكالها ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الإرهابية، ردا على عمليات الهدم المتواصلة للمنازل التي يتعرض لها أبناء شعبنا البطل، وآخرها عملية هدم منزل الشهيد عدي التميمي في مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس، وقرية الديوك التحتا غرب أريحا، وقالت  حركة "فتح"، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، 25/1/2023م، إن سياسات الهدم، والعقاب الجماعي لذوي الشهداء، تعبّران عن صميم الفاشية التي تمثلها منظومة الاحتلال، مؤكدة أن هدم المنازل في الأراضي الفلسطينية وكافة عمليات القتل والقمع والتهويد والعنصرية والاعتقال تندرج ضمن مخططات الاستيلاء على الضفة وتصفية الدولة تحت الاحتلال، وتفعيل سياسة التهجير "الترانسفير"، التي تسعى إلى تطبيقها، لتهجير أبناء شعبنا، وإلغاء الوجود الطبيعي والأزلي والتاريخي لهم.

وفي ذات الإطار الوطني دعا أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي "المنحل" بالأنابة الى العمل على تطوير نظامنا السياسي واستنهاض قضيتنا الوطنية.

وإلى ذلك  قرر المجلس الثوري لحركة فتح في جلسته التشاورية برئاسة ماجد الفتياني وحضور أعضاء من اللجنة المركزية متابعة الجهود الحركية والميدانية.

وكما كان الحال من المجلس الاستشاري للحركة برئاسة الفريق نصر يوسف وابوعلي مسعود وفهمي الزعارير الذي وضع 15 بندًا أساسيًا على جدول أعماله يقرأ الوضع الصهيوني والوطني والعربي والعالمي ويبحث في سبل الخروج بتوجهات وتوصيات للقيادة.

حيث أن الواقع يقرر بوضوح أن حركة فتح تقود الحراك العالمي المكثف والدقيق، وتقود الحراك الميداني الصعب بالتعاون مع كل فصائل العمل الوطني ومكونات المجتمع الفلسطيني في كل مكان من فلسطين، مهما اختلفنا بحجم او مدى تاثير أي من الحراكين أو أيهما الاولى الا أنهما يسيران متوازيين.

وحسب المجلس الثوري لحركة فتح فإن "هنالك استشراس للعدوان الاسرائيلي وكأننا نعيش حربا حقيقية، فالليلة الماضية كان المستوطنون بحماية جيش الاحتلال الاسرائيلي يقتحمون قرية عورتا في نابلس وكذلك في سبسطيا وغيرها من المناطق لاستفزاز المواطنين الفلسطينيين ولإشعال هذه الحرب والفتنة التي يريدون ان ينفذوها، والحرب الدينية". ويضيف " لذلك خلال اجتماع يوم أمس تم الحديث عن استراتيجية مقاومة لهذا الاحتلال الاسرائيلي ولكل مكونات فصائل العمل الوطني والشعب الفلسطينين وكذلك ايضا تم الحديث حول ضرورة الاستجابة الكاملة والفورية لمبادرة الرئيس الجزائري لانهاء هذا الانقسام، ودعوة "حماس" ايضا للارتقاء الى هذا المستوى لنصل معا نحو انهاء الانقسام لان ذلك سيشكل قوة حقيقية لنا كشعب فلسطيني في مواجهة "اسرائيل" وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني."

وفي توجهات المجلس الاستشاري لحركة فتح فلقد تم تشكيل عدد من اللجان تسارع لتحديد الخطوات اللازمة للخروج من المأزق الفلسطيني مع التركيز على العنوان الداخلي والعربي لأن من خلالهما فقط تكون منهجية الصد والتعاون والمجابهة للاستغوال الصهيوني والاستشراس.

ومن جانب آخر فلقد نظم معهد فلسطين لابحاث الأمن القومي مؤتمره السنوي بنسخته الخامسة بعنوان "فلسطين2023 الى أين؟"، لثلاثة ايام، مستضيفًا عددمن القادة السياسيين والخبراء والمختصين والاكاديميين، لمناقشة قضايا متعددة، في المحاور التالية:

-محور التحولات والتغيرات الجيواستراتيجية في البيئة الخارجية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.  

-محور واقع ومؤشرات الوضع الفلسطيني الداخلي واستراتيجيات المواجهة.

كما سبق وفعل مركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" بإدارة الاخ هاني المصري أواخر العائم الفائت بعنوان: التحوّلات المحلية والإقليمية والدولية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية" وخرج بمجموعة من التوصيات والتوجهات القيمة.

كل ذلك العرض والتحليل منّا كان قبل ساعات من ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة جنين البشعة، مجزرة الخميس الأسود 26/1/2022 التي راح ضحيتها 9 أقمار، ثم أصبحوا من كل فلسطين 11 قمرًا وهو الفعل الإسرائيلي الكاشف للعورات العنصرية الاحتلالية التي لم تكن أصلًا بحاجة لكشف بقدر ما هي بحاجة لتصدي لتكون الخطوات التصعيدية النضالية من القيادة الفلسطينية بانتظار تحقيق التعاضد الداخلي المسبق للاحترام الدولي والعربي لمعنى الأنوار المتدفقة من الدم المسال.

وخلاصة القول هنا أنك تجد توافقًا فلسطينيا شبه كامل على التشخيص والتحليل بل وعلى الخطوات الواجب اتخاذها بين مختلف المراكز والجهات!؟

ولكنك تجد افتراقًا واسعًا بالمقابل بمن يبدأ باتخاذ الخطوات أو كيفية تشكيلها لتصبح وكما قررت مختلف الاطر ومراكز الدراسات أن الإرادة السياسية تمثل حقيقة العائق للخطوات الفعالة.

إن التوافق الحقيقي قائم بين الأطراف الفاعلة بالشارع الفلسطيني من جهة، وواضح في طبيعة الهجمة الصهيونية الموحدة والمركزة ضد الأرض والشعب، وواضح في طبيعة التحليلات السياسية من مختلف مراكز الدراسات الفلسطينية والأطر التنظيمية للفصائل ما يجب أن ينبهنا ويقرع فينا ناقوس الخطر، فأقمار جنين وأقمار فلسطين يدقون الناقوس، ما يجبرنا على إعادة النظر مرة ومرات في عملية أساسية لابد منها وهي عملية تبريد الأجواء بين مختلف الأطراف الفلسطينية لما لذلك من تأهيل وتسوية مسبقة للأرض التي عليها قد تتحول التحليلات الى توافق جمعي وطني يلقي بالمصالح الحزبية في أول مكب نفايات مقابل الخطر الوجودي المحدق بالقضية والبلاد والشعب الفلسطيني.