نحن بحركة فتح
تاريخ النشر : 2023-01-24
نحن بحركة فتح
هناء الخالدي


نحن بحركة فتح 

بقلم: هناء الخالدي 

أدركنا منذ وقت مبكر أن نجاح التغيير لن يتم بالضربة البراقة الفارغة.. أنما عبر مسيرة ومحطات وجولات متعددة بحكم الظروف الموضوعية والذاتية التي تحيط بالثورة وقوى التغيير..

فاللاهثون حول كعكة السلطة والمال يخطئون الحساب دائماً.. ويشعلون هجين الفساد بإدعائهم الوطنية.. فهم من تلوثوا بأوحال التبعية الاكثر نكبة وخراب في قاموس التاريخ الوطني.. لأنهم يقتادون بإنتهازية الضفادع في تكييف الوانها مع ضرورات منافع البقاء حتى ولو من داخل مستنقع.. لكي يقودوا عارهم التاريخي نحو خراب مجتمعي مفجع وشتات وطني مهزوم.. كي يصنعوا عقول جديدة ومواطن مغيب تماماً.. لكنهم لن يمروا.. لأن أبناءنا يقرأون الممحي.. وتعلموا من تجربتهم أن يقرأوا غير المكتوب أيضاً.. فكيف لأبناء وطني أن يروا النور بوضوح.. فالحقيقة تكمن بين المسافة الفاصلة بين بياض الأنتماء الوطني وسواد التبعية .!!!

لذلك عملنا على الدفع بمسيرة الثورة بالبندقية وغصن الزيتون وعبر الفعل السياسي الدبلوماسي من جهة والفعل الثوري على مستوى الشارع من جهة أخرى.. حتى وصلنا هذه المرحلة من محطات الثورة.. البعض يريد الوصول للمرحلة بدون فعل سياسي.. لذلك تجد البعض ينظر الينا بكل دقة وهو يراقب مسيرتنا ومسيرته.. فمرة ينتقد ومرة يقذفنا بالتقصير والتخوين.. ومرات أخرى يحاول شطبنا وشطب تاريخنا النضالي.. ومرة يتهمنا بالعجز والمرض والشيخوخة.. وبعد أن تفشل جميع وسائله.. يبدأ يخطوا على نفس خطواتنا ونهجنا النضالي .. ولا يستطيع أن يتجاوز حقيقة مهمة أنه لولا الفعل السياسي المواكب للنضال الشعبي والعسكري.. وخوض الصراع في عدة دروب مختلفة على المستوى الخارجي والمؤسسات وعلى مستوى الشارع.. 

لم تكن الثورة  لتصل هذا المستوى من النضج والفرز الجاد والعميق في مجري الوعي والتغيير لدى كل أبناء شعبنا الفلسطيني.. والذي مازال مستمرا ولكن بوتيرة أسرع وبوضوح أكثر.. هذه المرحلة كشفت الكل الفلسطيني باطيافه واحزابه بما له وما عليه.. لكن التغيير لاتحققه الامنيات والرغبات ولا الحتميات وتزوير الواقع والحقائق.. ولا الانتظار ولكن يحققه الفعل أيا كانت درجته ومستوى قوته فبالتراكم  الايجابي والوحدوي يتحقق..

في واقعنا الفلسطيني وخاصة هذه المرحلة الحرجة لولا النضال السياسي والصمود على ثوابتنا  في زمن التامر الرجعي العربي والمصالح الإقليمية والراسمالية الأمريكية الإسرائيلية لما صمدنا كفلسطينين أمام قوى التطبيع وادارة الانقسام والتهويد.. فكان لحركة فتح الدور الأكبر لانتزاع حقوق أبناء شعبنا والمحافظة على كينونته وديمومة ثورته أمام مصالح التغيير العالمي.. لم يكن لأحد أن يصمد أمام كل قوى معاداة التحرر وتقرير المصير لأبناء شعبنا.. لأن هذه القوى مازالت تصطف في صعيد واحد للقضاء على حلمنا الفلسطيني وطمس معركتنا الكبرى بالتحرر.. وكانها تنقلب على قوى الحرية والتغيير وعلى عملية الانتقال والتحول الديمقراطي العالمي برمتها..

يخطئ من يظن أن رجال الفتح يهابون المواقف أو يتعثرون في طرقاتهم.. فهم ثابتون كالجبال.. نجاحهم غايه.. وبلوغ الغاية مرهون بصدق الانتماء والوسيلة.. فمازلنا على عهدنا ووعدنا وقسمنا الحر.. وكل شئ يحدث فى وقته المناسب.. وإنها لثورة حتى النصر.. عاشت فتح.. عاشت ثورتنا العتيدة..