مأزق حكومة نتنياهو الفاشية.. وتحذيرات من تصدير الأزمة
تاريخ النشر : 2023-01-19
مأزق حكومة نتنياهو الفاشية.. وتحذيرات من تصدير الأزمة
علي أبو حبلة


مأزق حكومة نتنياهو الفاشية.. وتحذيرات من تصدير الأزمة
 
بقلم: المحامي علي أبو حبلة

لا يستبعد المحللين السياسيين والمتابعين بالشأن الإسرائيلي من تصاعد الاحتجاجات الداخلية والتظاهرات ضد محاولات التغيير والتعديل القضائي أن تلجأ الحكومة اليمينية الفاشية بقيادة بنيامين نتنياهو إلى التصعيد مع الفلسطينيين لتشن حرب جديدة ضد قطاع غزه، والتصعيد في الضفة الغربية والتوغل في استباحة الدم الفلسطيني.

إن قيام سلطات الاحتلال لوضع العراقيل أمام السفير الأردني غسان المجالي من دخول المسجد الأقصى هو اخلال بالبروتوكول الديبلوماسي وخرق للتفاهمات بخصوص الولاية الهاشمية على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس وهذا الفعل دلالة على حالة التخبط الذي تعيشه حكومة نتنياهو.

إن أي محاولة لشن حرب ضد إيران أو حزب الله هي ضمن الخيارات المتوقع أن تقدم عليها حكومة اليمين الأصولية المتطرفة وهدفها جميعها للتغطية على فشلها الداخلي، في ظل استمرار المظاهرات والاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي رفضا للحكومة اليمينية الاصوليه الدينيه وقراراتها.

إن تفاعل الاحتجاجات واتساع رقعتها واستمرار الخطاب الاحتجاجي التحريضي من قبل المعارضة داخل إسرائيل والتلويح باستقالات في السلك القضائي واضراب المحامين واحتجاجات طلاب الجامعات تؤشر جميع تلك المظاهر وتطورها إلى امكانية اعلان عصيان مدني من قبل المعارضة الاسرائيلية ضد الحكومه الاصوليه الدينيه المتطرفة.

أمام التطورات وحسب المحللين والمتابعين لسياسة نتنياهو وألاعيبه فليس لديه من خيار سوى تصدير للأزمة الداخلية، علما بأن التصعيد الأمني الإسرائيلي متواصل في الضفة الغربية من قبل الحكومة السابقة والحالية.

لا شك أن هناك أزمة مصالح بين أمريكا وإسرائيل وأن إسرائيل بأعمالها وممارساتها وإصرارها على القتل و التوسع بالبناء الاستيطاني وفرض هيمنتها وسيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة ومحاولات فرض الضم وتغيير الوضع في المسجد الأقصى، ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني في وقت تحاول فيه ادارة بايدن إلى تحقيق انفراج سياسي يتمثل بالعودة بالمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيون، وذلك من اجل تحقيق مصلحة أمريكية وذر الرماد في عيون عربية ما زالت تراهن على أمريكا، بالرغم من الانحياز الأمريكي لإسرائيل.

إن عجز أمريكا على ثني حكومة نتنياهو على وقف استفزازاتها وعدوانيتها ضد الشعب الفلسطيني ولجم عدوانية المتطرفين الفاشيين كل تلك الأعمال تشكل تحدي للإدارة الأمريكية وتهديد حقيقي للمصالح الاستراتجية الأمريكية في الشرق الأوسط
حكومة اليمين الفاشي تعمل على تأجيج مشاعر الفلسطينيين وتصعيد أعمال الانتقام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني من خلال سياسة استفزاز المشاعر العربية، وبالتالي زيادة الغليان الشعبي الفلسطيني والعربي من أجل تصدير الأزمة التي تعاني منها حكومة نتنياهو بافتعال ردود فعل فلسطينية وعربية على أعمال إسرائيل القمعية وقتل الأبرياء الفلسطينيين حيث استشهد ١٥ فلسطيني منذ بداية العام الحالي على ايدي قوات الاحتلال منهم اطفال ومنهم من استهدف واستشهد بدم بارد.

إن مخطط نتنياهو من وراء تلك الاعتداءات المستمرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وتستهدف القدس والمسجد الاقصى والاقتحامات المستمرة إشعال نيران انتفاضه ثالثه الهدف منها التهرب من الاستحقاقات التي على إسرائيل دفعها، حيث ترى حكومة نتنياهو أن إعادة تسخين الجبهة الفلسطينية في ظل هذا العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني لإعطاء المبرر لعدوان إسرائيلي مبيت يستهدف قطاع غزة وإشعال انتفاضة في الضفة الغربية يمنح حكومة نتنياهو هامش من المناورة ويعيد القضية برمتها للمربع الأمني الذي بقيت إسرائيل تراهن عليه وتستمر في عدوانها ومخططها الهادف إلى تهويد الأراضي الفلسطينية وتكريس الانقسام الحاصل بين الشعب الفلسطيني.

البيان الختامي للقمة الثلاثية التي عقدت اليوم في القاهرة وجمعت الرئيس محمود عباس، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكدت على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار الجهود المشتركة لتحقيق السلام الشامل، والعادل، والدائم على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

وشدد القادة، في البيان الختامي الذي صدر عن القمة الثلاثية التي عقدت بالعاصمة المصرية، القاهرة، اليوم الثلاثاء، على ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار، وأكدوا دعمهم الكامل لجهود الرئيس محمود عباس في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية، وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.

ووفق كل تلك التطورات لا بد من إنهاء الانقسام الفلسطيني وإتمام عملية المصالحة ووضع استراتجية فلسطينية موحدة لمواجهة مخطط حكومة اليمين الفاشي بكل الوسائل المشروعة استنادا لاتفاقية جنيف ومعاهدة لاهاي، كما وإن الأمر يتطلب سرعة البت في ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل حكومة انقاذ وطني يكون بمقدورها تدعيم صمود الشعب الفلسطيني والانفكاك الاقتصادي والتحلل من كل الاتفاقيات المعقودة مع هذا الكيان الغاصب.

لا بد من اتخاذ قرارات تكون على قدر التحدي الذي تفرضه حكومة نتنياهو المصرة على تهويد القدس والأماكن المقدسة، والعمل على حماية الحق الفلسطيني والفلسطينيون وتطويق نتنياهو وحكومته من خلال التصدي لهذه الحكومة من محاولات تصدير أزمتها للفلسطينيين والعرب وحرف الأنظار عن ممارسات هذه الحكومة القمعية والرافضة بالمطلق لعملية السلام.