امرأة من بلدي
تاريخ النشر : 2023-01-19
امرأة من بلدي

بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

موعدنا حين يحِلُّ سكونُ الليلْ..
تخفُتُ صرخاتُ الإسفَلتِ المُنهَكِ
تحتَ صريرِ العجلات المسعورةْ..
أغمضُ عيني لأرى وجهاً
لم يتركني وحدي
منذ التهمتني أنيابُ الغربةْ..
وجهُ امرأةٍ من بلدي
يحملُ لي أغصانَ الزيتونِ
وباقات الوردِ..
سحرٌ في عينيها لا يحجِبُه البعدُ
ولا تثنيهِ جبالٌ وبِحارْ..
يأتي من بلدي..
يحملُ لي قطراتِ ندىً لامعةً
تبتلُّ بها خصلةُ غارْ..
نورٌ في عيْنَيْها
يكشِفُ لي وجهَ الليل الوَسْنانْ..
شوقٌ في صدري
يتلَظّى كالنيرانِ ولا يهدأ إلا حين
تعود الأحضانُ إلى الأحضانْ..
امرأةٌ من بلدي
بيد تُطفِئُ ناري
وبنَظرةِ عينٍ
تخمدُ عنفَ الطوفانْ
***
لا أخشى الليلَ
ولا أطيافَ الويْلْ
أخشى أن أخرجَ للشارعِ
ذاتَ نهارٍ مُشمِسْ..
أتجوَلُ في الشارعِ
أمشي مع غيري..
أمشي وحدي..
أتلَفَتُ حولي في الأسواقِ
ولا يكحَلُ عيني وجهُ امرأةٍ من بلدي..
منذ امتصتني أجراسُ الغُربَةِ
لم تتركني وحدي..
هي حلقةُ وصْلي مع بلدي
منذ حبَوْتُ من المَهدِ..
هي جذري الضاربُ
في أرض أبي
والجدةِ والجدِّ.