رأيت عين الحوراء
تاريخ النشر : 2022-12-06
رأيت عين الحوراء

بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

رأيت عين الحوراء
مشيتُ في رياض الزانِ
واسترخيتُ في حِضن سنديانةْ..
آنَسَتني مشاهدُ الغُزلانْ..
جميلةٌ عيونُها كَأنها عيون المَها
تعيش حُرّةً في أمانْ..
رأيتُ أنواعَ الطيورِ
يُدهِشُ العيونَ ريشُها بزُخرُفِ الألوانْ..
قررتُ أن أزورَ غابةَ الإنسانْ..
وجدتُ نفسي مُشْفِقاً
على السجين والسَّجانْ..
رأيتُ الغَنيَّ عبداً شقيّاً لمالهِ..
رأيت الفقيرَ يُسعِدُ الجُموعَ فَنُّهُ
على منصةِ المهرجانْ..
ويأخذُ الأطفالَ في رحلةٍ ذكيةٍ
تنمو بها مداركُ الأذهانْ..

***
عجِبتُ لِكُلِّ من لا يرى أُمَّنا الأرضَ
ترضَعُ الحياةَ من ثدي السماءْ..
عَجِبتُ لمن لا يرى أن الجَشَعْ
يخنقُ الحياةَ في البحارِ والفضاءْ
ويدفعُ الأرضَ الخضراءَ إلى مخالب الصحراءْ..
لاحقني الحزنُ حتى رأيتُ وجهَها صُدفةً
بأنوارهِ التي بدَّدَت عتمةَ الدخانِ والضبابْ..
وعندما لمحتُ الحَورَ في طرف عينها
سَرَت في دمي نشوةٌ لا تنتهي..
كَنَسَت عن جبيني غبارَ عثرات الحياةْ..
كنتُ تائهاً في عرضِ بحرٍ هائجٍ
بلا شاطئٍ وقاعْ..
لحُسن طالعي
وجدتُ في هدوء وجهها زورقَ النجاةْ..

***
قد لا تعلمُ الحوراءُ أن عينَ روحي
ما زالت ترى بهجةَ الحياةِ
صاعدةً من ظلِّ حاجبينْ؟
قد لا تعلمُ الحوريةُ التي
أشعلتْ شمعةً في زورق الحياةْ
أن ومضةَ الضوءِ التي زُرِعَت بين مُقلتينْ..
نبتت شمساً وضّاءةً تدورُ بين خافِقينْ..
قد لا أراها ثانيةً في تقاطع الزمان والمكانْ
مثلما لا أرى، للوهلة الأولى،
تساكُنَ الجمالِ والدواءِ في زهرة البَيْلَسانْ.