وحدة نتنياهو وبن غفير والانقسام الفلسطيني
تاريخ النشر : 2022-11-28
وحدة نتنياهو وبن غفير والانقسام الفلسطيني


وحدة نتنياهو وبن غفير والانقسام الفلسطيني

بقلم: أشرف محمود صالح - فلسطين - غزة

كاتب وإعلامي ومختص بالشأن السياسي

يعتبر الإتفاق بين بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير والمتمثل في دعم بن غفير للإئتلاف ودخوله في الحكومة  القادمه مقابل حقيبة الأمن القومي الجديده, والتي بموجبه سيعتبر الضفة الغربية والقدس جزء لا يتجزأ من ما يسمى بدولة إسرائيل, يعتبر هذا الإتفاق اليميني المتطرف من أخطر الإتفاقايات التي كانت تبرم بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية, وهذا الإتفاق بالطبع لا يعبر عن مشروع تنصل إسرائيل من حل الدولتين فحسب , بل هذا الإتفاق يتغذى على الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني, لأن هذا الإتفاق بحد ذاته جمع بين نتنياهو الذي إخترع خطة دعم غزة بالأموال مقابل الهدوء, وبين إيتمار بن غفير الذي يريد ضم الضفة والقدس بشكل علني لإسرائيل , وهذا يعني بالنسبة لنتنياهو وبن غفير أن غزة مفصولة عن الضفه بما تعنيه كل الكلمات, وكما هو الحال وبالفعل فغزة مفصولة عن الضفة بما تعنيه كل الكلمات, وبات الإنقسام عباره عن خارطة طريق للأحزاب السياسية الإسرائيلية..

لا تقتصر جريمة الانقسام على ضياع  حقوق الشعب الفلسطيني في ممارسة الديمقراطية وفي توفير الحد الأدنى للحياة الكريمة فحسب, بل خدمت إسرائيل في رسم سياساتها ودعاياتها الإنتخابية, فالأحزاب السياسية الإسرائيلية اليوم سواء كانت يمينية أو يساريه أو وسطيه تتوحد على هدف واحد, وهو تحييد غزة وإغراقها بالمال مقابل ضم الضفة بشكل كامل إلى إسرائيل, والمشكلة من الناحية الوطنية والأخلاقية لا تكمن في الأهداف والمخططات الإسرائيلية والتي هي ضدنا, ولكن المشكله فينا نحن كفلسطينيين, وأنا هنا أقصد الأحزاب السياسية الفلسطينية المنقسمه, فكيف يدوم الإنقسام خمسة عشر عاماً في ظل مخططات إسرائيلية خطيره , ناهيك عن أن الإنقسام ترك شعب جائع وفاقد للحرية والديمقراطية, ورغم كل هذا فالشعب الفلسطيني اليوم يفقد هويته الفلسطينية كلما بدأت إنتخابات إسرائيلية, فتقسيم الزمان والمكان على الخارطة الفلسطينية  وفي الأقصى الشريف,  أصبح ماده دسمة للدعاية الإنتخابية الإسرائيلية, وتقسيم الحقائب الوزارية والسياسيين اللذين يبحثون عن الوزارات الأكثر صلاحيات ضد القضية والشعب الفلسطيني, كما حدث مع بن غفير عندما طلب الوزارة الأكثر فتكاً بالفلسطينيين..

يجب أن ينتهي الانقسام الفلسطيني, ليس من أجل الشعب الجائع والضائع والفاقد للديمقراطية فحسب, بل يجب أن ينتهي كي لا تتغذى عليه الأحزاب السياسية الإسرائيلية, وتتشكل الحكومات اليمينيه التي تتنافس على طمس الهوية الفلسطينية وضم الضفة لإسرائيل وتحييد غزة بالمال, وضرب كل القرارات الدولية التي أنصفتنا بعرض الحائط, ودعم الرواية الإسرائيلية في ظل تشتيت الرواية الفلسطينية وفي ظل التطبيع العربي مع إسرائيل, فأين نحن من كل هذه التحولات التي تخدم الاحتلال, أين نحن ونحن في مستنقع الانقسام الأسود.