شَعبُنا المِغوار لا يَخشی إيتِمار
تاريخ النشر : 2022-11-28
شَعبُنا المِغوار لا يَخشی إيتِمار


شَعبُنا المِغوار لا يَخشی إيتِمار!

بِقَلم: أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة 

قالَ اللّهُ تعالی: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾وَقال تعالی: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ أي: كافينا اللّهُ العَزيزُ الغَفور وَنِعمَ المَوْكولُ إليهِ في جَميع الأمور!

عَن ابنِ عَبَّاسٍ رَضي اللّهُ عَنهما: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾! قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِىَ فِي النَّارِ وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ ﷺ حِينَ قَالُوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ إنّ قَوْل: (حَسْبُنا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ) لا يَعني بأيّ حالٍ مِن الأحوال: إهمال تَهديدات أشباهِ الرّجال: وَفي مُقدّمَتهم الإرهابيّ: إيتمار بن غَفير! بِالصّلاة في المَسجد الأقصی المُبارك طوال النّهار أو عَدم الأخذِ بِكلّ الأسباب: بِحُجّة التّوكّل علی رَبّ الأرباب!! 

فمَن ترَك الصّلاة فهُو مُجرِم! وَمَن لمْ يأخُذ بِالأسباب فهُو آثِم فَعلى المُسلم أن يَعمل وَيَعمل وَيُفوّض أمْرهُ بَعد ذلكَ إلی اللّهِ عَزّ وَجَلّ قالَ ﷺ: {إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} إنّ هذهِ الجُملة مَعشرَ الإخوَة المُؤمنين المُرابِطين في فِلسطين هيَ شِعارُ المُوَحّدين المُصلِحين في الأَزماتِ وَجَميع الأوقات فَإنّ اللّهَ رَبّ الأرضِ وَالسّموات هوَ وَحدَه الكافي لِشَعبنا الفِلسطينيّ البَطل وَحتّى تَنفعَ هذهِ الكَلِمَة قائلها وَتؤتي ثِمارَها يَجب علی كلّ مَهمومٍ حَزينٍ الأخذ بِجَميع أَسبابِ دَفعِ البَلاء وَالتّوكّل بِصِدقٍ عَلی الحَيّ القَيّوم ذي الكِبرياء يَنبغي لكَ أخي المَحبوب أن تَلجأ للّهِ عَلّام الغُيوب وَتُكْثِر مِن قَوْل: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ خاصّة في جَوْف اللّيال فَهذا أهمّ ما تُواجه بهِ الكُروب وَالأهْوال فإذا ضاقَت بِكَ السّبُل وَفَشلت الحِيَل وَلَم تَجِد مِن الآخَرين أَيّ أمَل فَقُل مَع دَمْع المُقَل: حَسْبُنا اللَّهُ وَنعْمَ الْوَكِيلُ!

فَيَستَجِيب لكَ السّميعُ البَصير وَمَن هوَ عَلی كلّ شَيْءٍ قَدير لقَد تَخلّی عَن نُصرَة شَعبِنا الحُكّام وَتَركونا فَريسة لِقُطعان المُستَوطِنين اللّئام وَمع ذلكَ لن نَرفعَ الرّايَة البَيضاء ما دُمنا مِن الأحياء! لقَد رَفع شَعبنا الأصيل شِعار: [حَسْبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ] وَلن نُبالي بِتَهديداتِ: إيتِمار بِن غَفير وَلا عُهْر أيّ سِيداوِيّ حَقير!