المرأة الفلسطينية تكشف اللثام عن عنصرية دولة الاحتلال
تاريخ النشر : 2022-11-26
المرأة الفلسطينية تكشف اللثام عن عنصرية دولة الاحتلال


المرأة الفلسطينية تكشف اللثام عن عنصرية دولة الاحتلال

بقلم: الأستاذة وسام أبو سلطان

من المؤكد أن هموم وطموح وتطلعات المرأة الفلسطينية من المجتمع الدولي مختلفة ومكانتها التى ترنو عيونها اليها مكانة تزاحم بها الرجل رفيق دربها في مشوار الكفاح والخلاص من الاحتلال. وهو ما تدركه المرأة الفلسطينية أنه السبب الحقيقي وراء كل اضطهاد، وسبب كل معاناة، ليس فقط للمرأة بل لكل فئات واجناس الشعب الفلسطيني. 

على هذه القاعدة تجد المرأة الفلسطينية بدءا من فاطمة البرناوي ومروراً بدلال المغربي ووصولا بشرين أبو عاقلة ولكل منهن حكايه تذكرنا بضعف المجتمع الدولي ومؤسساتة. والتي قد تدفعنا كنساء فلسطينيات لوضع الأولويات وترتيب الاهتمامات في إطار النضال الوطني للمرأة الفلسطينية التي قطعت شوطا طويلا لأكثر من سبعة عقود.

وتشير الدلائل التي نتلمسها كل يوم بأن المرأة الفلسطينية ونخص هنا أسيراتنا في سجون الاحتلال تتعرض للعنف الممهنج من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، ويتمثل في عدة أشكال جميعها تعد انتهاك لحقوق الإنسان، بالرغم من أن المجتمع الدولي اعتبر العنف ضد المرأة جريمة، إلا أن أسيراتنا ما زلن يعانين، في ظل
غياب الرادع القانوني الدولي فمنهن القاصرات، أمثال نفوذ حماد، والجريحات أمثال اسراء الجعابيص، والمريضات والأمهات والمسنات أمثال الشهيدة سعدية فرج الله.

حيث بلغ عدد الأسيرات 33 أسيرة يعيشون ظروف حياة غير انسانية مأساوية، يتعرضن للعنف وانتهاكات يومية مهينة، وحرمانهن من أهم حقوق الانسان بالعيش بحرية في احضان أسرهن بالمكان الطبيعي والامن، وحرمانهن من حقهن في تلقي العلاج اللازم وترك المرض ينهش اجسادهن، اضافة لحرماهن من الزيارة والتواصل مع الاهل، و من أكثر الاجراءات التعسفية والاستفزاية بانتهاك الخصوصية بتركيب كاميرات المراقبة، مع استمرار سياسة العزل، والعديد العديد من السلوكيات اللانسانية وفرض احكام عالية كوسيلة لردع وتحيد المرأة عن المشاركة في مسيرة النضال الوطني والتي دوما كانت ومازالت لها الدور البارز والأهم فيها.

ما تعايشة المرأة الفلسطينية في وجود السلطات القائمة بالاحتلال فهي كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، تعاني من القتل العمد، والاعتقال التعسفي، والتعدي عليهن حتى اثناء تأدية عملها الوظيفي امثال الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة. والشهيدة المسعفة رزان النجار.

أمام كل هذه الانتهاكات والاجراءات اللاقانونية ضد المرأة الفلسطينية وخاصة الأسيرات، والتي تعتبر جريمة حرب، وجريمة ضد الانسانية لابد من الاستمرار بالعمل الدؤوب، وعلى كافة الأصعدة، لتوفير حماية قانونية من جهة، ومحاسبة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم من جهة أخرى. 

ومع الاستمراية في مطالبة المجتمع الدولي باحترام نصوص المواد القانونية والرافضة للعنف ضد المرأة والوقوف أمام مسؤولياته اتجاه الاسيرات الأكثر تضررا من جرائم الاحتلال، وفضح ممارساته وانتهاكه لاتفاقيات حقوق الإنسان خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة.

ونحن كحقوقيات فلسطينيات باعتبارنا جزء من نسيج المرأة الفلسطينية الصابره المكافحة التي يتطرق لها هذا اليوم العالمي ويخصها ولديها تعريفها وفهمها المختلف لهذا اليوم فأننا نطالب المجتمع الدولي بكل مكوناته بإحقاق الحق و إلزام الاحتلال بوقف الانتهاكات ضد الأسيرات الفلسطينيات وتوفير العلاج اللازم
للأسيرة إسراء الجعابيص والسماح باستكمال التعليم للطفله نفوذ حماد والعودة لمقاعد الدراسة للطفلة جنات زيدات.

نؤمن أن العنف غير مقبول إنسانياً وقانونيا وحق المرأة الفلسطينية هو صلب اليوم العالمي الذي يصادف 25 من نوفمبر والذي نادت به الجمعية العامة للأمم المتحدة كيوم لإنصاف المرأة وتجريم العنف ضدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*المختصة القانونية ومديرة الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالمحافظات الجنوبية